خذوا العبايات واعطونا السلاح ؟!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٢٣ اكتوبر ٢٠٢٣ الساعة ٠١:٣٩ مساءً

صوت أمرأة عربية سودانية قوي جداً ومعبّر تعبيراً صريحاً وصادقاً عن كل الحرائر العربيات الماجدات..ماجدة سودانية رغم أنها بلدها تعيش اوضاعاً مكلومة؛ إلا أن أولى أولوياتها فلسطين وغزّة والاقصى..  صوتها هو صوت إدانة للحكام العرب،  بل استنكاراً، لعدم استخدام السلاح للدفاع عن جزء من هذه الامة العربية من الإبادة المتعمدّة، المقصود استخدام السلاح للدفاع عن غزّة الكبرياء والشموخ.. صوتها هو صوت كل امرأة عربية حرّة.. قالت هذه المرأة العربية الشجاعة لحكام العرب.. "خذوا عباياتنا واجلسوا في بيوتكم، واعطونا سلاحكم"، لنحمي بها أرضنا وعروبتنا وكرامتنا..قولها هذا يعني أن الحكام لم يقوموا بما يجب عليهم..ولهذا هنّ يتداعين لحمل السلاح الذي اشتراه الحكام والمخزّن بمستودعاتهم ومعسكراتهم؛ والزحف به نحو غزّة لإنقاذها، والدفاع عنها، وعن كل فلسطين، وعلى قدس الأقداس..صوتها كان مدوياً وقوياً ومؤثراً وتقشعر له الأبدان.. هذه المرأة العربية  الحرّة رأت بأم عينيها  ذلكم الركام، وذلكم التدمير، وذلكم العجز الواضح والفاضح لحكام أمة العرب والمسلمين؛ وهم لا يستطيعون إيقاف مجازر وإبادة العدو لابناء غزة بدعم وتحالف واشتراك غربي  فعلي واضح وظالم.. بينما نحن العرب والمسلمين ممنوعين من العمل على  توسيع المعركة وتشتيت قوة العدو .. ممنوعين من التأييد لحق الشعب الفلسطيني بالمقاومة.. ممنوعين من إيصال المساعدات.. ممنوعين حتى من التعبير ومجرد الادانة لمواقف حكام الغرب الظالمون الواقفون مع الكيان الصهيوني الدخيل.. أليس معيبا عليكم حكامنا العرب؟! وانتم تتفرجون لما يجري من إبادة لغزّة ولا تتحركون بما تمتلكون من أوراق؟!؛ وهي قوية وفاعلة جدا لو استخدمت، لوقف هذا العدوان الاجرامي الوحشي!؛ ولايصال المساعدات المنقذة للحياة والبقاء..  متى ستستخدمون أوراقكم؟!؛ لإجبار امريكا والغرب والكيان الصهيوني بضرورة سرعة ايقاف العدوان، وبضرورة سرعة إدخال  المساعدات المطلوبة  والمكدّسة على حدود أكبر دولة عربية.. وهنا.. نناشد مصر بترك دور الوسيط والانحياز لشعب غزة وامتها العربية.. نناشدها وهي أهلا لذلك..فهي  الدولة التي أسهمت في تحرير واستقلال معظم الدول العربية، وهي الدولة التي  حققت أكبر انتصار في السادس من اكتوير من العام ١٩٧٣م على الكيان الصهيوني؛ أي  قبل السابع من أكتوبر من العام ٢٠٢٣م طوفان الاقصى العظيم، الذي هزّ كيان العدو الصهيوني، وكل داعميه؛ فجعلهم يهيجون قتلا وتدميرا وإبادة للمدنيين في غزّة والضفة الغربية..نناشد مصر وهي دولة العبور، دولة خط بارليف..نناشدها ان تحشد الطاقات والامكانات والقوى والجيوش العربية كي يتجاوزون هذا العجز الحاصل حالياً، وإحداث صغط متزايد وفاعل، لإيقاف الكارثة الحاصلة في غزّة، لايقاف الحقد الصهيوتي على الامة العربية، لايقاف تدمير المباني والمنشآت الحيوية والمنازل على رؤوس الساكنين.. لفك الحصار على غزة، وايصال المساعدات المكدّسة بالقرب من معبر رفح في جانب جمهورية مصر العربية،  مصر التاريخ والدور والمرتكز .. فيا حكام دولنا العربية لماذا تقبلون أن تكونوا في موضع العاجزين المستسلمين؟! عليكم مسؤولية تاريخية لإنقاذ الأرواح في غزّة من الموت قتلاً وتجويعاً  واستهدافاً لمدارس الإنروا  والمستشفيات المحرّم المساس بها دوليا،  وكذا استهداف المنازل على رؤوس ساكنيها؛ وواجبكم كذلك رفع الحصار المطبق على غزّة العروبة،غزّة الكرامة، غزّة التحرير.. إن لم تتداعوا.. ففي ظل هكذا وضع أليس صوت تلك المرأة العربية السودانية في محلّه، واظنه قد وصل إلى أذانكم، ولتُدركوا وتعوا أن سلاحكم لم يعد يحمي أبناء الأمة، وعليكم في هذه الحالة تسليمه لحرائر الأمة للاستعمال والدفاع عن كرامة وحرية واستقلال هذه الأمة العربية الوسطية الخيّرة، والتي أخرجت للناس، والمفروض بحسب تعاليم دينكم أن تكونوا أقوياء، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر؛ وقمة المعروف هو حماية الأنفس البشرية من الإزهاق؛ وعظمة النهي عن المنكر، هو تغيير المنكر باليد، وما يعمله الكيان والغرب هو كل المنكر، وينبغي الوقوف ضده واتخاذ المواقف القوية لإزالته في الحال..ينبغي عليكم فعل ذلك، وبخاصة وقد نهضت الأمة وعبّرت عن إدانتها وشجبها واستعدادها للإنخراط في قتال المعتدين، وتطالبكم بالتدخل الفوري والسريع لإيقاف ما يجري على غزة وفلسطين،  الأمة نهضت ومعها كل أحرار العالم..وقفوا ليقولوا كفى لدلال هذا الكيان اللقيط، كفى لسياسة الكيل بمكيالين..كفى تدليل لهذا الكيان العنصري على حساب الشعب العربي الفلسطيني..  إلى حكام الأمة  وحرائرها الماجدات.. حان الوقت لدعم عودة الفلسطينيين الى أرضهم وانشاء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف..   .. تحية للمرأة السودانية وكل الحرائر العربيات الماجدات.. الخزي والعار للمتخاذلين المتخلّفين عن نصرة غزّة وفلسطين، والدفاع عن الاقصى مسرى الرسول الاعظم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي