معاناة الجريحة

أنيسة اليوسفي
الاربعاء ، ٠٨ فبراير ٢٠١٧ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
وللحزن في مدينتي تعز ألوان بلون لظى الحرقة التي تشتعل في قلوب الثكالى ..بلون الدم القاني الذي تسربلت به أحياء المدينة وبنكهة القهر الذي يتجرعه أبناء   المدينة  علقما كل لحظة .
 
حتي لحظات الفرح المسروقة ما تلبث أن تمر حتى ننكفئ على أحزاننا التي تتنامى بتنامي إجرام تلك الميليشيا بحق الشجر والبشر والحجر
أبت الميليشيا إلا أن تنشر الموت في كل بيت ، في كل مكان في كل زاوية وركن وشارع بقصفهم الهمجي  على الأحياء  والمواقع باستخدام كل أسلحة الدولة   الخفيفة. منها و الثقيلة  ، براجماتهم،  بقذائفهم وهوازرهم وصواريخهم التي تفتك  بعشرات الضحايا  كل يوم. مخلفة ً شهداء وجرحى ...هي الحرب الآثمة التي فرضت علينا ونحن ومدينتنا لها كارهون ...كانت ردة فعل طبيعية ً من  أحرار المدينة وأحرار الوطن أن هبوا  من كل حدب وصوب وحدانا وزرافات للدفاع عن حياض العقيدة وحمى المدينة أمام عدوان الغزاة وفجورهم  وحقدهم وإجرامهم وصلفهم وغطرستهم.
 
 
عامان من  النضال والتضحيات وما زال بوسع مقاومتنا عشاق النضال وطلاب الشهادة  أن يقدموا أكثر وأكثر بحب ،  بوله ، بعشق ،  بجنون ! يصطفي الله منهم الشهداء ، نودع كل يوم قوافل الراحلين منهم  بألم وحزن  وعزاؤنا أنهم شهداء ...فيما يبقى الوجع الأكبر ماثلاً أمام أعيننا،  أنهم الجرحى الذين إن جرحوا نعلم يقينا ما سيكون مصيرهم  . فلنا تجارب مريرة مع معاناتهم الأليمة التي عاشها جرحانا ..عامان ألم ومعاناة وصبر دون علاج بأسقامهم،  بجراحاتهم المتعفنة وقروحهم،  برصاصات وشظايا تسكن أجسادهم ، بكسورهم المختلفة كل ذلك عشناه وشاركناهم الوجع والتأوة والمعاناة،  نعم قاسمناهم الوجع ، لكننا ما استطعنا أن نخفف عنهم أو نأخذ بأيدهم أو نضع عنهم  بعضا من ذلك الألم وتلك المعاناة النفسية والجسدية  ومع ذلك وجدناهم يبسمون في وجوهنا صابرون ، يتمتعون بروح إيمانية عجيبة وثبات منقطع النظير وعلي الرغم من إصاباتهم البليغة والمُقعِدة للكثيرين منهم إلا أن أمانيهم  جميعا ً العودة للمتارس والمواقع.
 
وتقتلني عباراتهم حينما أزورهم  "خرجنا لأجل الله ..لا نريد جزاء ً ولا شكورا " ..
 
ألا ليت القادرين ورجال الأعمال  من أبناء الوطن في داخل الوطن وخارجه  يتفاعلون ،
 
جرحانا من كانوا يوما في الجبهات والمواقع مقاومين  يدافعون عني وعنك َ وعنكِ  في المستشفيات في غرف الرقود  بلا دواء ..جرحانا في غرف العنايات المركزة ياسادة  بلا دواء  وأدوية العنايات المركزة غير متوفرة في المستشفيات في ظل الحرب والحصار وشحة الإمكانات ونقص المستلزمات الطبية والعلاجية  وازدياد عدد الجرحى القادمين من الجبهات المشتعلة والأحياء المستهدفة من قبل الميليشيا  ، وكثيرون منهم غادروا المستشفيات نييجة الإزحام وعدم إمكانية العلاج وعدم توفره إلي دكاكين ومرافق عامة وكذا مدارس خاصة بالمقاومة لا تتناسب ووضعهم الصحي!  
 
 
الجرحي اليوم بحاجة إلى إعادة تدريب وتأهيل حركي وبحاجة ماسة إلي جلسات علاج طبيعي .
 
جرحانا اليوم تضاعفت ديونهم في الصدليات المختلفة وعجزنا عن سدادها حيث تجاوزت  السقف المسموح به دينا مما اضطر الصيدليات لإغلاق حساباتهم  حتي سداد هذه الديون أو جزء  منها ...ديون الجرحي فاقت الثمانية  مليون ريال يمني  .. وما زالت الديون تتضاعف في المواقع التي لم يعلق حسابها ...
 
الوضع مأساوي للغاية ويتطلب النجدة  ، المبادرة السريعة  من كل الخيرين ....
 
هم جادوا بأغلى ما يملكون أرواحهم ودماؤهم ...ولا يطلبون منكم جزاء ولا شكورا ..لكنه الواجب بدافع الإنسانية والوطنية والمروءة والنخوة
 
هو دين علينا جميعا  وواجب سداده. 
 
وبتوفيق الله ثم بجهودكم وتعاونكم سنخطوها .
 
 
رئيس مؤسسة خطوات للتنمية الإنسانية
الحجر الصحفي في زمن الحوثي