الحوثي يريد دسّ السُمّ بالعسل!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٢٣ أغسطس ٢٠٢٣ الساعة ٠٤:٥١ مساءً

إن دسّ السم بالعسل؛ يَعني أن يحاول  أحدُ خدع شخص أخر أو جهة ما، فيقول شيئاً فيه ضرر بطرق ملتوية، ظاناً منه أن الطرف الآخر لا يدرك هذا الأمر؛ للوصولِ إلى غايةٍ ومصلحةٍ ما. وهي سياسه ينتهجها الحوثي بشخوصه القيادين المختلفين ؛فيقولون أشياء بطريفة ملتوية او بحروف مقطعة ليعملوا لهم زحمة والطريق مفتوح.. فترى بعضهم يقول أشياء تجاه الامارات والمملكة بالنتيجة يريدون الاضرار بهما ،لكن في ظاهر قولهم كأنهم يحاولون التقرب و البعض ينظر إليه وكأنه نوع من التشفي .. وقناعتهم وضع  السمّ بالعسل ويُرغبّون الدولتنان به! قبل أيام قال الحوثي محمد : "أن لامارات اعتقدت نفسها ند مساو للمملكة العربية السعودية خلال تحالفها معها ضد اليمن .ولكن ما كل ما يتمناه المراء يدركه؛  فهذا ما لا ترضى به ‎السعودية لا في الزعامة و لا في المكانة وان كانت لدى ‎الامارات علاقات دولية_ فلم تستطع قطر بهذه العلاقات ان ...._فلا يعني ذلك ان الامارات بحجم المملكة ..".. كأن الحوثي يغازل المملكة ويقف معها ويؤيدها لكبرها وصغر الأخرى وتطاولها عليها، ويشدّ عليها ألا تسمح لها بذلك.. وكأنه هو معها، بينما الغرض إيقاع فتنة بين الدولتين لو استطاع!؛ أما مضمون الكلام فهو ضد المملكة والامارات معاً! وبالأمس يتبرع البخيتي محمد بالكلام وكأنه يدافع عن المملكة، تعليقا على قناة الحرّة، التي أوردت حديثاً حول  تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" الذي يتهم السعودية بقتل المهاجرين على الحدود اليمنية – السعودية..وهو حديث وتقرير لا صحة له،حيث نفت المملكة ذلك جملة وتفصيلا؛ ولا شك أنه تقرير مُسيّس ولا يحتاج للحوثي  البخيتي، لأن يقول:" عندما تقرر أمريكا استهداف حكومة دولة معينه لاغراض غير شريفه فإنها تعمد لفتح ملفها في حقوق الإنسان" وهذا كلام عسل، وهو صحيح مائة بالمائة؛ لكن السُمّ في قول البخيتي في الذي يتبعه،حيث قال: " لقد أودى العدوان بحياة ملايين اليمنيين "إما قتلا بالسلاح أو موتاً بالتجويع" فضلا عن أن السعودية سبق وقتلت الالاف من المهاجرين اليمنيين والاثيوبين على الحدود ولم تنطق أمريكا ببنت شفة، بل وكانت تبرر وتدافع عنها، وعندما بدأت الحكومة السعودية في انتهاج سياسة متوازنه بغية تقليل اعتمادها على أمريكا فتحت الاخيرة لها قضية حقوق الإنسان" هنا سمّ الحوثي محمد، ودائما ما يعمدون إلى أساليب ملتوية، بل ويتعمدّون الكذب والتضليل، فمن قتل وأودى بحياة ملايين اليمنين ليس المملكة و"العطوان" وانما هو أنتم أيها الحوثة الارهابيون ولا تزالون!؛ وامريكا رفعتكم من قائمة الإرهاب! أليس كذلك؟! ورغم الكلام الذي أوردناه، وكأن الحوثي إيجابي ويتعاطى مع المملكة بإيجابية، وهو يتماشى مع المفاوضات والتقارب الإيراني السعودي ، هو سم قاتل وليس عسل وتقارب مع المملكة والتحالف ..أثق أن المملكة تعي وتدرك ذلك ولن تسمح لهم باستمرار ألآعيبهم ومكرهم، وستوقفهم عند حدهم إن لم يخضعوا لمبادرتها المعلنة ! ولا أخفيكم أنني أشعر بغصّة وانا أرى كما غيري مقابلة كل قبح حوثي ، بمزيد من الدلال والارضاء، واجبار السلطة الشرعية على قبول أشياء ليست طرفاً فيها ابداً! الواقع  أن الذي يجري فيه غصّة لتغيّيب الشرعية، وهي المعنية الأولى بالشأن اليمني، وباخراجه من عنق الزجاجة، وقد عبّر عن ذلك أحسن تعبير المناضل والمفكر  الكبير ياسين سعيد نعمان سفير اليمن في بريطانيا في مقال له مؤخراً بعنوان "سلام الهزيمة"، حيث قال فيه: " لم نعد نسمع شيئاً سوى ما يطالب به الحوثي ، ما يرضيه ، وما يستفزه وما يتوقع أن يحصل عليه من تنازلات جديدة ( من أجل السلام) . يتم تغييب صوت الشرعية كمؤسسة بوسائل عدّة أكثرها لؤماً وخطورة تلك الأصوات التي تموّل للتشهير بها لأغراض لا صلة لها باصلاح الأخطاء وإنما بقمعها في وعي الناس والمجتمع ليسهل تمرير سلام " الهزيمة" .. طبعا اضم صوتي لصوت المناضل ياسين سعيد نعمان واناشد القيادة ألا تقبل على نفسها  أن تعيش هذا الصمت وهي تدرك أنها وحدها ولا غيرها في صدارة المشهد .. كما قال ذلك سعادة السفير ياسين سعيد نعمان!

واستخلاصا للمشهد، رغم الود مع الحوثي، رغم التنازلات ،ورغم كل شيء ؛إلا أن الحوثي لا يزال يكابر يهدد ويتوعد خصوصاً بعد عودة الوفد العماني الوسيط ((بخفي حنين))، إذ لم يدلي بأي تصريح إيجابي، فالتزم الصمت!،فذلكم دليل على فشل الزيارة لا نجاحها!؛ وبعد عودة الوفد ظهرت أصواتا، منها صوت عضو ما يسمّى المجلس السياسي الأعلى، محمد صالح النعيمي، الذي  توعد المملكة العربية السعودية بالحرب، واستهداف عصب الاقتصاد السعودي والعالمي، في إشارة إلى استهداف أرامكو والملاحة الدولية.إذ أكد أن المعركة القادمة ستكون مختلفة كلياً، من حيث القدرات والوسائل والأسلحة، وسيكون لها تأثير على الاقتصاد السعودي والعالم، حسب تعبيره..  يبدو أن الاجواء التفائلية، التي سِيقت طُوال المدّة الماضية، عن قرب التوصل لهدنة موسعة مع حلّ لبعض الملفات الانسانية كمقدمة لتسوية شاملة ، قد تراجعت إلى حد كبير. وارتفع منسوب التصعيد والتهديد والوعيد.. وللآسف لا نرى ذلك من قبل طرف الشرعية انما من الحوثي وكأنه هو الذي يفرض السلام، سلام الهزيمة كما وصفه السفير نعمان؛ ولعلم الجميع لو نُفّذَ للحوثي مبتغاه فإن ذلكم السلام  سيؤسس لعنف بمقدار الغضب من القبول بسلام مضر!؛  ختاماً..اصحوا ياقيادتنا الشرعية، لا زلنا نراكم متفائلين وتتوقعون تصدير النفط قريباً بواسطة الوسطاء لا بقوتكم واستعدادكم وتهديدكم.. نراكم ترقبون المشهد وتنتظرون طرف غيركم، ليعيد إليكم امكانية تصدير النفط ..عليك ايتها الشرعيىة ان ترفعي الصوت!؛ وتقابلي التهديد والوعيد، بتهديد ووعيد مماثل؛ وتستعدي حقا للمعركة الفاصلة، لتكوني بحق شرعية تمثل الشعب الذي لا زال يمنحك الشرعية رغم القصور! كونوا السلطة الشرعية للشعب حقا ، أو سيكون الحوثي  سلطة أمر واقع  رغما عن شعب اليمن؛ ولا خيار ثالث إلا التفتيت.. والاختيار لكم لا لهم.. فاختاروا الشعب، وأنهوا انقلاب الحوثي ، وحرروا ما تبقى ! وأعيدوا مؤسسات وهيبة سلطة الدولة، تفلحوا!؛ أما أنتم أيها الحوثة فالمملكة قد خبرتكم وتعرفكم  أكثر من الشرعية، ولا تدسّوا سمكم في عسل ترغبون إعطاءها إياه!؛ ولن ترغب فيه حتى ولو كان عسلاً خالصاً لا سُمّ فيه!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي