نماذج من صور المأساة التي يعيشها شعب الجنوب

كتب
السبت ، ٠٧ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٥٣ مساءً
  رائد الجحافي في ال 27 من أبريل عام 1994م وقف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الشريك في وحدة مايو 1990م في ميدان السبعين بصنعاء ليعلن في خطاب له الحرب على الجنوب، وعلى الرغم من لجؤ الجنوبيين الى الحوار السلمي لايجاد مخرج لتلك الازمة الا ان ذلك لم يشفع لهم، التقى طرفي النزاع (شريكي الوحدة ) في اكثر من طاولة مفاوضات عربية ودولية اهمها لقاء عمان الذي جرى فيه التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق بين الطرفين ليتنصل الرئيس اليمني عنها بعد مضي ايام قليلة على توقيعها، وفجر الرئيس اليمني صالح حرب ضارية على الجنوب حيث جرى فيها قصف المدن والقرى واستهداف المدنيين الأبرياء وقتل النساء والأطفال وجاءت تلك الحملة الشرسة بمساعدة عناصر الجهاد الاسلامي العائدين من افغانستان او ما كان يطلق عليهم ( الافغان العرب) وشاركت تلك الجماعات المتطرفة في الحرب على الجنوب بموجب الفتوى الدينية المثيرة للجدل التي أطلقها المتطرف الدكتور عبد الوهاب الديلمي الذي اجاز قتل الاطفال والنساء، استمرت تلك الحرب حتى يوم السابع من يوليو من نفس العام وهو اليوم الذي توج بدخول العاصمة عدن ونهبها بالكامل حيث جرى فيها القضاء كليا على البنية التحتية للعاصمة عدن التي لم تسلم حتى دور العبادة فيها من النهب، المئات من الجنوبيين اختفوا في ذلك اليوم وفي الأيام التي تلت يوم الاجتياح بمن فيهم مدنيين ونساء وطلاب ولا يزال مصيرهم مجهولا إلى اليوم، كما جرى تسريح كافة الموظفين المدنيين والعسكريين الجنوبيين من مناصبهم ووظائفهم وجرى الاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة، وتعرض ويتعرض الجنوبيين للتهميش والقتل والاعتقالات والمطاردات والتجويع والتنكيل طوال ثمانية عشر عاما، ومنذ انطلاقة الحراك السلمي الثورة السلمية الجنوبية جرى ويجري قمع فعاليات الحراك السلمي فسقط الآلاف من الشهداء والجرحى، وهنا نستعرض نماذج من جرائم السلطة اليمنية التي ارتكبتها في الجنوب. -لم تكن والدة الصغير عبد الحكيم الذي سمحت لصغيرها الخروج بمعية زملائه التلاميذ لغرض مذاكرة دروسهم لما لا والوضع مستتب فالمنطقة ريفية والقرية هادئة وحتى أنها اكثر أمنا من القرى الاخرى باعتبارها تحوي مركز للأمن في اطرافها وكالمعتاد أنهى الصغير مذاكرة دروسه ودلف عائدا نحو البيت وقبل الوصول أخرج أحد جنود الأمن بندقيته وصوبها إلى الصغير فارداه جثة هامدة بكل بساطة ليرحل الطفل عبد الحكيم الحريري بينما يده الصغيرة متشبثة بالكتاب. - الطفل حمودي علي حامد ( 9 اعوام ) قتل برصاص الجنود في 21 مارس 2012م بينما أصيبت أمه بجانبه حين كانا في طريقهما إلى قريتهما قرية الثعلب بمحافظة لحج ولم يكن في الحسبان ان الموت ينتظر الطفل الذي استشهد برصاص جند أحد المواقع الامنية المتمركزة على الطريق عندما أطلق الجنود الرصاص على السيارة التي كانت تقلهما وجاء اطلاق النار استهتارا بالارواح ودون سبب يذكر، وبينما فارق الصغير الحياة كان دم الأم ينزف لكن وقع الألم عليها كان شديدا بفقدان صغيرها. التمثيل بجثث الشهداء الشهيد علي صالح الحدي، كان بين اطفاله يستعدون للنوم بينما رتل من الاليات العسكرية في طريقه لمحاصرة البيت دون سابق انذار، غطت الأسرة في نوم عميق وشرع عشرات الجنود بتطويق البيت ووجهت فوهات الرشاشة والمدفعية شطر البيت، وبدأ الجنود اطلاق النار بكثافة قبل اجتياح المنزل وقتل الشهيد الحدي بين اطفاله كما جرى تصفية اثنين من اطفاله وأحد اقربائه كما أصيبت زوجته، ولم يكتف الجنود بقتل الحدي فواصلوا مسلسل جريمتهم الشنيعة بالتمثيل بالجثة اذ قاموا بتقطيع اعضائه وشفتيه ومن ثم قاموا بسحله بطريقة مشينة وغير أخلاقية قبل ان يضرموا النار في جسمه. الشهيد الشاب محمود محمد احمد الزعيم: ناشط شاب كان يشارك في مسيرة سلمية للحراك الجنوبي عندما أصيب برصاص جنود الأمن المركزي بالقرب من ساحة الشهداء بمدينة المنصورة بتاريخ 18 يونيو واثر الاصابة قامت مدرعة عسكرية بدهسه ومن ثم قام الجنود باطلاق وأبلغ من الرصاص عليه واصابته بطلقة اسفل العين اليسرى وأخرى في الرأس وعدة طلقات في الصدر ثم ربط جثمانه بعد أن فارق الحياة إلى مؤخرة طقم تابع لقوات الأمن المركزي وسحله بصورة غير انسانية. تصفيات داخل السجن: الشهيد الشاب احمد الدرويش (14 عام): ناشط سياسي جرى اعتقاله بمدينة خور مكسر بعدن وأثناء الاعتقال بتاريخ 24 يونيو 2010م تعرض للتعذيب الشديد ثم قام المحققون بحقنه بالسم ليفارق الحياة بعد لحظات من اعطائه الحقنة. الشهيد محمد محسن كباس: من أبناء جحاف الضالع أطلق عليه جنود الجيش النار أثناء حملة لاجتياح المنطقة في 21يونيو 2010م، فاصيب باصابة طفيفة وقام الجنود بأسره، وبعد مضي يومين من الأسر عثر عليه جثة هامدة ملقية بالقرب من الطريق وعليه تظهر آثار تعذيب شديد وفتحة كبيرة في بطنه بمكان الجرح الذي كان قد اصيب به في اليوم الأول، وكان الشهيد كباس قد تعرض منزله في العام 2001م للتفجير بعبوات ناسفة من قبل قوات الجيش اليمني، في حين جرى قطع معاشه الشهري الذي كان يعول أفراد أسرته لأكثر من عشر سنوات  
الحجر الصحفي في زمن الحوثي