"أبرهه" و"الحوثي"!

د. علي العسلي
الجمعة ، ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٤٠ مساءً

قربت ذكرى مولد الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، فبمولده تغيرت البشرية برمتها نحو العلم والتعلم والنموذج الافضل..وعرفت البشرية حُسن الخلق و الصدق والأمانة و عرفناه من سيرته أنه اعظم الخلق اجمعين حاملا المشروع الالهي التغييري المادّي والروحي وقد كان عام مولد نبينا المصطفى عاما مميزا سمّي بالقرآن بعام الفيل نسبة للفيل الذي استخدم للمرة الأولى كأداة قتالية في جيش ابرهه..  ابرهه توجّه من اليمن غازيا مكة المكرمة محملاً بالغيض والكره للكعبة المشرّفة متأملا من تحركه ان يهدمها! خاب أمله وكيده في تضليل!   وباقترابه من مكة خرج لمقابلته عبد المطلب جد النبي ، فظن أبرهه أنه جاء ليفاوضه على عدم هدم الكعبة ، فالتقاه وتفاوضا ولكن لم يكن ذلك للحيلولة من هدم الكعبة،  وانما لاطلاق (إبل) عبد المطلب التي كان قد أخذها وهو في طريقه مع جيشه العرمرم ، وخلاصة التفاوض هو إطلاق الإبل..وسجّل التاريخ كلمة عبد المطلب "أنا رب إبلي والكعبة لها ربّ يحميها"! عبد المطلب لم يهمّ إلا (إبله) وترك أقدس المقدسات للربّ بحميها دون أن يكلفوا أنفسهم في الدفاع عنها!  دمرّ الله كيد أبرهه واصحابه، وأفشلهم وولد النبيّ في ذلك العام،فعام الفيل حمى الله الكعبة من الهدم وقضى الله علة المعتدين، ولد فيه خير البشر هداية ورحمة للناس أجمعين!  ومرت السنون والاعوام حتى جاءت المليشيات التي تستغل مولد النبي  لسرقة اليمنين إتاوات ورسوم زينة وخلافه ، لم يكتفوا؟!بل ذهبوا للرياض يتفاوضون للحصول على رواتب لمقاتليهم وتعويضات مادّية من أجل إتمام هدم اليمن، وربما لم يُستجب لهم؛ فأخرجوا قواتهم للاستعراض في العاصمة صنعاء في يوم نكبتهم، كما فعل ابرهه تماما، ملوحين ومهددين، إما بقبول شروطهم أو استئناف الحرب..استفزاز وتعالي وغرور للحوثي ما بعده غرور.. لكنني أجزم أن صبر المملكة له حدود ، فلو زادوا في شروطهم سترسل عليهم طيرانها لتدمير مخازنهم التي استعرضوا بها في السبعين، واستهداف قياداتهم المختبئة في الكهوف حماية لليمن من استكمال تهديمه ، فسبحان الله.. فمن يدري أن تكون نهاية مشروعهم الفارسي قريباً.. كما كانت لابرهه!   وستكون النهاية الحتمية للحوثي كما ذاك .. ربّ العباد أرسل الطير الأبابيل لمنع هدم الكعبة وسيُقيّض الله المملكة لمنع الحوثين من استكمال هدم اليمن.. تحية لثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي قضت على الإمامة وإلى الأبد؛ وبتضافر الجهود لا شك سيُقضى على" نكبة" الواحد والعشرين من سبتمبر وإلى الأبد ايضاً..و سيدمر الله كيدهم من جديد!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي