عبودية مختارة..!!

فتحي أبو النصر
الاثنين ، ٢١ ابريل ٢٠١٤ الساعة ١٠:١٨ مساءً
«كلهم مع السيد، وانتو يا شوية المثقّفين الغاغة بطّلوا هدار، والا رجعتوا إلى أقاليمكم..!!». 
أحد أتباع الحوثي قالها محتدّاً في وجه من قال ساخراً إن الحوثي بكل بساطة يعتقد أن جغرافية شمال الشمال إرث طبيعي للأئمة ومشيئتهم، وبالتالي فإن عقول الناس هناك مجرد وعاء لما يريده فقط، كونه الوكيل الحصري للورثة المعصومين؛ بينما لا حق للناس في الإرادة أو حرية لهم في أي اختيار على الإطلاق؛ لأن ما يمليه عليهم هو إرادته واختياره وبس، واللي ما يعجبوش لابد أن تصيبه لعنة الأرض والسماء كمان..!!. 
يعني ببساطة «هولاك» حقه، ما دخلكم..؟!. 
 *** 
يقول لابوتسيه في كتابه الأشهر «مقالة في العبودية المختارة»: 
الشعوب إذاً هي التي تترك القيود تكبّلها، أو قل إنها تكبّل أنفسها بأنفسها مادام خلاصها مرهوناً بالكف عن خدمته «أي الطاغية» الشعب هو الذي يقهر نفسه بنفسه ويشق حلقه بيده، هو الذي يملك الخيار بين الرق والعتق؛ فترك الخلاص وأخذ الغل، هو المنصاع لمصابه، أو بالأصدق يسعى إليه، فلو أن الظفر بحريته كان يكلّفه شيئاً لوقفت عن حثه: أليس أوجب الأمور على الإنسان أن يحرص أكبر الحرص على حقه الطبيعي وأن يرتد عن الحيوانية ليصبح إنساناً..؟! ولكنني لا أطمع منه في هذه الجرأة، ولا أنا أنكر عليه تفضيله نوعاً آمناً من أنواع الحياة التعسة على أمل غير محقّق في حياة كريمة، ولكن إذا كان نوال الحرية لا يقتضي إلا أن نرغب فيها، وكان يكفي فيه أن نريد، أكنا نرى على وجه الأرض شعباً يستفدح ثمناً لا يعدو تمنيها، أو يقبض إرادته عن استرداد خير ينبغي شراؤه بالدم، ويستوجب فقده على الشرفاء أن تصبح الحياة مرة عندهم والموت خلاصاً..؟!. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي