الاغاثة "نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً"

محمد القادري
الثلاثاء ، ١٨ سبتمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٥:٣٦ مساءً

 

في المناطق التي يسيطر عليها ميليشيات الحوثي الانقلابية ، تكاد لا تجد أثراً للمساعدات الاغاثية ، الناس في حالة يرثى لها ، ولم تلمس اي تقديم مساعدات من المنظمات الانسانية او غيرها ، وان كان هناك نوع طفيف من الانشطة الاغاثية ، فهو محصور في مناطق قليلة فقط وليس ممتداً للكل وشاملاً للجميع.
يتحدث إعلام الحوثي ومن معه من المنظمات الدولية العاملة في صنعاء عن تقديم مساعدات وتقارير ترفع  ذات احصائية كبيرة في هذا الجانب ، ولكن الواقع في مناطق سيطرة الحوثي يتناقض مع ما يدعون ، وهو الأمر الذي جعل الاغاثة لا توجد إلا إعلامياً فقط ، أما لسان حال الناس فهو يقول نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً .

مناطق واسعة في القرى والريف تشكل الاغلبية يعاني الناس فيها الجوع والمرض ، ولكنهم لم يحصلوا على اي اغاثة ومساعدات ولم تصل مناطقهم اي منظمات ذات انشطة اغاثية .
اصبحت الاغاثة مقتصرة على بعض الاحياء في المدن ، تعطي بعض الأسر المحتاجة وليس الكل سلة غذائية في السنة ، ثم تستغل تلك الاغاثة المقدمة للترويج والاستغلال الاعلامي ، عبر توثيقها لصور فتغرافية ونشرها لاخبار تلفزيونية والكترونية تتشدق بها وهي بالنسبة ليست الا اهانة لتلك الأسر المحتاجة التي اعطتها الفتات من الاغاثة واستغلت ذلك كمنجز تتحدث به وتتفاخر امام الملأ والمجتمعات الاقليمية والدولية ، بينما هي في الأصل تخادع وتستغل وتتاجر بالاغاثة .

لو كانت هناك اغاثة كما يدعون بناءً على إعلامهم ومنظماتهم الدولية الكثيرة ، لكانت موجودة في كل بيت ولو وصلت إلى كل فرد.
تلك الاموال الكبيرة  المقدمة من الجهات الدولية العديدة  كإغاثة لمناطق سيطرة ميليشيات الحوثي كافية لاغاثة الجميع بشكل دائم وتوفير الغذاء والدواء لكل مواطن بشكل مستمر .
ولكن الوضع لا يلمس من الاغاثة إلا الفتات النادر ، مما يجعلنا نتسائل أين تذهب تلك الاموال التي تقدم كإغاثة ، وما هو عمل تلك المنظمات الاغاثية التي يبين الواقع عكس ما تدعي ، إذ لا وجود في الواقع لانشطتها التي تدعيها والمطلوبة منها ، وهو الامر الذي يجعل تلك المنظمات امام المسائلة ويضع عليها عدة علامات استفهام .

اليوم اصبح المجتمع يعاني معاناة كبيرة ، نتيجة ارتفاع الاسعار ، والمطلوب تقديم الاغاثة العاجلة للجميع وبشكل مستمر .
ليس المطلوب ان تقدم سلة غذائية فقط للأسرة الواحدة ثم تتشدقون إعلامياً انكم تقدمون الاغاثات والمساعدات .
السلة الغذائية لا تكفي الاسرة مدة اسبوع ، وهو ما يعني لا فرق بين وجودها وعدمها ، والمطلوب هو توفير الغذاء والمساعدات بشكل مستمر ودائم ، إذ ان الوضع اليوم يتطلب اغاثة متواصلة تصل للجميع فالجميع اصبحوا في معاناة والجميع يحتاجون للاغاثة.

 أكثر من 95% من المجتمع يحتاج للاغاثة والمساعدات الدائمة ، ولم يتبقى سوى قلة قليلة في المجتمع من  الافراد المحسوبون للسلالة الحوثية ومن معهم من الاعوان المفسدين ، هم من يعيشون في ترف وغنى على حساب المجتمع اليمني الذي يتضور جوعاً ، بل ان الاغاثة اصبحت تقدم لأولئك الميليشيات وذويهم وتحت تصرفهم وخدمتهم  يتاجرون بها ويمنعونها عن المستحقين  متعمدين تجويعهم وافقارهم

الحجر الصحفي في زمن الحوثي