'الربيع العربي' يوقظ الضمير البريطاني!

كتب
السبت ، ٢٠ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٥٧ صباحاً

بقلم: زهرة مرعي-

هي بريطانيا إذاً تضرب من جديد. لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني تثير مسألة حقوق الإنسان في الخليج العربي. لماذا الآن؟ المحفز الأول مشاركة بريطانيا في سباق 'الفورمولا وان' في البحرين دون النظر إلى انتهاكات حقوق الإنسان فيها. في حين سبق لبريطانيا اتخاذ قرار مخالف حيال أوكرانيا. إنها ازدواجية المعاير إذاً ظهرت ربما للمرة الأولى أمام ناظري لجنة الشؤون الخارجية. وكان القرار: لا سكوت عن مسألة حقوق الإنسان في الخليج العربي. قرار ليس بالسهل. قرار ليس بلا ثمن.
قرار شغل الإعلام على مختلف المستويات ومنها ال BBC العربي. بريطانيا المملكة التي لم تكن الشمس لتغرب عن مملكتها في العالم أمام قرار حاسم ومصيري. حجم تعاملها التجاري مع الخليج العربي 17 مليار دولار، ومع السعودية وحدها 11 مليارا، آخرها صفقة سلاح ب4 مليارات دولار. هي مبالغ ضخمة في القياس التجاري. فهل يستحق مثلاً أطباء البحرين المسجونين لأنهم عالجوا معارضين كل هذه التضحية؟ وهل يستحق آلاف المعتقلين دون محاكمة في السعودية كل هذه الإنسانية البريطانية المستجدة؟
تداخلت المواقف وتباينت ووضحت بين ضيوف متنوعي المشارب السياسية في برنامج 'أجندا مفتوحة' من ال BBC، بعيداً عن أي تشنج خارج عن الأصول. حتى الصحفي والكاتب السعودي جمال الخاشقجي لم يُستفز حين وصف اللورد البريطاني قوله بأن دخول قوات سعودية إلى البحرين 'مسألة داخلية' بأنه 'قول مضحك فحقوق الإنسان ليست مسألة داخلية في أي دولة'. كذلك لم يكثر الخاشقجي من الكلام الخطابي حين سأله مذيع التلفزيون البريطاني 'هل المملكة السعودية على استعداد لإلغاء أو تجميد صفقاتها مع بريطانيا'؟ فكانت الإجابة تعطي للبريطانيين فرصة للتبصر في الأمور فقال: لدى المملكة السعودية عزة وصبر. نتوقع من البريطانيين أن يكونوا أصدقاء. كان رد مختصر مفيد يحمل في الوقت عينه دعوة لإعادة النظر بالموقف البريطاني، وتهديداً مبطناً.
في هذه الندوة التي تعددت فيها المشارب بين معارض بحريني يذّكر بحقوق الإنسان 'المهدورة في البحرين'، واللورد نظير أحمد الذي يؤكد 'نريد دعم شعب البحرين بعد دعمنا الشعب في ليبيا وسوريا.. وفي السعودية 10 ألاف معتقل دون محاكمة'، وبين الخاشقجي الذي يصف 'معلومات اللورد بالمضطربة'، أطل ليزلي ماكلوكلين من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني ليقول عبر الهاتف بما لم نعهده من قبل: ارتكبنا أخطاء خطيرة بعدم اعتراف الحكومات البريطانية بالبطش والاستبداد في العراق وليبيا لأسباب لا نعرفها.. الآن هناك استعداد للتعويض عن أخطاء الماضي.
اعتراف إذاً بأخطاء في الماضي؟ فهل بدأ مجلس العموم البريطاني ومن خلال لجنة الشؤون الخارجية البحث في أخطاء الماضي البريطاني؟ هي أخطاء قاتلة في المدى القريب منه والبعيد. في المدى القريب هناك مصالح تجارية تنسي حقوق الإنسان وتضعها في مكان غير منظور. وفي المدى البعيد الأخطاء أكثر من قاتلة. وأكثر من أن تعد وتحصى. هي ليست في الواقع أخطاء. هي سياسة معدة عن سابق تصور وتصميم من قبل المملكة التي لا تغيب عنها الشمس، فكافة الأراضي التي استعمرتها وقعت في آتون تقسيماتها التي حملت تفجيراً دينياً، أو عرقياً، أو طائفياً أو حتى جغرافياً كامناً، ظهر ويظهر في كل لحظة. ففي الخليج العربي هي التي قسّمت ووزعت، وزرعت الشقاق في تقسيماتها الجغرافية بعد أن كان الخليج وحدة موحدة. أما في المشرق العربي وفي فلسطين تحديداً هل ستعود المملكة البريطانية عن وعد بلفور الذي هو 'جريمة خطيرة' شتتت الشعب الفلسطيني في شتى أرجاء المعمورة؟ هل ستنتبه لحقوق الإنسان في فلسطين المحتلة المنتهكة في كل دقيقة من قبل الصهاينة المزروعين فيها ظلماً وزوراً؟ المرحلة المقبلة ستقول إن كان الغرب وبخاصة بريطانيا مسيّراً بمصالح اقتصادية وصفقات ضخمة جداً، وبالتالي يتواصل ازدواج المعايير لديه فيما خص حقوق الإنسان، أم هو مهموم فعلاً بحقوق الإنسان وبخاصة في فلسطين. وإذا كان مصطلح الربيع العربي قد ساهم إلى حد ما في إيقاظ جانب من الضمير العالمي، فنحن لا نسكر بهذه 'النعمة' ستبقى بوصلتنا فلسطين، من خلالها نسأل عن المعايير والضمير وحقوق الإنسان. وهذا لا ينفي طبعاً حق الشعوب العربية جميعها بالحرية والديمقراطية.

إفلاس المُحاورين

يشبه الحوار السياسي في بعض برامج التلفزيون بين فريقين متخاصمين النكات الجنسية. لماذا؟ محبو ألقاء النكات تباعاً واحدة تلو أخرى يخونهم الإبتكار، ويجافيهم الذكاء فيغرقون في النكات الجنسية البذيئة السهلة المنال والقليلة الإضحاك. النكتة الجنسية اقل النكات تجديداً، وأقلها حرفة في الابتكار. إذاً النكات الجنسية هي حرفة المفلسين في هذه المهنة، وخاصة أولئك الذين يركزون على ازدراء المرأة. أما معنى وضرورة هذه المقدمة فقد استدعته آخر المعارك الكلامية بين متحاورين مختلفي المشارب وعلى خلفية الأزمة السورية، على قناة العربية، وهما الصحفي غسان جواد من لبنان، والمعارض السوري عمار القربي. فشل المتحاوران في إيصال وجهة نظرهما للجمهور المتلقي، فكان حواراً ثنائياً بينهما تحول إلى شتيمة من النوع الثقيل بحق السيد حسن نصرالله. وكان رد بتهديد من النوع الثقيل وصل للقتل. المنقذ للحوارات التي تتم عبر الأقمار الصناعية من هذا الشطط الانفعالي الخارج عن آداب الدخول إلى المنازل، أن يتوجه كل محاور إلى الناس، إلى المشاهدين. وأن لا يرى في وجود الآخر من أي مكان تكلم خصماً يجب أن يبطحه أرضاً وبالضربة القاضية. الوصول إلى السباب والشتائم القاتلة ما هو إلا عجز عن تبيان وجهات النظر. وجهة النظر لا تعني بالضرورة إقناع الآخر. فما من مناظرة تلفزيونية كان هدفها أن يخرج المتحاوران الخصمان وهما على ذات الهدف، وذات الخط السياسي، متحابان يمسكان أحدهما بيد الآخر. الهدف هو عرض وجهات النظر ودعهما بالحقائق والإثباتات. وإن لم يكن لدى المحاور هذه القدرة، وإن لم تكن لديه المعلومة في الموضوع الذي جاء من أجله فالأفضل أن لا يطل علينا. فنحن المشاهدين بغنى تام عن أي اشتباك على الفضاء. نحن مكتفون باشتباكات الأرض ولدينا فائض غضب.

حصن الوزاني مجدداً

منذ بدأ بناء المنتجع السياحي 'حصن الوزاني' على الحدود مع فلسطين المحتلة وعين المحتل الصهيوني لا تفارقه. في البدايات وجد فيه استفزازاً له وأقلقته ورشات العمل. فاحتج لدى قوات الطوارئ. لاحقاً هاله حجم إقبال اللبنانيين على التنزه على الحدود مع فلسطين دون أن يهابوا جنود الاحتلال. ومؤخراً رفع العدو مذكرة لقوات الطوارئ من أن 'حصن الوزاني' يلوث مياه النهر 'نهر الوزاني الشهير'. هرعت الكاميرات التلفزيونية إلى الحدود في يوم واحد وكان النجم صاحب المنتجع خليل عبدالله. كان جوابه على الادعاء الاسرائيلي: المنتجع يراعي الشروط الصحية ويحافظ على مياه النهر. هذا الرجل الذي قال مرة للصهاينة: إن دمروا المنتجع سأعيد بناؤه. كان هدفاً للمرة الثانية. ويبدو أن قناة الجديد قالت الحقيقة بعينها: منتجع الوزاني حصرمة بعين العدو. فليبقى. وليتكاثر الحصرم بعين العدو.
النصيحة بجمل
قلب الممثل الأميركي الشهير براد بيت على الخزينة الأميركية التي تكبدت منذ 1971 حتى الآن تريليون دولار لمكافحة آفة المخدرات. أما الحل السحري الذي أعلنه براد بيت على الملأ فتمثل بالسماح الرسمي بزرع المخدرات وتعاطيها. وللممثل الأميركي الجميل حجته المقنعة ربما للبعض، والمستنكرة من البعض الآخر. أولى الفوائد بعلنية المخدرات برأي براد بيت إسهام في النمو الاقتصادي الذي تحتاجه الولايات المتحدة. وفي إباحة زراعة وتعاطي المخدرات يتم اغتيال المثل العالمي الشهير 'كل ممنوع مرغوب'، وحينها تصير المعادلة 'ليس كل ممنوع مرغوب'. نصيحة براد بت بجمل ليتلقفها الرئيس الأميركي الجديد.
رشا شربتجي
رشا شربتجي مخرجة سورية مثيرة للاهتمام، ومثيرة للجدل في كل ما توقعه من أعمال تلفزيونية. حلّت صاحبة 'الولادة من الخاصرة'، و'زمن العار' ضيفة على بيت القصيد، وكان زاهي وهبي في غاية الانسجام مع امرأة تعرف ما تريده. رشا شربتجي، المصرة على نظرية ان الدراما أولاً 'المتعة والتشويق'، تنتظر انجازات 'الربيع العربي' لتعلن موقفاً. فما رأته حتى الآن 'انتخابات حرة في مصر'. ولم يكن لتلك الفنانة التي تتقن اختصار الواقع وتقديمه بحلة فنية على الشاشة مزيداً من التوسع في الرأي. ومن المؤكد أن المشاهدين كانوا في انتظار موقفها من أزمة وطنها الكبرى. ففي المرحلة الأخيرة أسيء كثيراً فهم ما يقوله الفنانون السوريون حول أزمة بلدهم، ومنهم من قولوه ما لم يقله. يبدو أن بعضهم قرر التزام الوصفة اللبنانية السحرية 'النأي بالنفس'.
صحافية من لبنان

عن القدس العربي 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي