أنصار الدولة والمواطنة..!!

فتحي أبو النصر
الأحد ، ١٠ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٢٠ مساءً
ملعب مدينة عمران أصبح سجناً كبيراً لجماعة الحوثيين؛ يسوقون الناس إليه كالنعاج ويمارسون ضدهم إجراءات العقاب والسلطة القضائية أيضاً، أي مهزلة غاشمة صارت هذه البلاد تعيشها..؟!. 
 
تباً للمتواطئين والمحايدين، وتباً أكثر للمنتعشين من انحلال اليمن لصالح سلطة الميليشيات الجحيمية الأشد تعسفاً وهدراً لفكرة الدولة، بالتأكيد تذكرون حين حوّل «أنصار الشريعة» ملعب أبين معسكراً لهم، والآن يحوّل الحوثيون ملعب عمران سجناً لهم..!!. 
إن حاجة مثل هذه الجماعات الترهيبية المتخلّفة التي تخاصم فكرة الدولة تبدو جوهرية وماسة لأرض واسعة لممارسة هستيريا التخلُّف والترهيب واللا دولة فقط، بينما ستظل تتجاذب مستقبل اليمنيين مثل هذه المشاريع للأسف مالم ينبثق أنصار الدولة والمواطنة كما ينبغي. 
 
«1» 
 
لعل أول من فكّر بحكاية الولاية للبطنين مثل أول من فكر بحكاية الخلافة في قريش، بسبب استغلالهما السياسي للدين وإعاقتهما للتطور وتجييرهما للتفسير وللفتوى وإبادتهما لوعي الحقوق والحريات والمشاركة والمساواة على مدى قرون. 
كان من الطبيعي أن يكون من أبسط نتاجهما كل هذا التخلُّف المتراكم في العقل الإسلامي؛ بحيث تدفّقت أنهار من الدماء انطلاقاً من ذلك الوعي البدائي المغلق والرافض للتقدم والانفتاح والتجاوز، الوعي الرث والمزيف والشنيع الذي يرتكب جنايات متتالية على عدّة شعوب وعلى الإسلام أيضاً، الوعي الذي تحوّل إلى مؤسسة مهيمنة، وأفرغ الإسلام العظيم من محتواه التنويري المتحيز إلى المواطنة والمدنية والإبداع والإنتاج. 
على أن ذلك الإبداع الخالي من الوعي لا يريد سوى حصرنا في لعنة صراعات ما قبل قرون، غير آبه بشتى التحوّلات والإبداعات الرهيبة التي حدثت في العالم، وبالذات على مستويات النظم السياسية والاجتماعية، إذ مازال يدأب وبشكل حثيث من أجل أن نستمر داخل ظلامية قيم الماضي بمجمل بؤسها وعبثيتها وحماقاتها، بينما الشعوب المحترمة من حولنا صارت تعيش حالة السعادة الوطنية وقد جنّبتها قيم الديمقراطية والحداثة والعلمنة والتنمية والقانون كل فوضى التدفقات الدموية العبثية، كما أصبح جوهر إحساسها أكثر سطوعاً بالمستقبل والبناء والالتفاف حول العقد الاجتماعي الذي يصون الدولة والمجتمع كما ينبغي، لكأن قدرنا فقط هو أن نتباهى بكوننا الذين لا نغادر مرحلة حضيض الحضيض وعلّة العلل أبداً..!!. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي