تحالفات الغرب شكلية وحقيقية.. والأنفس الصهيونية عندهم أثمانها باهظة؟!

د. علي العسلي
الأحد ، ٢٢ اكتوبر ٢٠٢٣ الساعة ١١:٢٨ مساءً

من يتتبع مجريات العدوان (الصهيو-امريكي) على ابناء شعبنا في غزة  فلسطين الأبية، يدرك حجم الانحطاط الاخلاقي والقيمي، وحجم الكذب والتضليل، وشدّة الحقد والفجور في الخصومة عند الغرب اللئيم!  انظروا وتمعنّوا واحكموا..أليست دول الخليج جميعها حليفة لامريكا ومعظم دول الغرب؟!؛ أجل..حليفة وتعطي ولا تأخذ إلا ماندر وبأثمان مضاعفة!  وكلكم عالم، علم اليقين بتحالف امريكا مع ربيبتها دولة الكيان الصهيوني، الذي كونوه في قلب الامة العربية.. فالتحالف الأول (أمريكا والغرب _دول الخليج)، تحالف شكلي، خال من التعهد بالحماية، فقط الابتزاز والانتهازية سيدا الموقف!؛ بل ثبُت أن امريكا هي من تزرع وتنمي ميليشيات مسلحة بغلاف دول الخليج، لخلق فزّاعات في المنطقة، من أجل'شفط" الصناديق السيادية؛ لتدعم بها الكيان الصهيوني، فتُسلحه، ليكون متفوقاً على كل الدول العربية مجتمعة..فما هو يا ترى إذاً تحالف الخليج مع امريكا والغرب؟!  تحالف دعائي شكلي،فقط  دعم سياسي محدود، يعني  كلام، لا أكثر،أي كلام في كلام،  يُسمّن الميليشيات الصغيرة  المعتدية على دول الخليج، ولا يمنع الاعتداء على المنشآت الحيوية والأعيان فيها!  أما التحالف الثاني (امريكا والغرب_ الكيان الصهيوني)؛ فهو تحالف حقيقي، تحالف يتعهد فيه الغرب بحماية الكيان، ويأتي بالأساطيل والبارجات لمنع توسع الحرب إلى حرب إقليمية، بغرض إعادة الهيبة والتفوق، والاستفراد بنا كأمة؛ دولة بعد اخرى.. هيهات.. هيهات.. أن يحصل ذلك، ولدينا مقاومة عزيمتها وارادتها تفوق الجيوش العربية، وخاصة  بعد أن تمرّغ  الجيش الصهبوني الذي لا يقهر من قبل حماس بالتراب.. حصاركم وعقابكم الجماعي وتدمير غزة على رؤوس ساكنيها، دليل هزيمة، لا تفوق ولا نصر ولا قيم!؛ عند الصهاينة وعند الغرب الواقف من خلفهم!  إن محاولة إبادة  الفلسطينين وتهجير من تبقى منهم، ومنع من يساندهم أو يفك الحصار عنهم أو قد  يقدم لهم حتى مساعدات بالحد الادنى.. دليل على ففدان الغرب لقيم الحضارة، ودليل على التميز العنصري وتبني الفاشية، والتشبّع بثقافة الحقد والكراهية.. ولا تدّل أبداً عن التميّز والرقيّ ؟!  تحالف الغرب والانخراط  مع الكيان في العدوان، يجعلهم شركاء في الجريمة، والتاريخ لن يغفر لهم!  التاريخ سيسجل انهم اشتركوا بالعدوان فعلا وليس بالقول والدعم وففط، مشتركون سوياً بإبادة المدنيين الآمنين في منازلهم! ويؤكد على أن فصائل المقاومة قد  هزمة الكيان وفزعة الغرب، وبالوحشية التي نرى.. تعمم الهزيمة للكيان والغرب معاً!؛  فالجريمة مشتركة، والحصد للهزيمة ايضا مشترك.. تدفق الإمدادات للكيان  بالجنود والمعدات والزيارات والمشاركة في مجالس حربه دون اكتراث بما يقوم به من جرائم وتجاوزات لقوانين الحرب، وانتهاكه المتعمد للقانون الانساني الدولي، يؤكد على انحدار القيم عند الغرب إلى القاع ليس إلا.. فما بااكم لو كانت هذه التحشيدات جاءت واعتمدت على كذبة  ودعاية تضليلية ابتدعها نتنياهو؛ و اتضح لاحقاً أنها كانت كذبة باعتراف من فبركها،  إلا أن الغرب  لا يزالون يبررون جرائم العدو والاعتماد على كذبه، ويكررونها عند كل ظهور لهم على الاعلام! وكان الواجب عليهم أخلاقاً وقانوناً وانسانياً أن يراجعوا ويضغطوا على العدو بايقاف عدوانه وعقابه الجماعي بسلاحهم التدميري، وضوئهم الأخضر له بالإسراف بالقتل،  وهذا التدمير الذي نراه..  تراكم أمتنا العربية والاسلامية، وكل احرار العالم، وأنتم ترسلون الصواريخ والطارات، وأحدث الذخائر، والبارجات والسفن وعشرات المليارات من الدولارات.. لتوثق جرم العدو وجرمكم.. ولتستعد لردعه وردعكم.. وفي النهاية لانكم أصحاب باطل، ستهزمون !  .. أخي القارئ الكريم..أرأيت؟ ما قيل قبل أيام من أن الأمريكان اعترضوا الصواريخ والطائرات المسيرة الحوثية من الوصول لأهدافها في داخل الكيان الصهيوني..لماذا؟ لأن الغرب متعهدين بالحماية وهم حلفاء حقيقين للكيان الصهيوني، وكم عمليات حدثت،من قبل  الحوثيين  ضد المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، والدولتان حليفتان رئيسيتان للولايات المتحدة الأمريكية والغرب ولا اعتراص!؛ بل تهويل وتخويف!  ..أرأيتم كيف تحالفاتهم؟  كل شيء عندهم بمعيارين،بمكيالين، بوجهين.. فالتحالف عندهم لليهود يختلف عن  التحالف مع دول الخليج، وأي عرب آخرين؟! فمتى سيفوق إخواننا الخليجيين والعرب ويؤمنون بأن  هذا الحليف، هو ليس بحليف، بل معتدي وعدو؟!  إن العملية البطولية الكبرى التي قامت بها كتائب القسام التي تتبع حركة حماس  الاسلامية، أوقعت مئات القتلى والجرحى، وأسرت المئات،  وأظهرت أنه بالإمكان تحرير ما أحتل من أرض فلسطين(بفعل الدعم الغربي الظالم)..انتصرت حماس في طوفان الأقصى، ومن ثمّ انتصرت من بعده  بطوفان الأمة والعالم الحرّ الرافض للازدواجية والكيل بمكيالين.. بطولتكم وطوفانكم أيها الغزاويين، جعل الغرب يجنّ جنونه، يحاول  انقاذ ما يمكن انفاذه من ماء وجه لهم ولكيانهم، والحقيقة أنهم باتوا  في نظر المقاومين، ومن خلفهم الامة، مجرد  سراب! تدفعون الكيان للمحرقة البرية، بعد أن اعطيتم له الضوء الأخصر لتسوية ابراج غزة بالارض، ركام المباني تشهد على قبحكم أيها اللاحضاريون..حماس وكل مقاوم، كل الشرائع السماوية والارضية  اعطته الحق  للدفاع عن ارضه وتحريرها من أي محتل!؛  ولأنكم دعمتم حكومة يهودية متطرفة.. وجمدتم المفاوصات وسمحتم ببناء الالاف من  المستوطنات، وانهيتم قيام دولة فلسطينية مستقلة، واطلقتم كلابكم المستوطنين بالاعتداء على الفلسطينين بالحرق والقتل، والمقدسات بالتدنيس .. أثمر هذا التطرف، قيام مثل تلك العملية البطولية في طوفان الاقصى.. ولأنكم غير متعودين إلا على الكيان يَقتل ولا يُقتل، ولا تقبلون أن يدافع الضحية عن نفسه، فاستهجنتم العملية  البطولية لحماس..وقلتم وقولكم مردود؟ كيف تتجرى حماس والمقاومة على اقتحام معسكرات وقتل جنود محتلين معتدين، يحضّرون لاحتلال غزة..تُدمر ثكناتهم وتقتل جنودهم  وتأسر أعالي الرتب منهم..وتأتي بالمعلومات والخطط، فيعجز العدو عن التقدم صوب غزة، ويؤخر الزحف محاولاً استبدال الخطط والخرائط، ولن يتمكن أبداً من تحقيق أهدافه المعلنة! الغرب غير الحضاري  ينظر للنفس الصهيونية،على أنها غير أنفس باقي البشر..فالنفس الصهيونية مثلا لابد أن تصرف في السوق الغربية  بمئات الأنفس من عرب فلسطين..وان المقاتل اليهودي ينبغي أن يكون ثمنه  قتل المئات من الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير المنازل وتهجير المتبقين الى خارج بلدهم..أية اخلاق ومبادئ هذه عند الغربيين؟! أين حقوق الإنسان والحفاظ عن ادميته وانسانيته التي يدّعونها؟! أين منظمة حقوق الانسان؟؛ وأين حقوق الشعوب في تقرير مصيرها بحسب ميثاق الامم المتحدة؟! أين الشرعية الدولية وقراراتها ضد الكيان الصهيوني منذ عقود؟! ومتى ستنقذ؟!  أيها الغرب أفلا تعتبرون؟! من وجود حكومة يهودية يمينية متطرفة في أرض فلسطين؟ فماذا كانت النتيحة ؟! طوفان الأقصى!  أتريدون أن تكرروا  بوقوفكم اللامحدود مع الكيان أن تنتجوا طوفاناً جديداً عليكم؟!  أوقفوا تغوّل الكيان، وأوقفوا العدوان، وأدخلوا المساعدات فوراً ومن دون تأخير.. انصحكم بالتخلي عن الوقوف مع الكيان دون مساءلة أو حساب..   ضربهم للمنازل والابراج والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، ما كان ليحدث، لولا دعمكم ووقوفكم ضد اتخاذ قرار من مجلس الأمن الدولي بايقاف العدوان أو فرض هدنة.. فاحذروا وانتبهوا، فالتاريخ لن يغفر لكم..  إن تحالفاتكم مسيئة، إذ تختلف باختلاف الأديان والاجناس،ومواقفكم كذلك مختلفة بحسب الأنفس،فالنفس اليهودية عندكم ثمنها عال جدا من الانفس العربية..أي ظلم هذا وأي عدل تدّعون؟! طوفان الأقصى عرّاكم.. فضحكم.. قبحكم الله.. غزة الصمود كشفت حقيقة حضاراتكم!  تحية لحماس والجهاد وباقي الفصائل الفلسطينية..تحية لغزّة البطولة والفداء..  تحية لكل فلسطين، ولكل المقاومين من أي  مكان، وفي أي مكان!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي