أكثر من ٦٠ عاماً !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاربعاء ، ١٤ أغسطس ٢٠١٩ الساعة ٠٩:٥١ مساءً

اكثر من ٦٠ عام و الاوروبيون يشجعون على السلام و الازدهار لصالح مواطنيهم بينما العرب يمزقون نسيجهم. 
اكثر من ٦٠ عام و الاروبيون بكل خطوة يساهمون في حماية الحقوق السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية الاساسية لشعوبهم المختلفة و عندنا العرب نساهم في دعم مليشيات مناطقية و مذهبية و سياسية مختلفة لزعزعة الاوطان و تمزيقها. 


اكثر من ٦٠ عام و الاروبيون ياخذون حقوقهم كامر مسلم به وغالبا ما ينسون مدى اهميتها في حياتهم اليومية و نحن يمنون علينا لو استلمنا مرتب او وجدنا كهرباء كم ساعة او طريق صالح للمشاة او طرق للهروب من داخل العفن. اكثر من ٦٠ عام و الاوروبيون لديهم الكثير من الاشياء المشتركة لكن لا اللغة كانت مهمة ولا التاريخ و لا الدين و انما المصالح المشتركة, التي تجسدت في الاقتصاد و الثقافية و قيم الديمقراطية و الحرية بينما العرب لم يهمنا الا الماضي و التسلط و ثقافة الفيد.

 

اكثر من ٦٠ عام وهم يدعمون الضعيف منهم و فتحوا اسواقهم لبعضهم بعض و رفعوا شعار السوق الداخلية الموحدة, والتي حركت شعوب اوروبا نحو مصالحها فصاروا جميعا بسوقهم اكثر تطور و انفتاح في العالم و نحن نغلق المطارات و قبلها السفارات و الممرات و ننهش بالضعيف و نغدر به. اكثر من ٦٠ عام وهم يعلمون انفسهم مبأدي العيش و العمل في اي بلد في الاتحاد الأوروبي و الاستفادة من سوق رأس المال الحر لبيع البضائع عبر الحدود او لتقديم الخدمات و نحن اخواننا فهموا الاقاليم انه نغلق منطقتنا و نعطى ادارة امور الناس و السوق للمليشيات او نقاسمهم السلطة و يستغربون اين الخلل؟.

 

و النتائج طبيعية لما نزرع, فمن يزرع قيم في مجتمعه, يجد ذلك حوله. ومن يزرع مليشيات و يتخندق معها و مع مشاريعها لا يستغرب ان بعوا وطنه و كسروا باب بيته و سحبوه على نخره, ان اختلف معهم بالقسمة او الكلمة. اوروبا زرعت مؤسسات دول و مجتمع و قيم سلام و مصالح مشتركة في ابنائهم, لذا لم تشهد اوروبا الوسطى و الغربية قط في تاريخها سلام و أمن كما هو حاصل الان, لدرجة ان الاتحاد الأوروبي هو انجح مشروع سلام في تاريخ البشرية, و نحن العرب صدعنا دماغنا بالتاريخ و اللغة و الجغرافية المشتركة, التي جعلتنا ليس دول و انما قبائل متناحرة و متنافرة ومتقاتلة و قذرة لاسيما لم اغترب الا ٣ عقود و في كل منطقة هناك حرب مشتعلة من العراق الى سوريا و لبنان و السودان و اليمن و الصومال و الجزائر و الباقي يجمع, و لازلنا نراهن على مليشيات و قيم عفنة تمزق اكثر.

 

وخلاصة الامر ان غيرنا فهم وادرك ان المليشيات لا تجذب التطرف و العنصرية و المناطقية و انعدام الإستقرار و هروب الاستثمار والعقول و عدم الدعم فقط, و انما الانهيار التام في كل مفصل حولنا. لذا على الجميع اليوم ان يفهم ان الفرصة لنكون بين البشر تكون فقط بوجود مؤسسات دولة واحدة, و اقول مؤسسات دولة واحدة دون مشاريع موازية او ارتهان.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي