ثلاثة شروط لأصطفاف مؤتمر صالح والاصلاح

محمد القادري
الجمعة ، ٠٣ أغسطس ٢٠١٨ الساعة ٠٦:٠٢ مساءً

آ 

الدعوة التي اطلقها الشيخ سلطان البركاني الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام ، والتي دعا فيها إلى ترك المماحكات بين آ حزبي المؤتمر والاصلاح والتوحد ضد الحوثي الذي تساوت جرائمه بحق الطرفين ، وهي الدعوة التي لقت ترحاب من حزب التجمع اليمني للاصلاح الذي أيد آ التقارب بين الاحزاب وكسر القطيعة.
أعتقد ان المقصود بذلك من كلام الطرفين هو توحد حزب المؤتمر جناح صالح وحزب الاصلاح وبقية الاحزاب ضد الحوثي ، أما مؤتمر الشرعية فهو منذ الوهلة الأولى متحد مع عدة مكونات حزبية ضد الحوثي ولم يبني اي حاجز مع أي حزب يقف ضد الانقلاب.

جميل جداً أن يكون هناك تقارب حزبي بما يوحد الجميع ضد انقلاب الحوثي ، ولكن هناك ثلاثة شروط هامة يجب ان تكون متوفرة جميعها في أي تصالح وطني حزبي بما يحقق اصطفاف موحد ضد الانقلاب آ ، سواءً كان ذلك التصالح والتقارب بين جميع الاحزاب أو بين حزب التجمع اليمني للاصلاح وحزب المؤتمر جناح صالح.

الشرط الأول: بهدف استعادة الدولة الشرعية.
يجب على الجميع الاعتراف بالدولة الشرعية ، ويجب على الكل ان يكون هدفهم من اي تصالح وتقارب هو استعادة الدولة .
التوحد ضد محاربة مشروع الحوثي لأ يأتي إلا عبر الوقوف والايمان بمشروع الدولة والسعي لاستعادتها ، ما لم فأن ذلك التقارب مبني على رغبة اطراف ونابع من مصلحة حزبية ، وليس مبني آ على توجه عام ولم يكن نابع من مصلحة وطنية.

الشرط الثاني: خلف قيادة الرئيس هادي.
أي تقارب حزبي للتوحد ضد الحوثي ، يجب ان يكون جميع اطرافه معترفون بالرئيس هادي .
ويجب أن يؤدي ذلك التقارب لتحقيق اصطفاف وطني خلف قيادة فخامة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي الرجل الأول في الدولة والرئيس المنتخب في البلد.
مالم فأن ذلك التقارب منحرف ، ويسعى لتحقيق اصطفاف حزبي لا اصطفاف وطني ، ولا يؤدي لوحدة الصف لمحاربة الحوثي ، بل يؤدي لشق الصف داخل الشرعية وهو الأمر الذي يخدم الحوثي وينفعه.
غير مقبول ان يتقارب اي حزب يدعي اعترافه بشرعية الرئيس هادي مع حزب لا يعترف بهادي ، فذلك التقارب يعتبر نوع من المؤامرة والاتجاه نحو مشروع حزبي يتعارض مع مشروع الدولة والمشروع الوطني.
يجب على مؤتمر صالح ان يتحد أولاً مع مؤتمر الشرعية خلف قيادة هادي رئيساً للحزب ورئيساً للبلد ، ثم بعد ذلك يدعو لتقارب حزبي لمحاربة الحوثي.
ويجب على حزب الاصلاح ان يطلب من مؤتمر صالح الاعتراف بالرئيس هادي وتأييده والاصطفاف خلفه ، آ ثم بعد ذلك يرحب بأي دعوة توحد وتقارب بين الاحزاب ضد الحوثي.

آ الشرط الثالث: تحت رعاية المملكة العربية السعودية.
المملكة قائدة التحالف العربي ، الذي يهدف لاستعادة الدولة في اليمن ومحاربة مشروع إيران الذي يستهدف آ المنطقة العربية برمتها ، ومصلحة اليمن تقتضي التعاون والتقارب واستمرار تحالفها مع السعودية دوماً وابداً.
اي تقارب حزبي يمني لتحقيق اصطفاف يمني لمحاربة الحوثي ، يجب ان يكون تحت رعاية المملكة ، مالم فأن ذلك التقارب لا يحارب المشروع الإيراني ويحقق المصلحة العامة المشتركة بين اليمن وجارتها السعودية.آ 
هناك مخططات لدولة قطر تهدف إلى اقامة تقارب حزبي بين جناح مؤتمر صالح وحزب الاصلاح بما يحقق للطرفين مصلحة في اليمن وعلى ضوءها تتم استفادة قطر من الساحة اليمنية ، وهو الأمر الذي يعرقل مصلحة مشروع الدولة في اليمن ، وينقل آ اليمن إلى منطقة استهداف اخرى تهدد الأمن القومي للمنطقة العربية وتؤثر على جارتها المملكة.
اي ان مخطط قطر الذي سعت فيه للتحالف مع بعض شخصيات من عائلة صالح ، وتريد ان تجعل هناك تقارب بين مؤتمر صالح وحزب الاصلاح بما يمكن الطرفين من السيطرة على الساحة اليمنية وتقاسم الحكم كما كانا سابقاً ، ومن خلال هذا ستنجح قطر في جعل اليمن تحت سيطرة اطراف تتبعها ، وايضاً تفشل تحقيق اهداف التحالف العربي وتعيق مشروع تحقيق الدولة اليمنية الجديدة والمطلوبة.

اي تقارب حزبي لا تتوفر في جميع أطرافه هذه الشروط الثلاثة ، فهو تقارب منحرف يحمل شكلاً آخر من محاربة الشرعية وان كان ذلك الحرب من داخلها أو بشكل غير مباشر ، بل انه يخدم الحوثي ويخدم آ مشروع الانقلاب على الدولة ، ويخدم مشروع إيران في المنطقة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي