الوطن المجروح...

كتب
الأحد ، ٠٥ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٦ صباحاً

 

فؤاد ألحُصري

قلبي يزلزله حنينه

ويكاد يبكيني انينه
حزناً على وطن به قد عشت تحضنني جفونه
وحييت تفرحني امانيه وتترحني شجونه
من غيبتي ومن اغترابي عنه اراف بي سجونه
عز الحياة به على الايام قد رسخت حصونه
(الفضول)

مذ إن خلقني الله واستخلفني في هذه الارض البائسة ووطني مايزال يعاني من جراحاته الدامية التي تكبر مع كبر سني ،وطني مازال يعاني من المؤامرات والاستفزازات والتدخلات الخارجية والمحلية ،وطني ألمصلوب في جدار قلبي يعاني من التشتت العرقي والمذهبي والانتفاضة المناطقية التي بدات تطفو موخراً على السطح بشكل مفرط ، وطني الذي انتمي اليه سرق منه احلامه ذات يوم على حين غفلة وانتهكت كرامته ،ودمرمستقبلة،وصودرت حريته وحقوقه واصبح بين عشية وضحاها لقمة يتكالب عليها الطامعين والعابثين ،وطني الحبيب جراحاته تكبر تارة تلو الاخرى ،جنوبه يعاني من التفكك ومهدد بالانفصال في اقرب وقت ممكن ، فيما شماله ايضاً يعاني من التعدديات المذهبية والطائفة العرقية الوقحة التي تمتطي بين فينة واخرى لتجد لها موطئ قدم لتعلن دولتها المستقلة ،وتنظيم القاعدة يترنح ويتوسع الى اكثر من مدينة ومحافظة وبالتالي فان الوطن الذي ننتمني اليه ونحمل اسمه على عاتقنا اينما يممنا وجهنا قد يصبح مقسم الى عدة دويلات وسلطنات واقاليم نحن فى غنى عنها ونتمنى من الله ان تكون تلك الاقاويل والحكايات مجرد كذبة ابريل،مانريده فقط هو ان نشد ايادينا ببعضها البعض وننسى الاحزاب المقيتة ونلتف نحو وطننا ولو لمرة واحدة بقلوب مغمورة بالحب لننتشله من عميق جراحاته ونجعله يرقص بكل الالوان الفرائحية ،نريد فقط ان نقدس عظمة هذا الوطن ونعلن ولائنا له لا ان نعلن ولائنا للاحزب المسخة التي جعلتنا نتناسى احزان الوطن ونغرد خارج السرب.

 لا احد يستيطع إقناعي مهما كان الامر بان الوطن بخير وأصبح يستعيد عافيته من الشلل الذي اصابه جراء الانفلات الامني والاوضاع المتردية التي شهدتها البلاد الشهور الماضية،ايضاً لايستطيع أحداً كان من كان بان يملي راسي بترهات واقاويل وحكاوي وخبابير وهلوسات ليقنعي في الاخير بان الدبور وأبو المشاكل قد رحل وان راس الافعى التي ارعبتنا ردحاً من الزمن قد ماتت وان الثورة تلفض انفاسها الاخيرة لمجرد رحيل الافعى عن السلطة ،صحيح ان راس الافعى رحل ولكن المشكلة باجزائها المنتشرة في الازقة والمتارس والجبال في مختلف المحافظات والتي مازلت تمارس نشاطها القمعي والوحشي على مرى ومسمع الجميع وعلى عين اللجنة العسكرية والمبادرة الخليجية والحصانة المغلوب على امرها التي قتلت في وقت مبكر، الثورة التي انطلقت منذ مايقارب العام يجب ان تصمد صمود الجبال امام الافاعي،والشباب الثائر عليهم بان لايغادروا الساحات والميادين ،وثورة المؤسسات ايضاً يجب ان تمارس نشاطها المعهود لركل الفاسدين من مناصبهم لانه من المستحيل ان يرحل الفاسدين وبقايا النظام من مفاصل الدولة عن طريق القبيلة والمعروف ، لست مع من يطالب بمغاردة الشباب من الساحات والميادين بمختلف المحافظات ولست مع من يصرح ويشرعن القوانين والفتاوي الدينية للضغط على الشباب بالقبول والمشاركة في الاتنخابات الرئاسية المبكرة المزمع اجراؤها في الـ 21 فبراير بمرشحها التوافقي عبده ربه منصور هادي الذي لاشريك له ،ولاداعي للمنتفعين والمتملقين بان يكرسوا جهودهم المفضوحة ومؤامراتهم الخبيثة والتي يمارسها هذه الايام الكثير من الدخلاء والغوغائيين ،نحن مع الشباب للبقاء في الساحات حتي تحقيق مطالبهم واهداف ثورتهم السلمية، نحن مع الشباب لاسترداد حقوقهم المسلوبة ، مع الشباب لمحاكمة القتلة ،مع الشباب ضد المؤامرة الخليجية والحصانة وعلى من خلفها ومن ظمنها وشرع  بنودها لاجل القتله ومن تبعهم من الغاويين وناهبي ثروات الوطن وسارقي احلام البسطاء وقاطعي الطرق ومصاصي دماء اليمنيين.

في غضون اسبوع واحد فقط وبعد ان تم منح النظام السابق الحصانة"المشؤمة" من قبل حكومة باسندوة ومجلس النواب الفاقد لشرعيته مارست بقايا النظام المتهالك عنفوانها بداءاً بالعمل الاجرامي المدبر لسعادة وزير الاعلام علي العمراني وهو خارج من مجلس الوزراء مروراً بالتهديدات المستفزة والتي طالت العديد من الزملاء الصحافيين حيث تم التهديد بالقتل وبطريقة العمد بالتصفية الجسدية لمدير عام مؤسسة الشموع للصحافة والاعلام الزميل الاستاذ/سيف الحاضري من قبل قائد الحرس الجمهوري بمحافظة تعز "الساذج"مراد العوبلي ،يليه ايضاً التهديد بالتصفية الجسدية للزميل عزيز الصلوي مراسل شبكة التغيير للاعلام بمحافظة تعز والتفوه عليه بالفاظ بذيئة ووصفه بــ "البرغلي"وايضاً محاصرة الزملاء في صحيفة الثورة، هناك الكثير من التعسفات والتجاوزات التي تمارسها البلاطجة وبقايا النظام ضد حرية الكلمة والرآي،ومثل تلك التجاوزات المقيته التي يتفنن في ممارستها الجبناء في الارض يوحي لنا بان ذيل الافعى مازال حي ويحتاج لضربة قوية تغوص به الى اعمق الارض كي لانراه مطلقاً في يوم ما ،مايحدث من قمع للصحفيين والشباب الثائر في الساحات ليس بجديد وليس بغريب فلقد تعودنا مراراً  منذ بداية الثورة انه حينما تصطدم بقايا النظام بواقع مرير تكشر انيابها صوب الثوار والصحفيين وتصب جم غضبها وسيل من التهديدات من قبل جنود وضباط في الامن المركزي والحرس الجمهوري والامن القومي والامن السياسي.

 في ظل الحصانة الممنوحة لقاتلي الشعب اليمني يحدث انه اذا تفوهت بقول الحقيقة سيكون مصيرك في خبر كان او اذا كانت قدرة الله فوق قدرتهم سيكون مصيرك شبيه ماحدث للبرلماني التعزي المغلوب على امره عبد الحميد البتراء جرا ماتعرض له من هجوم شديد اللهجه في وجهه وهجوم شديد الانفجار على منزله من قبل قوات الحراس الجمهوري بقيادة"العوبلي " ربما ان هذا "المسخ" العوبلي من غبائة الممقوت وهمجيته المعروفة لم يدرك بعد بان الحصانة الممنوحة له ولافراد شلته كان مصدرها من مجلس النواب الذي ينتمي اليه النائب البتراء الذي دمر منزله "العوبلي "بطريقة مقيته وغيراخلاقية، بامكان البرلمان التعزي"البتراء" ان يمتشق من ذهوله وينسف تلك الحصانة ليذهب العوبلي وكل من يتمترس ورا الزناد خلف القضبان ويحساب جراء طلقة رصاصة طائشة اطلقت من فوه الكلاشنكون دن اي سبب .

العابثين بامن الوطن ومن قتلوا المئات من الشباب والنساء والاطفال مازلوا يمارسوا حماقتهم ليل نهار وحكومة الوفاق مشغولة بالانتخابات الرئاسية المبكرة وكانها ضامنة ضمانة دولية بان الانتخابات ستير بطريقة ديمقراطية وشرعية ،لا اضن ان الانتخبات التي ينتظرها بعض من الساسة ستجرى بدقة متناهية كون العصابة الاجرامية وخاصة في القوات العسكرية والامنية بقيادة العائلة تمارس عنفوانها بحق الشعب ،بعد كل تلك التجاوزات والخروقات التي تنتهجها قوات الحراس الجمهوري والامن المركزي فان الشعب لن يصمت ولن يشارك في الانتخابات الرئاسية ،على الرئيس التوافقي عبده ربه منصور قبل ان يخوض غمار الانتخابات الرئاسية عليه ان يخوض غمار القوة والحكنة وان يقيل كل فاسد ويطهر المؤسسة العسكرية والامنية من تلك النتوءات القذرة التي عاثت في الارض فساد ولو فعل ذلك اجزم بان الجميع سيوافق بل وسيشارك في الانتخابات وستسير تلك العملية بسلام وبطريقة ديمقراطية وسلسلة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي