الامن الغذائي- والمجاعات في اليمن والسودان!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الجمعة ، ٠٣ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٧ صباحاً

اليوم نتحدث عن الامن الغذائي كمنظومة اقتصاد معرفي بمعنى بوابة التعليم هي ما ضاعفت الانتاج الغذائي، فالاراضي الزراعية في هولندا مابين ١٦ الى١٨ الف كم مربع، وهذه تساوي نفس الارضي الزراعية في اليمن تقريبا اي في حدود ٢ في المائة. والابقار في هولندا مليون و ٧٠٠ الف بقرة، وعندنا في ٣ محافظات ٨٧٠ الف بقرة مما يجعل الاسقاطات الاحصائية تقول معنا في ال ٤١ الف قرية في اليمن في حدود المليون و ٥٠٠ الف بقرة بمعدل ٣٠ بقرة في كل قرية كمتوسط. لكن بقر هولندا ينتجين مابين ٦٥٠ الى ٧٠٠ مليون كجم من الجبن سنويا بقيمة ايرادات ٢ مليار و٨٠٠ مليون يورو، اي ٣ مليار و١٣٠ مليون دولار، كل هذا يعود الى استخدام المعرفة اي التعليم في زيادة الانتاج بمعنى الامن الغذائي اليمني دون معرفة لن يكفي محافظة واحدة ولو اشتغلنا ليل ونهار. ومثال اخر السودان لاتنقصه مساحة ولا بشر ولا مياة، حيث انه اكبر من هولندا ليس مرة او مرتين، وانما ب ٤٥ مرة من حيث المساحة، وعدد سكانها اكثر من ضعف هولندا، وهي ارض زراعية خصبة، وفيها مياة متوفرة، لم يصل تصديرها من كل ثرواتها النفطية، والزراعية، والحيوانية، والخدمات البشرية وغيرها الى حجم ٨ مليار دولار والصحيح ٤ مليار هنا .

 

المضحك المبكي ميزان الصادرات لدولة كالسودان ككل اقل حتى من اقتصاد بيع الزهور والنباتات في هولندا حسب بيانات السودان والسبب طرق الانتاج القائمة على المعرفة، واقل من اقتصاد تصدير الخضار في هولندا حسب بيانات المرصد. هولندا على ذكرها هنا اليوم في محور الزراعة والثروة الحيوانية تصدر النباتات والزهور بمبلغ ٨,٨ اي تقريبا ٩ مليار دولار سنويا بسبب التعليم والاقتصاد المعرفي الحديث هنا عن الثورة الرابعة في الزراعة مبنية على احدث اساليب الانتاج، وتصدر من منتجات الألبان والبيض والعسل بقيمة ٥,٧ مليار دولار، وتصدر من اللحوم سنويا ب ٥,٦ مليار دولار، ومن الخضار ب ٥ مليار دولار سنويا، ومن الحليب والحبوب تصدر ب ٣ مليار دولار. هولندا مساحتها فقط مايقارب من ٤٢ الف كم مربع يعني بحجم محافظة الجوف او محافظة شبوة عندنا في اليمن، وعدد سكانها ١٧ مليون نسمة، وصل الدخل القومي لها الى ٩١٥ مليار دولار، اي اكبر من الدخل القومي اليمني قبل الحرب ب ٢٥ ضعف والسبب الاقتصاد المعرفي فقط فالثورة الصناعية الرابعة كحقل جديد نجدها في الانتاج الزراعي والحيواني بشكل شامل والفلاح اليوم في هولندا يفهم حتى كيف يستخدم التقنية والذكاء الاصطناعي لان ادواته كلها مؤتمتة وهذه نقطة.

والنقطة الثانية، ليس من السهل تغيير ١٠ الف سنة من طرق الزراعة التقليدية في فترة وجيزة دون طفرات العلم، لان هذا التغيير هو ماخلق طريق امن غذائي جديد وفعال لكل البشر. ففي هذه المرحلة من التطوير، صارت الآلات الزراعية والانتاج الغذائي تعالج المعلومات بشكل مستقل وتتخذ قرارات مستقلة ايضا وهذا مايضاعف الانتاج والثروة . هنا سوف يتولى المزارع المتعلم -واقول المتعلم لانه في الغرب ان تكن فلاح تحتاج ٣ سنوات تأهيل علمي ومعرفي- دورا إشرافيا مستقبلا، وقد يكن عليه اتخاذ الإجراءات التصحيحية فقط. فالزراعة الذكية المبنية اليوم على العلم والمعرفة ستحدد مستقبل ومفهوم الامن الغذائي من الحقل الى المصنع الى سلسل التوريد، وسوف تحل محل الطريقة التقليدية للعمل كاملة.

وحتى لانظل نفكر ان الزراعة والامن الغذائي سوف يدار بنفس العقليات السابقة فعلينا ان ندرك انه في المستقبل ستعمل الآلات الزراعية كمراكز بيانات متنقلة وستوفر تقنية الاستشعار جميع البيانات المهمة في الوقت الفعلي فالاستخدام الدقيق للآلات يجعل إنتاج الغذاء أكثر كفاءة وفعاليةوهذا مهم في ضوء التحديات العالمية مثل الطلب المتزايد والظروف المناخية المتغيرة. ولذلك تفوقت هولندا في اقتصاد الزراعة بسبب التقنية والعلم بمئات المرات على السودان والتي هي اكبر من هولندا ٤٥ مرة والتي تنهج طرق تقليدية زراعية واليوم نجد أن ثلثا السكان في السودان يعانون نقص حادا في الغذاء و خمسة مليون شخص على شفا المجاعة و ٣٠٠ شخص في منطقة واحدة فقط فيها يموتون يومياً من الجوع وهي كان يمكن أن تكن سلة غذاء العرب كما تعلمنا.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي