الحديدة وتحرير الإنسانية

محمد قشمر
الاثنين ، ٢٥ يونيو ٢٠١٨ الساعة ٠٩:١٨ مساءً
توالت الانتصارات المبهرة للقوات الشرعية بدعم قوي من التحالف في الساحل الغربي لليمن المنهك الذي يحاول أن يصحو على وقع انغام الانتصار على الباطل ودحر الميليشيا الكهنوتية اتباع المد الإيراني من ارض اليمن الحر.


الكل يعلم أن الحديدة كانت واحدة من أهم المنافذ الرئيسية إن لم يكن هو المنفذ الأكبر والأهم لدخول المساعدات الإنسانية للمحتاجين وهم كثير . بل إن الحالة الإنسانية في اليمن بناء ً على التقارير الدولية تعتبر مأساةً أولى على مستوى العالم .


كانت الحديدة عبر مينائها بوابة ًحقيقةً لتدفق تلك المساعدات ، ولكنها كانت في حقيقة الأمر الشريان الرئيسي لإمداد الحوثيين بما يحتاجونه من  سلاح وعتاد حربي وإمداد لوجستي ودخول لخبراء إيرانيين ولبنانين تابعين لحزب اللات ومن المنظمات الإرهابية التي تعيث في اليمن فساداً كما أن تلك المدينة الطيبة المنكوبة بالحوثيين كانت من أهم منافذ إمداد الحوثيين بالمال من خلال الإتاوات والرسوم التي يفرضونها على التجار وعلى كل ما يصل الى الميناء من احتياجات اياً كانت .


 وبالتالي فإن السيطرة على ميناء الحديدة من قبل القوات الشرعية اليمنية هو في الحقيقة انعاش المجتمع اليمني الذي ذاق الأمرين من حين سيطرت الميليشيا على ذلك المنفذ المهم والاستراتيجي .


الكل يعلم أن مدينة الحديدة تعتبر من المدن اليمنية الجميلة والطيبة في نفس الوقت بأبنائها الرائعين الذين تحملوا الويلات من الحكم الإنقلابي لمدينتهم وهم في ذلك شانهم شان كل من وقع تحت حكم الحوثيين في كل المناطق المسيطر عليها .


 كل القرى المحيطة تعيش حالة ًمن الجوع والفقر والمرض لا يمكن لمدينة او قرية في اليمن أن تعيشها أو أن تعاني كما يعاني أبناء محافظة الحديدة، هذا والمساعدات الإنسانية تصل عن طريق مينائهم الذي اصبح يشكل مأساة إنسانية بكل المقاييس،  لأن نهب المساعدات الإنسانية الخاصة بتلك المجتمعات الفقيرة الجائعة المريضة اصبح ممنهجاً من قبل الحوثيين الذين جعلوا من ميناء الحديدة مصدر دخل وفير لهم على حساب أبناء الشعب عموماً وأبناء الحديدة وتهامة على وجه الخصوص مما يعني أن تحرير الحديدة بكاملها يعتبر عملاً إنسانياً بكل ما تعنيه الكلمة .


التحالف العربي في اليمن تدخله له مشروعية دولية وبناءً على قراراتٍ دولية ٍيجب أن تكون نافذة والا يوقف تلك القرارات شيء ، غير ان هناك مساعي دولية أخرى تحاول جاهدة أن تكون حجر عثرة أمام وصول المساعدات الإنسانية بشكلها الصحيح الى أبناء الحديدة خاصة وأبناء اليمني عامة، وذلك من خلال الاعتراض على تحرير الحديدة بدعوى الإنسانية ايضاً التي يستخدمها المغرضون من أجل عرقلة تقدم الإنسانية وأخذ مكانها الصحيح على الخارطة اليمنية.


لابد أن يعلم الجميع ان هناك مبدأ في القانون الدولي يسمى مبدأ التدخل الإنساني وهذا المبدأ وجد من أجل مساعدات المظلومين وتحريرهم من العبودية ولكن تلك المواثيق والمعاهدات والمبادئ الإنسانية الراقية غالباً ما تتعثر بأفكار سياسية تعشق المآسي التي تستثمرها من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية معينة مقيتة على حساب دماء الشعوب وأقواتها .


تحرير الحديدة اصبح مطلباً إنسانياً أكثر مما هو مطلب عسكري هذا إذا كنا ما زلنا نرى أن الإنسانية مازالت موجودة على كوكب الأرض
الحجر الصحفي في زمن الحوثي