عكم الله لقفك ياعكيمي!

توفيق السامعي
الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٦ مساءً

 

أمين وعكيمي.. لم يكن له من اسمه نصيب أبداً، بل كان على العكس من ذلك تماماً؛ فالأخبار التي كانت ترد تباعاً من جبهات محافظة الجوف أثناء قيادته المعارك تقول إنه غير أمين في إدارتها، حاول اختزال كل شيء في يده رغم الدعم المهول الذي قدم له، وكذلك لم يكن "عكيمياً" لثغرات جبهاتها التي نفذت من خلالها مليشيا الإرهاب الحوثي. 

فاللفظ عَكَم يَعْكِم فهو مَعْكُوم تعني في لغة المسند اليمنية القديمة (سد ثغرة)، وعكم الطريق (سده)؛ لذلك لم يكن بقدر المسؤولية ولم يعكم العكيمي ثغرات الجبهات في الجوف التي تسللت منها المليشيا الحوثية.

وفر التحالف العربي للعكيمي دعماً سخياً لتحرير محافظة الجوف من الإرهاب الحوثي، غير أن العكيمي لم يستطع حتى الحفاظ على ما كان منها ضمن إطار الشرعية، لو توفر هذا الدعم لمحافظة تعز لكانت حررت عن آخرها.

الرجل الذي نفخ فيه بعض الإعلاميين كثيراً وشبهوه بالزير سالم لم يمتلك حكمة وشجاعة الزير ولا نخوة جساس، وعاد يستنقص ويسخر من محافظة تعز وأبنائها الذين ضحوا معه في كل الجبهات التي تولاها، وذهبت تضحياتهم هدراً بسبب رعونة قيادته المعركة، وعدم تقديره للمواقف في الميدان والتي حذر منها بعض أعلام الجوف نفسها.

لو كلف العكيمي نفسه قليلاً ونظر في كشوفات أبناء تعز الذين استشهدوا في الجوف وما حولها لما تطاول على أهلها بالألفاظ العنصرية والنابية التي يكافح اليمنيون اليوم من أجلها ضد مليشيا الإرهاب الحوثي، وما مقاومتهم في كل الجبهات إلا خشية أن تسيطر العنصرية السلالية الإمامية التي تقدح في الناس ليل نهار. 

تعز التي سخر من أبنائها العكيمي يعلم هو قبل غيره جيداً لماذا لم تحرر جبهة الحوبان تحديداً التي ذكرها مستنقصاً في تسجيله العنصري، ولم يتوفر لها من الإمكانات ربع ما توفر له في محافظة الجوف، ولو كان الدعم الذي بيده بيد قيادة من تعز لحررت الجوف بأكملها ولكان ينعم هو حالياً في منزله في محافظته.

من نافلة القول أن نقول له كم كانت عدد الألوية التي تكالبت على مدينة تعز وماهي إمكانياتها، ولماذا تم التركيز عليها دون غيرها بهذه القوة والكثرة المتكاثرة، وماهي الفيتوهات الدولية التي عرقلت تحرير المحافظة كاملة، لكننا سنكرر ما قاله المحافظ السابق علي المعمري إن تعز لم تتراجع شبراً واحداً عن جبهة حررتها ولم تستطع مليشيا الإرهاب الحوثي العودة إليها.

لو كان العكيمي استمع لنصائح الشيخ الحسن أبكر في إدارة المعركة لما وصل إلى هذه الخسارة التي سودت وجهه أمام المواطنين والتحالف والشرعية، وجعلته يفقد أعصابه ولباقته وهذيانه بالتطاول على تعز وأبنائها، بل وعلى رئيس الدولة دون اي احترام، تعكس شخصية رعناء جاهلة لم تترب على الأخلاق والقيم الحميدة اليمنية.

استمعت إلى التسجيلات بينه وبين رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، وبعض ما بدر منه في هذا التسجيل أستحي أن أورده هنا احتراماً للقارئ الكريم، ولكنه أسقط العكيمي إلى الدرك الأسفل من الإسفاف ما كان أغناه عن ذلك السقوط المريع فيه.

تعكس ألفاظه المناطقية والاستهزائية نظرة الإمامة الاستعلائية والعدائية التي كرستها ردحاً من الزمن الماضي ليس لتعز وحسب بل لتعز وإب وتهامة تحت هذه الالفاظ التي لاكها العكيمي بين شفتيه؛ فقد كانت بالنسبة للإمامة نوعاً من التحريض للغزو والإباحة لمدن اليمن الأسفل، وبالتالي جعلتها أرضاً خراجية ودار حرب وغزو لنهبها والتسلط عليها.

ولن نرد الإساءة بالإساءة على مناطق الجوف الغالية على قلوبنا جميعاً دون ذكر لتاريخها ووقوفها مع الإمامة ضد بقية المحافظات.

على العكيمي الاعتذار بشدة عما بدر منه قبل أن تستفحل المشكلة معه وتتطور إلى ثلمات لا يستطيع "عكمها"، وسنكون أبناء تعز أكثر شهامة منه ونقول له نقبل الاعتذار لتعز بتحرير بعض محافظة الجوف وتعز ليست بحاجتك، فكن شجاعاً وحرر بعض جبهات الجوف ودع الحوبان لأهلها سيأتيك نبؤها بعد حين.

 

لأبناء تعز

 

أتمنى أن تكون كلمات العكيمي هذه تحفيزاً واستنكافاً لكافة أبناء تعز في العمل بما توفر من إمكانات لتحرير ما تبقى من أطراف مدينة تعز، لتضرب تعز مرة أخرى أروع الأمثلة في الردود المشرفة عليه وعلى أمثاله المتطاولين أو المستهزئين بكم مناطقياً رغم أنكم كباراً لا يضركم من تسافه عليكم قديماً وحديثاً ومستقبلاً.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي