ثمن التعصب وصل الى الف و مائتين سنة!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الخميس ، ١٧ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ١٢:٥٨ مساءً
اكتشف العالم الألماني يوهانس كيبلر القوانين الفلكية, التي توضح كيفية تدور الكواكب حول الشمس, و التي وصفها بحركة ليست دائرية و انما في قطع ناقص تحتل الشمس إحدى بؤرتيه و كان ذلك هو القانون الاول. 
 
اما القانون الثاني لكيبلر فوصف ان الخط الواصل بين كوكب و الشمس يقطع مساحات متساوية خلال أزمنة متساوية. كل هذا كان في ١٦٠٩ ميلادي. هذا الامر يعرفه الكثير منكم لكن ما لاتعرفونه هو انه في عام ٣٩١ ميلادية كانت هناك عالمة فلك و رياضيات و فيلسوفة اسمها هيباتيا السكندرية اكتشفت قوانين يوهانس كيبلر الفلكية قبله ب ١٢٠٠ عام.
 
كانت هيباتيا تتبع المدرسة الأفلاطونية لذا كانت تتبع النهج الرياضي لأكاديمية أثينا, مما جعل جمهور المثقفين يلتفون حولها و حول علمها و ذلك سبب حرجا بالغا للكنيسة المسيحية و خوف من افكارها و علمها و قوة حجتها في تغيير المجتمع. 
 
عاشت هيباتيا في مصر الرومانية و كانت من مساهماتها الهامة في مجال العلوم قيامها بعمل رسم الأجرام السماوية، و اختراعها مقياس ثقل السائل النوعي المستخدم في قياس كثافة و لزوجة السوائل. 
 
لكن بسبب الخطابات الدينية و تطرف رجال الكنيسة ضدها كان مقتلها مأساويا على يد جموع من الغوغاء المسيحيين, التي تتبعتها عقب رجوعها لبيتها بعد إحدى ندواتها العلمية حيث قاموا بجرها من شعرها، ثم قاموا بنزع ملابسها و جرها عارية تماما بحبل ملفوف على يدها في شوارع الإسكندرية حتى تسلخ جلدها، ثم إمعانا في تعذيبها، قاموا بسلخ الباقي من جلدها بالأصداف إلى أن صارت جثة هامدة، ثم ألقوها فوق كومة من الأخشاب و أشعلوا بها النيران بعد اتهامها بممارسة السحر و الإلحاد والتسبب في اضطرابات دينية.
 
هيباتيا قتلت بوحشية و تم التمثيل بجثتها من تمزيق للجسد و حرق للأشلاء. كثير يرى أن مقتل هيباتيا يعد نهاية للعصر الكلاسيكي كما يرى اخرون إن مقتلها أثر بشدة في انحدار الحياة الفكرية البشرية و الحضارية. 
 
الجميع من المفكرين و العلماء و المثقفين مقرين ان التعصب الديني و الفكري آخر الحضارة الانسانية الف و مائتين سنة و هي الفترة بين هيباتيا الاسكندرية و يوهانس كيبلر الالماني. 
 
و نحن نسلك نفس السلوكيات بإسلوب مختلف و لكنها تقود الى نفس النهاية لتقوقع المجتمع, فلا ادري بصراحة هل نترك التعصب الديني المذهبي المناطقي ياخذ نصيبه في بلدنا من الدم و الدمار حتي يفهم الجميع ان الحضارة الانسانية المتقدمة لن تنتظر لنا الى ان نعقل او نقف معاَ نصلح المجتمع بعيد عن الترويج لسياسة العنف و الكراهية و المناطقية العفنه.!!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي