"استنباط" من "الخطاب"!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣ الساعة ١٢:١٧ مساءً

هذا اليوم هو يوم مجيد.. دمت يا سبتمبر التحرير يا رمز النضال..يا كاشف المنافقين.. دمت يا سبتمبر يا فاضح المدّعيين..  في ليلة عيدك أحفاد فارس في صنعاء، يلاحقون المحتفلين بك، ويهينون أعلام الجمهورية،يجمعونها من الشوارع والأزقة والسيارات،فعلام يدّل هذا؟! يدّل على أن سبتمبر  العظيم يلاحقهم، ويقتفي أثرهم ويصفر تأثيرهم، ويكشف كل مكرهم وخداعهم، وهو يلفظهم! يدّل على انه باقي، وهم إلى زوال باذنه تعالى.. في ليلة عيدك يتصنّعون  الوطنية وهم العملاء، فيعتدون على دولة مجاورة منتهكين الهدنة بعد أن فاوضوها بالرياض بغرض الابتزاز، وهي تقدم كل الدعم والتسهيلات لانهاء الحرب والانقلاب وإقامة سلام دائم وشامل، ومن يقول أن هجومهم  اثناء الهدنة هو هجوم ارهابي غادر،  فهو مخطئ، فالحوثيون يعاودون العدوان والحرب،  هذه هي الحقيقة! إلرحمة على  ارواح شهداء البحرين وكل الشهداء.. الفاتحة..  ولعلّ دمائهم في ليلة السادس والعشرين من سبتمبر تكون زكاة تحرير هذا الوطن من الانقلاب، و تحرير الأمة من هيمنة فارس، واستعادة الجمهورية والسلطة الشرعية!  تحية لسبتمبر العظيم.. وتحية لشهدائه العظام، وتحية لقيادتنا الشرعية المتمسكة والمدافعة عن سبتمبر واكتوبر ومايو ومستعدة لحلّ الخلافات بالطرق السلمية، وستسهر على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني،بعد أن تنهي انقلاب الحوثي باذن الله!  ولقد تميّز سبتمبر هذا العام بنشاط مذهل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي في عدن العاصمة المؤقتة وفي  أروقة الأمم المتحدة وكان خطابه هناك درساً بليغاً مؤثرا، لا شك بان نتاىجه ستأتي لاحقا!  أما خطابه ليلة السادس والعشرين من سبتمبر في العيد الواحد والستين للثورة السبتمبرية، جاء هذا العام محملاً برسائل مهمة، أستنبط الآتي:_ _ تهنئته.. شملت بالإصافة الى السادس والعشرين من سسبتمبريوم المناسبة، اكتوبر والاستقلال،ليؤكد على واحدية الثورة اليمنية.. وخص بتهنئته ابطال الجيش والامن والمقاومة، ليؤكد اصطفاف الشعب في التصدي لمن يزعزعون استقرار اليمن ويستهدفون ثورته ومؤسساته الدستورية، وليؤكد على الجاهزية لإنهاء انقلاب الحوث_ايراني!  _ ثم أراد  الأخ الرئيس أن ينبّه العالم من أن هذه الجماعة وأجدادهم من قبلهم، لم يتعلموا من الدروس، وليسو رسل سلام بل هم عنوان للمرض والجوع والخوف، وجاء احفادهم ليزيدوا على ذلك، أن يقاتلوا بشراسة في سبيل تصدير ثورة خميني الارهابية،فقال فخامته: "على مدى أكثر من ستة عقود لم يتعلم حاملو الفكرة الامامية المتخلفة الدرس، وهم لم يتعلموه أيضا خلال تسع سنوات مضت منذ انقلابهم على التوافق الوطني والارادة الشعبية والإقليمية والدولية، متناسين انهم يحملون مشروعا غير قابل للحياة، قال فيه الشعب كلمته الفاصلة المعمدة بالتضحيات الغالية قبل أكثر من ستين عاما، حين أعلن قيام الجمهورية واسقاط الامامة، والعبودية، والاستبداد"..استعان فخامته بحقائق التاريخ، وأظنه بهذا الخطاب السبتمبري الرائع، نجح في اقناع دول الجوار والعالم بان لا فائدة من مفاوضات سلام مع هذه الفئة الباغية، لأن الفشل حتماً هو المُنتج..ولذا..لا وقت لتضيع مزيد من الوقت، واليمن يعاني وسيعاني أكثر لو استمر الحوثي في مراوغاته، وستتضرر دول الجوار، بل في الحقيقة تتضرر الآن، وهم في مفاوضات معه، وسينال من استمرار بقائهم في صنعاء، بقية العالم كونهم أداة تهديد مستمر للمصالح الاقتصادية وللملاحة البحرية! _ثم أبلغ بخطابه التاريخي الرئيس العليمي  المخدوعين من ابناء شعبنا اليمني، بشعارات الحوثي الماكرة الخادعة المضللة،وذكرهم بالتضحيات والمعاناة والحرية ومدى تغلغل الخرافة والشعوذة والاستعباد والتمييز، وكل افعال هذه الفئة الباغية تتنافى مع قيم الدولة والمواطنة المتساوية!  _ رسالة اخرى هامة للغاية؛ حين بيّن فخامة الرئيس للشعب اليمني ولدول الجوار وللعالم بأن الحرب في اليمن ليست حرباً أهلية على الاطلاق، وليست اقليمية، وليست دولية،بل هي معركة بين "الإمامة" و"الجمهورية" وبين "الحرية" و"العبودية"... بين إدعاء الحكم والشراكة الوطنية..هذه هي الحقيقة.. متقابلات ينبغي أن يفهمها ويدركها العالم، وعليه ألا يغمض عينيه ويفتحها ليراها،  وهو يراها لكنه لحد الآن يتماهى مع الحوثين لحاجة في نفوسهم وعليهم التوقف.. وكفى!   _ لله درك يابن "العليمي"..برسائلك المزدوجة للمخدوعين والمدّعين الحياد.. فكما ارسلت رسالة للمخدوعين، فها أنت ترسل رسالة أخرى قوية وواضحة الدلالة لشريحة، أظنها ليست بالقليلة، من  تظن انها ليست معنية بما يجري،وليست  طرفاً في الصراع، ومن أنها محايدة، وقد سقنا اسباب المعركة وبذلك الوضوح، فلا يوجد بعد ذلك (حياد)  ولا مواقف (رمادية)،فهذين الأمرين هما من الاسباب التي أخرت النصر والتمكين، ولا ينبغي الاستمرار في ذلك؛ فإما مع الحق والشرعية، وإما مع الباطل وأهله! وشدد يحفظه الله  وحذّر بشكل أخص على النخب السساسية والفكرية والاعلامية، وأوضح لهم باعتبارهم شريحة واعية، ان التاريخ لا يرحم وهم يدركون ذلك،فسيدوّن مالهم وما عليهم اليوم وغداً! _ وهناك رسالة أخرى ذات مغزى عميق، رسالة الموقف الاستراتيجي  نحو التوجه للسلام من قبل مجلس القيادة الرئاسي، لكنه ليس مفردة عمومية، بل معرّف، فالسلام عند مجلس القيادة الرىاسي، رؤية واضحة ومنفتحة، ويعني سلام فيما يعنيه، تقديم الوطن على الطلبات الضيقة،سلام  يعبر عن رؤية الشعب اليمني المنفتحة على جميع المكونات، سلام لا يعمل للطائفية حساباً، ولا للإصطفاء وزناً وشرعاً، ويعتبر التميز مقيتاً، والتهميش والاقصاء انتقاصاً واحتكاراً، سلام يرفض كل مشروع يتعارض مع المصلحة العليا للشعب اليمني، سلام ينظر لحقوق الأجيال المقبلة أكثر مما يقسم غنيمة لاجيال الحاضرة ويفخخ مستقبل الاجيال المتعاقبة!  اكتفي بهذا في هذه المناسبة العظيمة.. وأجدد التهنئة للقيادة وللشعب اليمني وكل عام والجميع بالف خير..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي