من أوجاع المدينة

أنيسة اليوسفي
الثلاثاء ، ٠٤ ابريل ٢٠١٧ الساعة ١١:١٦ صباحاً
عامان من الصمود والتحدي في مدينة لا شيء متوفر فيها سوى الموت ...نعم الموت ومن كل  إتجاه ...
 
فالحرب موت والحصار موت والخذلان موت والتآمر عليها والعمل على وأدها موت ...وتجاهلها وتناسي أوجاعها  وجراحها وجروحها موت ...والفقر والمرض والإحتياج  والعوز والجوع حد التلاشي والإنتهاء موت .
 
الموت ولا شيء سواه رائج  في مدينتي   المنكوبة ، وفرته  وسعرته وأججته  ميليشيا المخلوع والحوثي وساعدتهم في انتشاره  تجار الحروب وعشاق الجريمة أذناب تلك الميليشيات داخل المدينة  ....
 
 
كله موت ..لكن أوجعه
 
♦حينما ترى جريحا يستنجد بك وتراه يموت أمام عينيك رويدا رويدا وأنت عاجز عن إنقاده.
 
♦حينما تجد أسرا متعففة تموت جوعا دون أن تنبس ببنت شفاه وتعجز أن توفر لهم سلة غذاء ..وما أكثر تلك الأسر البسيطة المتعففة في  مدينتي
 
أن تشهد  سقوط أمٍ  على الأرض في الشارع أو طالبة في المدرسة أمام عينيك وحين تقترب لتعرف السبب تجد أنها بلا طعام منذ عدة  أيام.
 
♦ أن تلهث وراء علبة دواء لمريض يجتر أنفاسه الأخير ة وتفشل في إيجادها.
 
♦ أن تصبح أرواح الأبرياء عرضة للسلب من قبل المجاميع  المسلحة المجرمة ..كل يوم نفقد فيها روحاً نقية ً كان لها الحق في الحياة. 
 
 موت هنا وموت هناك وموت في كل مكان .. موت  تعدد أنواعه وتنوعت أشكاله وأساليبه أمام شعب ٍ يرفض أن يموت،  شعب متمسك بالحياة رغم إنعدام كل مقومات النجاة والحياة  .
 
شعب  رغم ما حلت بهم من دواهي ومحن وأحداث  يشيب لهولها الرضيع  ...مازال على جراحه وجروحه تلك  التي تتنامى بتنمامي إجرام ميليشيا المخلوع والحوثي  وأتباعهم،    يتنفسون الكرامة . 
 
أما أن لهذه المدينة أن تتطهر
أما آن لهذا لهذا الظلم أن يرفع
أما آن لهذا الوجع أن يزول
أما آن لتلك الجماعات المسلحة أن تنتهي.
 
أما أن لهذا الشعب أن يستريح ؟
 
رباه بلغ بنا الألم منتهاه 
 
رباه عجل بالفرج
الحجر الصحفي في زمن الحوثي