الشرعية والمجهول

محمد قشمر
الخميس ، ١٤ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٦:٥٠ مساءً

 

احتدم النقاش حول المؤتمر الشعبي العام ومن له الأحقية في قيادته ما بين هادي ومن يسعى الحوثي لتعيينهم ومن يسعى الاخرون ايضاً لجعلهم القادة الجدد له لأنه على ضوء هذا التعيين وتلك القيادة قد ترسم ملامح القيادة المستقبلية والقادمة لليمن.. 


البعض يرتكز بتعيين هادي على نظام المؤتمر الداخلي والبعض الآخر يرتكز على القرابة الأسرية ليمتلك الأحقية برئاسة المؤتمر لنعود مرة أخرى الى التوريث المقيت والطرف الأكثر خبثا هو الذي يسعى من صنعاء لتعيين قيادة تخدم اهدافه الاستراتيجية والمستقبلية والطائفية والاقليمية خصوصاً بعد ان عرى نفسه بقتل صالح الذي كان حليفا استراتيجيا لهم يستظلون بمظلته التي وارتهم حتى دخلوا اليه في قعر داره واردوه قتيلا... 

 

الان الشرعية تبحث عن فلكها الذي تريد ان تدور فيه خصوصاً ان هادي الذي اصبح الرمز الدولي للشرعية اليمنية ما زال يفكر بطريقة يجهلها الأغلب من ابناء الشعب الذين يبحثون عن قائد يخرجهم من السرداب المظلم الذي ادخلته فيه الخيانات الوطنية والاطماع الشخصية.. 

 

هادي توافقيا رئيساً لليمن لفترة انتقالية حددتها المبادرة الخليجية التي وجدت لتساعد اليمنيين على الوصول الى حلول حقيقة بعد ثورة الشباب.. لكن فترة الرئاسة الانتقالية طالت وظهرت معها الانهيارات المتسارعة في صنعاء بين المؤتمر وبين المؤتمر بعد رحيل صالح الذي تشبث برئاسته للمؤتمر حتى قضى نحبه.. 


فهل رئاسة هادي لليمن اصبحت مفتوحة بلا فترة زمنية محددة او قيود... أم أن بقائه مرهون بانتهاء الصراع والاقتتال في بلدي الحبيب

 

الحقيقة انه لا يجب ان تكون فترة رئاسته مفتوحة وبلا قيود او فترة زمنية وهذا الامر حدث في الزمن القديم الروماني او اليوناني عندما كان المجلس يمدد لنفسه الا ما لا نهاية.. 
هذا الأمر مرفوض عقلا ونقلا لأنه ينقلنا الى الاستبداد والديمومة للنخب الحاكمة المرفوضة من قبلنا جميعا.. 

 

الان اليمن يمر بمرحلة استثنائية والاتكال المطلق على المبادرة الخليجية يجعل قيادتنا متراخية الى ابعد الحدود خصوصاً بعد فشل كثير من الوزراء بإدارة وزاراتهم مما ينعكس سلباً على الشرعية عموماً....
قبل فترة وجيزة تحدثنا عن دور الحكومة والكل اجمع في هذه المجموعة وغيرها انها كسرت احلام الغالبية العظمى من اليمنيين.. بمعنى أن الاشقاء استطاعوا بقوة علاقاتهم الخارجية أن (يمشوا امورنا..)في بعض القضايا.. 


فماذا قدمت حكومتنا الموقرة.. دعونا نتحدث عن المغتربين اليمنيين فقط هنا في هذه الارض المباركة ارض الحرمين.. هل تم التواصل مع القيادة السعودية وخرجوا بنتائج تخدم اليمني البسيط الذي يخشى على اهله وأطفاله من الفكر المنحرف الذي اصبح يدرس في المدارس والجامعات والمساجد في المناطق المسيطر عليها كتائب الموت والدمار الحوثية . 


لم يقدموا شيء ولولا تعاطف القيادة السعودية لتم ترحيل الالاف من اليمنيين... 
حتى امس وجميعنا يشكو من وزير المواصلات.... وايضاً وزير الإعلام.. 


اقصد اننا نعيش حالة من التوهان لاننا نعيش بلا دستور ولا قوانين نافذة واذا استمر الأمر هكذا ستعيش اليمن بلا قيادة شرعية حقيقية لان الشرعية يجب ان تستمد من الشعب الجائع المكلوم المظلوم المقهور... 
لا يمكن ان يكون هادي رئيساً بلا نهاية ولا يمكن ان تحفظ المبادرة الخليجية له شرعيته ان لم يحافظ هو عليها.. 


كما ان المؤتمر الشعبي العام لا يمكنه ان يستمر على قيادة لم تحرك ساكنا غير قرارت التعين التي اساءت للشرعية اكثر مما احسنت... 
أنا شخصياً آمل أن تكون هناك خطوات جادة لتصحيح مسار شرعيتنا من ذاتها وان تحاول ان تهتم بأبناء شعبها في الداخل والخارج... 


الخبيث بشار لم يفارق دمشق وعاش بين الدمار والدماء و يكفيه ان أمن جزء من العاصمة دمشق المبلية به وزبانيته ونحن عجزنا عن تأمين 20 % من المساحة المحررة والتي تقدرب85 % من الارض اليمنية التي تم انتزاعها من بين انياب وحوش صعدة وكهوفها المظلمة لعودة رئيس الدولة ورئيس الحكومة...... 


يجب ان تشعر قيادتنا الموقرة بجهودكم جميعاً في تلميعها ودعمها وإيماننا جميعاً بها وان تكن عند اقل حسن ظن منا وان تستجيب لأدنى المتطلبات الشعبية التي اصبح اليمني يتسولها من القيادة اليمنية التي اعجبها حياة الهناء والرفاهية...

الحجر الصحفي في زمن الحوثي