عام المصالحة الوطنية

تيسير السامعي
الاربعاء ، ٠٨ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٥٩ مساءً
الحياة تمضى والأيام تتجدّد وعام يغادر وعام يقبل وشمعة الأمل لا تزال متوقدة تبشر أن القادم سوف يكون أجمل.. لقد كان عام 2013 عام التحدي والحوار، فرغم الأحداث المؤلمة التي شهدها هذا العام والتي كانت تهدف إلى إعاقة مؤتمر الحوار الوطني إلا انه مضى ووصل إلى مراحله النهائية وهذا يعد انتصاراً كبيراً حققه الشعب اليمنى بفضل الله تعالى ثم بفضل الرجال المخلصين ، لكن التحدي لايزال قائماً، لأن المهم ليس نجاح المؤتمر ووصوله إلى نهاية المطاف، إنما المهم هو تطبيق مخرجاته وتحويلها إلى واقع يعيشه الناس وهذا يتطلب منا جميعاً أن ننسى كل انتماءاتنا الحزبية والمناطقية والمذهبية ونقف صفاً واحداً حول مخرجات هذا الحوار حتى لا تتمكن مراكز القوى وأصحاب المصالح والنفوذ من إفشالها. 
أتمنى من كل قلبي أن يكون عام 2014 عام المصالحة الوطنية التي تطوي صفحة الماضي وتفتح صفحة جديدة عنوانها المحبة والسلام وشعارها وطن يتسع للجميع ليس فيه استبداد ولا إقصاء ولا تهميش, يشعر فيه المواطن البسيط بالحرية والكرامة والمساواة.. السيادة فيه للنظام والقانون وتحكمه المؤسسات المنتخبة التي تعبّر عن الإرادة الشعبية, هذا سوف يتحقق إذا صفت القلوب وسمت الأرواح ورفع الولاء للوطن على الولاء للأشخاص والعوائل وقُدمت مصالح الوطن العليا على المصالح الحزبية والمناطقية والشخصية ..وثيقة الحلول الضمانة للقضية الجنوبية هي في النهاية اجتهاد بشري ليس نصاً مقدساً وكل اجتهاد بشري يعتريه الخطأ والنقص وهذه الوثيقة بقدر ما فيها من إيجابيات إلا أن فيها سلبيات وليس عيباً أن تُطرح للنقاش حتى تصحح أخطاؤها ويقوّم اعوجاجها فالنقاش والحوار المسئول لابد أن يأتي بخير، المهم هو أن ينطلق من منطلق الحرص على الوطن والوصول إلى توافق يحقق الرضا والقبول عند كل المكونات ويتواءم مع الواقع الذى تعيشه المحافظات الجنوبية.. لكن أن ترفض هذه الوثيقة جملة وتفصيلاً ويُتهم من وقعوا عليها بالعمالة وبأنهم يريدون تجزئة الوطن، فهذا غير مقبول ولا ينسجم مع لغة الحوار التي تقول: إن كل طرف لابد أن يستمع إلى رؤية الطرف الآخر حتى يصل الجميع إلى نقطة اتفاق يوافق عليها الجميع تُحقن فيها الدماء وتُصان الأرواح، فالحفاظ على حياة الإنسان أهم من أية مكاسب أخرى , فلا خير في وحدة تُنتهك فيها كرامة الإنسان وتُصادر حقوقه والأوطان لا تُبنى ولا تستقر إلا في ظل الحب والتسامح والحب والتسامح لا يأتيان إلا إذا كان هناك توافق، والتوافق لا يأتي إلا إذا صلحت النيات وسمت الأروح وقدمت التنازلات. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي