هل تؤيد تدخل الخليج عسكرياً ضد ميليشيات الحوثي؟

د. طه حسين الروحاني
الثلاثاء ، ٢٤ مارس ٢٠١٥ الساعة ١١:٢٣ مساءً
سؤال يردني من وقت لاخر بهذا المعنى وبصيغات مختلفة على الخاص من شخصيات سياسية واعلامية واكاديمية تنتمي الى عدد من المكونات السياسية والاجتماعية الفاعلة، وحتى يقف سيل الارسال هذا، أحببت ان يكون هناك ردا واحدا للجميع، اتمنى ان يكون كافيا ومقنعا لمن بادروا بالسؤال وتأخرت عنهم بالاجابة اولا، ولمن يقرأ هذا المقال من المهتمين ثانيا، وفي معرض الرد اكتب التالي:
 
أولا، يجب العلم ان تأييدي من عدمه لن يُقدم او يُؤخر في الموضوع، ولن يغير في موازين الاقدار او في مجريات الاحداث فلست انا صاحب القرار او مؤثرا فيه، وكما هو الحال لاكثر من ستين مليون عربي مسلم يعيشون في هذه المنطقة هم ايضا ليسوا اصحاب قرار او مؤثرين فيه رغم انهم سيكونون معنيون بالتداعيات، وسوف يُزج بهم وبمقدراتهم وبسلمهم الاجتماعي الى اتون حرب عبثية، اوهكذا أراها،
 
ثانيا، تمتلك دول الخليج وفي مقدمتها العربية السعودية من ادوات القوة الناعمة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاعلامية ما تستطيع من خلالها توجيه ضربات موجعة لليمن دون الحاجة الى استخدام القوة العسكرية او الدخول في مواجهات مباشرة، ويكفي ان يحدد حجم الاستخدام لهذه القوة الناعمة حجم النزعة العدائية من دول الخليج تجاه اليمن ان صدقت هذه المقولة، وصدق من يطرحها الان،
 
ثالثا، باسترجاع التاريخ المعاصر القريب لدول الخليج في طرق حل مشاكلها، ابتداء من الاستعانة بالاخر في تحرير الكويت، والتحكيم الدولي في جزر قطر والبحرين، وتجنب التصعيد في الجزر الاماراتية، وصفقة الحدود اليمنية، وضغوطات الخلافات القطرية، كلها تشير ان التعامل اليوم لن يخرج عن هذا السياق، مع استبعاد الاستعانة بالاخر على اعتبار التجربة السابقة والضرر الذي ترتب على ذلك حتى اليوم،
 
رابعا، بحسابات الربح والخسارة، والتداعيات المترتبة على التدخل العسكري، فان جميع المؤشرات سوف تكون في صالح الحل السلمي لاي خلاف يطرأ في المنطقة بما فيها اليمن، كما ان التأثير المتوقع على مكاسب الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والذي تتمتع به دول الخليج وشعوبها، سيجعل من خيار التدخل العسكري هو الاقل حظا في الدعم المؤسسي والشعبي ان لم يواجه بالرفض، 
 
خامسا، في اسوأ الحالات ان تحولت فحوى السؤال الذي نحن بصدد تحليله والاجابة عليه الى امر واقع وحدث التدخل العسكري، سيكون عندها التدخل الخليجي العسكري في اليمن غزوا اجنبيا لليمن من دول معادية هي دول الخليج، وهو اقل ما يمكن وصفه بحسب تعريف ابسط قواميس استقلالية الاوطان، ولن نجد من العبارات والذرائع والمبررات ما نلتمس به العذر لاي عدوان خارجي، الموالين حاليا قبل الممانعين،
 
سادسا، عندها ايضا سيتحول الحوثي الى بطل قومي ورمز وطني وسيدخل التاريخ من اوسع ابوابه حتى وان خسر المعركة، كما ان مليشياته الواردة في السؤال على سبيل التنكيل او الازدراء من البعض ستكون هي الجبهة الوطنية الممثلة للمشروع الوطني في الدفاع والتحرر ومفاوضات الاستقلال، كما ستكون تلك المليشيات اهلا لاي مجهود حربي او دعم شعبي، وكسب المزيد من التعاطف والتأييد وربما المشاركة،
 
سابعا، سأترك المجال مفتوحا، ولن اكون جازما او مؤيدا او معارضا، لاي استخدام او توظيف لنظرية المؤامرة الخارجية في جر دول الخليج واليمن والمنطقة باكملها الى مستنقع هذه الحرب المقدر لها عدد من السنوات، والكفيلة باعادتنا الى صفر التاريخ وسفر الكتب،، 
--------------------------------
من صفحة الكاتب على الفيسبوك
 
https://www.facebook.com/taharawhani
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي