المرحلة الانتقالية على كف عفريت صالح !!

كتب
الجمعة ، ٠٨ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٣١ صباحاً


بقلم: منال الأديمي -

بعد انعقاد جلسة الأمن في العاصمة صنعاء تأمل الكثيرون أن تنعكس نتائج ذاك الاجتماع إيجاباً على المرحلة الانتقالية وتضع حداً لتجاوزات موقعي المبادرة وأوضاع البلد عموماً.
لكننا وبعد الاجتماع فوجئنا بعودة الأمور إلى المربع الأول؛ فنجل صالح (أحمد علي) يجتمع بقيادات الحرس الجمهوري، ناسفاً تماماً القرارات السابقة بشأن الهيكلة، وفي تحدٍ واضح للقرارات التي قيل: إن العناية الدولية تلفها ورعاة التسوية السياسية.

سبق اجتماع نجل صالح تهديداته بحمل حزبه على الانسحاب من الحكومة، ثم رد الرئيس هادي ومهاجمته الحكومات الثلاث المتعاقبة لحكم صالح.
فشل بن عمر ومجلس الأمن ورعاة المبادرة والمعارضة حمل صالح على اعتزال العمل السياسي، وإصرار حزب المؤتمر على الاحتراق ونيل نفس مصير الزعيم والبقاء معه في ذات خندق مواجهة الإرادة الشعبية والدولية والحلم بالعودة إلى ما قبل فبراير.

اعتصام جرحى الثورة وإضرابهم عن الطعام والمستمر حتى اليوم وسط تغاضي وتجاهل من الحكومة وعرض صالح معالجتهم على نفقته، في نية نعلم مسبقاً ما وراءها وما فيها يرفض الأبطال عرضه الخبيث، مؤكدين نبل ونزاهة ما قاموا به من تضحيات ومازالوا يقومون به، رغم الألم والمعاناة وصمت النفاق، يرفضون كذلك التصوير مع قناته (اليمن اليوم)، مع العلم أن قنوات ثورية لم تعن نفسها الحضور إلى قداسة اعتصامهم.

عودة اعتداءات الكهرباء والنفط إلى سابق عهدها وبقوة وكأن بقايا النظام السابق يرسلون للجميع في الداخل والخارج رسالة قوية مفادها مازلنا هنا حاضرين وبقوة فما أنتم فاعلون؟!
حتى اللجنة الفنية للإعداد للحوار كل يوم لها تصريحات ومشاحنات شخصية، ومن الواضح جداً أنها تفتقر لمقومات وأخلاقيات الحوار وقبول الآخرين، فكل يوم هي في شأن.
والآن أتسأل: ماذا بعد عجز المعارضة ثني صالح عن ممارسة العمل السياسي، بل وحتى عجز رعاة المبادرة ومجلس الأمن عن ذلك وقد دخلنا في عامنا الثاني للمرحلة الانتقالية، وللأسف ومازلنا عالقين بمزاجية صالح (وافق, رفض) تماماً مثل ما كنا نقول: (وقع, لا ما وقع)؟.

إن عجز الجميع الضغط على صالح وحزبه لتسير عجلة التغيير إلى الأمام لا إلى الوراء كما هو الحال الآن يجعلني في حيرة، وأشعر كما أن لصالح حضوراً ومنة وخاطراً لدى الجميع بما فيهم دول الجوار والمجتمع الدولي، وكأن الرجل قد غدا بذات حضور وخاطر (إسرائيل).

فصالح وللأسف الزعيم الوحيد من الزعماء المتساقطين في ربيع الثورات، بل في كل ثورات العالم الذي نال مصيراً مغايراً لكل الطغاة؛ فلديه (حصانة) وضمانة لأرصدته المالية والعقارية من الملاحقة والمتابعة والسؤال، بل وحتى السماح بممارسة العمل السياسي، كما لو أنه ولد من جديد بالحصانة.

الرجل وللأسف مازال حاضراً في البلد وبقوة أمواله المتدفقة للتخريب والإرهاب ويقف عائقاً أمام المبادرة والتسوية السياسية التي ارتضاها لنا العالم حلاً أمثل للتغيير، بل وهو من يجعل كل من اختاروا لثورتنا ذاك المصير يقفون اليوم عاجزين عن إتمام اختراعهم ذاك الذي أدخلنا في معضلة الوفاق والمناصفة ودلال الرئيس السابق.

ها نحن نعود إلى المربع الأول بل وبقرار رفع مخيمات الاعتصام، وكأن كل شيء على ما يرام، والثورة حققت كل أهدافها، فليكن لهم ما يريدون، وليرفعوا مخيمات الأمس، فصبرنا بدأ بالنفاد، وسنعود بقوة، لكن دون خطيئة الخيام والمنصات.
همسـة :
أحــلم بـوطن...لا تربطــهُ أي حدود مع ممالك الشــر والعبودية ولا تحاصرهُ أطمـاع بني سـاسـان ولا يدخل تحت وصــايا وهيمنة الأمــريكـان !!
أحــلم بوطـــن...
تنقـــرض فيه القبيلة, وسلطة الشيوخ, وبيـادات العسكر ومناطقية الحلم, والكفاءات وعلى رأس كل هؤلاء ينقرض الزعيم وكل المطبلين.
باختصار أحلم بوطن.... يستحي فيه الساسـة فقط !

الحجر الصحفي في زمن الحوثي