لك الله يا مدينتي

أنيسة اليوسفي
الخميس ، ٠١ ديسمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٤:٣٧ مساءً

لكل شيئ في  هذه الدنيا نقيض

 

فالخير ،  والنور ،  والحق. ، والجمال ،  والعدل. ، والحب ،  والنقاء ،ـنقيضها الشر ، والظلام والباطل ، والقبح. ، والظلم ، والكراهية. والدنس

 

لكل شيئ في  الحياة  وجهان ..وجه مشرق إيجابي  ووجه مظلم  سلبي

 

فالإيجابية تمثل الخير والسلبية تمثل الشر ...

 

والنفس البشرية لا تلزم حالة ثابتة فهي تتأرحج بين الخير والشر ....والطاعة والمعصية والقرب من الله والبعد عن الله ...

وهكذا هي نفس المؤمن ...يذنب فيتوب ...يخطئ المسار فيصححه...يجهل تارة ويحلم أخرى ...لكن أن تصادف بشرا ...عفوا أقصد... أن يقتحم حياتك هكذا فجأة بشر !!!!!!!!!!

 

 نعم  بشر !!!!!!!  ، يشبهوننا في الخلق والشكل ...لكنهم  ...مفزعون ...مرعبون ..مقرفون...مقززون . نعم   مخلوقات  بشرية لكنها  متوحشة 

 غير مستأنسة و غير أليفة

 

يشبهوننا كثيرا نحن المستأنسين شكلا ويختلفون عنا كل الإختلاف جوهرا ومضموما ....فهم  بشر متأبدة  لهم قلوب. لكنها  مقفلة سوداء  لا تعرف معروفا ولا تنكر منكر ا ...

 

تلزم حالة  الشر المطلق الذي تبدع فيه وتبتكر لأجله و لا تحيد عنه ....

وكأنهم وجدوا ليمثلوا القبح في هذه الحياة ..بل هم القبح المطلق .

في ليلة بلا ملامح خرجت  العاهات العفنة القذرة  من جحورها وسراديبها وكهوفها لتغزو مدينتي فحل الوباء  وانتشر التلوث ....العجيب أنها لا تتغذى على لحوم البشر الأليفة وليست  آكلة للحوم البشر المستأنسة،   لكنها لاتترك فيرستها أيا كان طفلا ...صغيرا ...امرأة ...شابا ...كهلا ً إلا جثة هامدة !!!!!،  كما أنهم ليسو مصاصي دماء ورغم ذلك

يريقون  تلك الدماء باشتهاء بلذة لا تعادلها لذة حينما يصفون دم الضحية في مدينتي بحقد ، بصلف ، بنازية حتى  الموت !

 

إلى جانب وحشيتهم وتوحشهم  فهم يتميزون بأنهم قوارض فتاكة  اجهزت على الحياة،  أهلكت الزرع

والحرث والنسل والإنسان  والعمران وأحالت مدينتي - الأرض الطهور دنسا وأكواما من خراب ، حتى مساجد مدينتي دمرت قصفا ومنها دنست حينما حولتها تلك القوارض العفنة الى مقالب نفايات وحظائر لبهيميتهم !!!

 

هاهي مقاومتنا اليوم تصنع الأعاجيب وسطـ كل  تلك المعوقات التي يعرفها كل العالم تجتث الغزاة ، تنظف مدينتنا من وبائهم ودنسهم ورجسهم.

 

 وهاهم الغزاة يخرجون  من مدينتنا مجندلين ، مهزومين،  صاغرين ، لكنهم يتركون حقدهم الأسود و كمائنهم الخبيثة من شبكات الألغام لتفتك بمن نجا من قنصهم المباشر وقصفهم

 

يا الله ما أشد بشاعة هؤلاء المتأبدين

 

لك الله يا مدينتي.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي