الحوثيون وشرط التمدُّن

فتحي أبو النصر
السبت ، ٠٨ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٣٢ صباحاً
يقف الحوثيون أمام اختبار موقفهم من قضايا الثورة الوطنية والاجتماعية والتفتُّح الديمقراطي، ولا يُعقل أن تنتصر الأفكار الرجعية أمام الأفكار التقدُّمية؛ ثم إن تمدين المجتمع وتحقيق المواطنة غايتان لكل القوى غير الجامدة، فهل سيقف الحوثي معها أم ضدها..؟!. 
إن حركة الصراع داخل اليمن تشير إلى أزمة بالغة سببها عدم النضوج والتطور الحضاري وخداع الجماهير، وبما أن الحوثية ذات طابع قمعي لخصومها؛ فإنها تقع في مأزق كبير أيضاً، بل لعل المؤكد أن الحركة السياسية التي تقوم على أساس ديني هي بالضرورة حركة استغلالية للدين، كما أنها حركة تقع في تناقضها مع الدين؛ كون السياسة دنيوية أصلاً. 
إن هذا يعد تناقضاً صارخاً مع شرط التمدُّن المحلوم به شعبياً ووطنياً، فيما نرى في الحوثيين أفكاراً غير متماسكة بين الديني والمدني، وهؤلاء يُجهضون حلم الدولة المدنية مثلهم مثل كل الحركات القائمة على أساس ديني بالطبع. 
غير أن المشكلة الكبرى كما رصدناها تكمن في استسخافهم ذلك التناقض الرهيب بين زعمهم في «موفمبيك» وبين ممارساتهم على الأرض، وتزداد المشكلة تعقيداً كونهم قوة جديدة في المشهد العام انطلى على كثيرين أنها ستأتي معاكسة مثلاً. 
 والمعنى أنهم مع سيادة التخلُّف والرجعية فقط، كما أنهم في مسعاهم هذا ليسوا أكثر تناقضاً وإعاقة وماضوية من القوى الدينية والقبلية الأخرى التي تضلّل الناس بحلم التمدُّن والمواطنة المتساوية للأسف؛ فيما تخون كل تضحيات اليمنيين من أجل بلوغ هذا الحلم. 
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي