مع الجيش ضد الفساد والإرهاب

فتحي أبو النصر
الاثنين ، ١٤ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٠٨ مساءً
شياطين الشر تتكالب ضد الجيش بشكل ممنهج، ويصعب على المرء السّوي عدم التضامن مع الجيش، فضلاً عن أن تحرير الجيش ومشروع بناء الدولة وتطوير المجتمع لا يمكن أن يبدأ خطوته الحقيقية في ظل بقاء السلاح المنفلت للميليشيات، وعدم تأهيل وضع الجيش المتدهور في المقام الأول. 
ويمكن القول إن الإقطاعيات القبلية والإقطاعيات المذهبية وراء الإقطاعيات العسكرية التي عملت على إفساد وإهانة الجيش من ناحية، كما جعلته لقمة سهلة للإحباط والإرهاب من ناحية ثانية. 
لذلك علينا الوقوف مع الجيش باعتباره الوقوف الذي يمثّل جوهر الالتحام مع فكرة الدولة وقيمة الحس الوطني المشترك مهما بلغ حجم تحفظاتنا على أداءات سيئة للجيش جرّاء قيادات فاسدة مثلاً؛ أعني أن علينا الوقوف مع الجيش أمام مخاطر الإرهاب والفساد بمبدئية قصوى. 
لأن جرائم مروّعة على أكثر من صعيد صارت تحدث للجيش وتمسُّ الشرف الوطني تماماً، ناهيك عن تنامي حدّة عنف الجماعات المسلّحة في ظل مظاهر عديدة صادمة تشير إلى تفسُّخ في النسيج الوطني للأسف.   
بلغة أخرى تستخف جماعات العنف بالدولة والجيش والمجتمع، وفي السياق ثمّة من يستغلّون الجيش من داخله، كما أن هناك من ينتقمون من بعضهم ويكون الجيش ضحية مكائدهم المتبادلة. 
لنأخذ في الاعتبار أيضاً أولئك الذين يعملون من أجل تنمية قوّتهم الجديدة عبر إضعاف الجيش أكثر، بينما مراكز قوى وهيمنة ونفوذ صارت تؤمن أنها ستنال ما تريد من خلال غلبة الإرهاب والفساد على هذه المؤسسة. 
من هنا يبدو من البدهي أن يتصحّح وضع الجيش ويتهيكل كما ينبغي ليكون جيشاً مشرّفاً، خصوصاً في غمار حلمنا الجمعي بضرورة أن يجتمع تحت سقف اليمن كل من الجيش والشعب معاً، أو هكذا يُفترض.  
لقد عانى الجيش مراراً من داخله، وها هي الضربات اللئيمة تأتيه من كل حدب وصوب ليقدّم تضحيات فوق مستوى التصوّر، بحيث يمكننا الاستنتاج أن الميليشيات المسلّحة هي «اللعنة الكبرى» التي أصابتنا كدولة وكمجتمع في الصميم..!!. 
الثابت هو أن الذين يحرّضون ضد الجيش غايتهم تأزُّم الأفق الوطني وانسداده مع استمرار الفجوة المشينة التي صنعوها بين الجيش والشعب؛ غير أن قوتنا كيمنيين مجتمعاً ودولة تأتي من جيش نموذجي وطني قوي، ما يعني وجوب مواصلة بناء الجيش على أساس أن المؤسسة العسكرية من الشعب وإلى الشعب. 
 ولنقف مع أهمية وضع قضية الجنود والضبّاط الوهميين والمتقاعدين والمزدوجين على الطاولة بكل شفافية وحس مسؤول، بل لعل إدخال «نظام البصمة» في هذه المؤسسة سيكون له أرفع شأن من أجل تطهيرها من الفساد، كما سيعيد الاعتبار إلى الجيش بمواجهة الإرهاب جيداً. 
تؤكد الوقائع أن الفساد والإرهاب توأمان، مع أنه كلما قلّ الفساد في الجيش تماسك أفضل، أما الآن فإن الجيش فريسة للفشل والانهيار، الجيش الذي تتحد ضده قوى الفساد وقوى الإرهاب بشكل انحطاطي لم تشهد له اليمن مثيلاً، بينما لا يمكن الخروج من هذه المحنة إلا بعزيمة القيادة العليا في إتمام إجراءات الهيكلة قبل أن نصل إلى ذروة التأزُّم اللا معقول؛ فما بالكم وأن تلك الإصلاحات صارت أكثر من ضرورية طبعاً..؟!. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي