الخطوط الجوية اليمنية - الفساد الممنهج !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الأحد ، ٢٦ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٤٢ مساءً
 
ثلاثة اخوة ورثوا عن ابيهم بقالة على ركن, كانت تدير اموال كافية عليهم و تفتح اربع بيوت لهم و لابيهم. كان الاب يسجل كم معدل الدخل و الربح, و من صافي الربح كان يدير المرتبات و التوسع في مشاريعه. زّوج اولاده الثلاثة و بنى بيت للاسرة ذو اربع شقق و فتح لهم بيوت و الكل يعمل بكد و اجتهاد, و كل ذلك من هذه البقالة . مات الاب و ترك اولاده الثلاثة يعملون فيها و لم يتغير في وتيرة العمل شئ, غير ان البقالة فلّست بعد ثلاث سنوات و تراكمت ديون الموردين و الايجار عليهم حيث وصلت الى ثلاثة مليون ريال و كان ذلك في 1998 تقريباً. الابن الكبير لم يفهم, كيف صارت البقالة مديونة و وتيرة الشغل لم تتغير ان لم تزداد. جلس يفسر و هو يرى انهم قريباَ سوف يغلقوها لاسيما و التفكير اليوم لن يحل مشكلة الديون و اسرهم و مستقبلهم. تعرفون ماهو السر في الافلاس؟
 
السر يكمن في انهم كانوا يعملون و لكن كان كل واحد منهم دولة كما يقال يدخن باكتين سيجارة اثناء العمل و "الصبوح و الغداء و العشاء" مالذ و طاب و القات من الساعة الواحد ظهراً الى الساعة 7 مساءً لكي يشتدوا في العمل, و الذي كان مرفوض ايام الاب اثناء العمل. و في الليل قبل الذهاب الى البيت كل واحد منهم يأخذ مستلزمات البيت منها و اقلها حبتين دجاج مثلج لكل منهم و المواصلات اينما ذهبوا طبعاً من المغال, و المرتبات لهم شهدت زيادة طبعاً.
و مختصر الامر كانوا يأكلون راس المال من دون ان يدركون ذلك و الذي كان ابوهم يبني فيه عشرات السنين. لم يفرقون مابين الايرادات و صافي الربح, و الذي كان الاب بموجبه ينفق و يتوسع. الابن الكبير عندما عرف اين السبب بعد فوات الاوان قال" ابي علمنا نعمل و لكن لم يعلمنا ماكان هو يحسب". و اليوم هم من دون عمل على اغلب الظن. و هذا هو حال اليمنية, و التي يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1949 اى قبل ان تظهر قطر و الامارات معاً.
 
وقتها قامت الحكومة اليمنية بشراء طائرتي من طراز "داكوتا دي سي ع" لنقل مسئولي الحكومة اليمنية، و نقل البريد، و نقل رجال الأعمال بين المدن اليمنية الهامة, و التي تطورت في 1961 الى الخطوط الجوية اليمنية و بدأت نشاطها رسمياً عام 1962 بإسم "خطوط طيران اليمن". و خلال عام 1965 قامت الخطوط الجوية اليمنية بشراء أربع طائرات أخرى من نوع "داكوتا" و سيرت رحلات إلى تعز و الحديدة و بعض المحطات الإقليمية مثل جيبوتي و أسمرا، ثم أضافت رحلات داخلية جديدة إلى كل من البيضاء، مأرب و كمران، و تمت إعادة هيكلة الشركة بعد تأميمها و تغّير اسمها إلى "الخطوط الجوية اليمنية" و ذلك عام 1972.
 
و في يوليو1972 أعتمد اسم "اليمنية" بعد إنشاء شركة الطيران الجديدة باشتراك كلاً من الحكومة اليمنية و الحكومة السعودية . و في عام 1994 تم ضم خطوط الطيران التابعة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (اليمدا) إلى الخطوط الجوية اليمنية, و التي كان المفروض ان تحول اليمن الى نقطة انطلاق اقليمية اقلها الى القرن الافريقي و اسيا.
 
وقتها وصل عدد الطائرات الى 17 طائرة "إيرباص أي 330 و إيرباص أي 310, بوينج 727 و بوينج 737 و 747" و زدناها ب 10 طلبيات إيرباص أي 350 . لكن مع الاسف مات الاب بعدها و سلمت الشركة للابناء و الذين اكلوا رأس المال و اوصلوها اليوم الى 5 طائرات فقط , احداها تم تدميرها قبل شهرين اثناء الصيانة حيث نزع المهندس البين الامامي للعجلة الامامية من دون ان يدري مما اسقطها فانشقت الى نصفين و اخرى في فرنسا للصيانة. لم اتحدث عن الخدمات, و التي اقلها ان خدمات شركات الباصات قد تكون احسن. 
 
فهل يعقل ان يتم تدمير شركة كانت عندها 17 طائرة و الان فقط 3 طائرات "فعالة" من دون عقاب . طبعاً الشركة لديها ما يقارب 4000 موظف, منهم اكثر من 300 في ادارة العمليات اى المظفين و الطيارين .
 
الغريب و العجيب لم نسمع عن محاسبة احد الى الان مع العلم ان اليمنية سبقت الخطوط القطرية باكثر من نصف قرن, و التي عندها الان 124 طائرة و في المرتبة اﻷولى عالميا لسنتين متتاليتين. و يتمتع المسافر برفاهية منها اﻹنترنت طيلة فترة التحليق, و اليمنية سبقت الخطوط اﻹماراتية, و التي تأسست في عام 1985 اى بعد اليمنية باكثر من 40 عام, و التي صارت تمتلك الان 208 طائرة و خدمات لا تقارن. و نحن سلمنا الحيلة و الضمار لقيادات غير قادرة و قبل ذلك فاسدة و فاشلة لم يهمهم الا الشهوات الماديه و قلنا لهم خارجونا, و كذلك الحال في بقية مؤسسات الدولة.!!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي