إعلامنا يهدم في جدار الوطن

محمد مقبل الحميري
السبت ، ٢٢ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٢:٠٢ مساءً
للأسف إعلامنا يهدم ولا يبني، يكايد ولا ينصف، يخرّب ولا يعمر ، تصفحوا معي المواقع الاخبارية، هل ستجدون فيها مقالات تستحق القراءة تدعو للحمة وللحفاظ على الوطن وجمع الكلمة، وينقد نقداً بناءً ، فينتقد السلبيات لإصلاحها ويشيد بالايجابيات لتعزيزها، أم أن كل طرف يمتدح ذاته، ويصب كل اللعنات والعيوب على الطرف الآخر والوطن غائب تماماً في نقده وكلامه وفي مدحه لنفسه والاشادة بها، وكل يعلم خطورة الاعلام ودوره في صنع الرأي العام، ولذلك هذه الأصناف تصنع رأياً عاماً فاسداً يهدم في جدار الوطن، وإلا فكيف سنرى من يشيد بمن يريدنا نكون تبعاً له دون أن نشاور في شيء أو يكون لنا رأي في ذلك وأحزاب لديها الولاء الحزبي مقدم على الولاء الوطني ، والأدهى والأمر من يريدنا في القرن الواحد والعشرين وفي العصر الذي يقال عنه عصر الحريات وحقوق الإنسان أن نصبح عبيداً ، ليس لنا من أمرنا شيء كون حياتنا كلها حقاً إلهياً لفئة معينة أو سلالة خاصة، بعد أن كرمنا الله وساوى بيننا منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، فقال سبحانه في محكم كتابه «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عندالله أتقاكم» وقال أمير المؤمنين ،عمر بن الخطاب رضي الله عنه مخاطباً والي مصر عمرو بن العاص رضي الله عنه: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً» للأسف هذه الدعوات الضيقة تجد من يروّج لها من الكتّاب ممن يدعون إنهم من دعاة حقوق الإنسان ويدّعون الليبرالية والتقدمية فيبيعون كل هذه الشعارات بثمن بخس، دراهم معدودة. 
    وباختصار شديد إعلامنا المقروء والمرئي والمسموع يهدد وطننا ووحدتنا الوطنية والجميع غارق في مناكفات جميعها تنخر في جدار الوطن، أدعو كل المخلصين وكل من يهمه أمر الوطن أن يراجع خطابه مع نفسه قبل ان ينتقد الآخرين لينطلق بعدها برؤية تجمع ولا تفرق وتدعو إلى لم الصف وتوحيد الكلمة وتنمية روح الانتماء لهذا الوطن، وجميعنا نحتاج إلى مراجعة أنفسنا، ولا تأخذنا العزة بالإثم وندّعي الكمال، «فكل ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوّابون». 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي