الحذر القادم

كتب
الاربعاء ، ٢٠ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:١١ مساءً
    عبدالرحمن غيلان لن أقول أنني قضيتُ الكثير من الساعات بحثاً عن منفذ كهرباء لجهازي حتى أتمكن من الكتابة إليكم .. ولن أقول أن صنعاء منذ ثلاثة أيام عاودت الغرق في ظلام الروح وعتمة الحقيقة وخاصة بالنهارات البائسة والتي لا تدلّ إلا على سوء الطالع ونكد الواقع .. وعلى ازدياد ضِعاف النفوس ومن باعوا أرواحهم الدنيئة للشيطان .. سواء كانوا عاملين بمؤسسة الكهرباء أو مخربين من أماكن أخرى . إن واقع الشعب اليمنيّ اليوم لا يدعو للتفاؤل بقدر ما يؤسس لزمن الحذر القادم .. زمن الألفة المدفوعة الثمن .. زمن الإحباطات المتوالية وهي تتقمّص أثواب أغلب القيادات القبلية الغجريّة .. وربطات العنق لأغلب القيادات المدنية الزائفة وهي تسقط في وحل التطبيل لأسوأ حاملي الشعارات الجوفاء كل ذلك بعرضٍ من الدنيا قليل أو كثير .. لكنه لا يساوي لحظة قهرٍ واحدة لمن فقدوا فلذات أكبادهم في معركة الوصول للسلطة تحت خيارات متعددة لن تأفل بوارقها ورعودها وأمطارها السوداء مهما كانت الأرض رخواً أو يباساً فهي سواء أمام من وضعوا نصب أعينهم عرش السطوة على خيرات الوطن المنكوب بأبناءه وعقوقهم المتوالد تحت شعار الحفاظ على الجمهورية والقبيلة والدين .. وهذا الثالوث الذي تم الفتك بأرواح الشباب تحت مخيلته القميئة لن يقنعنا يوماً أنه أو أنهم يسعون بنا عن طريقه للخلاص أو الوصول إلى لحظة أمانٍ واحدة .. دون أن يستنفدوا ما تبقّى من صبرٍ وجَلَدٍ للمواطن التعيس وهم يقودونه للعنف والإنزلاق في براثن الخطيئة التي كانت ومازالت وستظلّ رصاصة القسوة في قلوب البائسين .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي