الرئيسية > محليات > نداء عاجل إلى وزير التعليم العالي الجديد ..قصة شهداء في الفصول الأخيرة على طريق العودة إلى مدينة حلب السورية

نداء عاجل إلى وزير التعليم العالي الجديد ..قصة شهداء في الفصول الأخيرة على طريق العودة إلى مدينة حلب السورية

سوريا - تقرير / معاذ راجح :

 توقفت  الحافلة فجاءة مع ارتفاع  أصوات الانفجارات والقذائف وسحب الدخان التي غطت السماء ،وقف عامر شاحباً ومذهول على اعتقاد منه آنما يجري مجرد كابوس تسلل إلا عقله بعد تهالك قواه  التدريجي إثر الساعات الطويلة التي قضاها في انتظار الطائرة والرحلة الشاقة بين مطاري صنعاء ودمشق والعودة إلى حلب .

لم يستوعب الحقيقة التي يهرب منها و رائحة البارود التي  اصابته بالاختناق وهو يهرول على غير هدى بحثاً عن بوابة الحافلة ليتلقفه جنود بفوهات الأسلحة الموجهة نحوه مع صراخ يأمره بالاستسلام  ، فيغما   عليه من هول الموقف ووحشته .

لم تنتهي قصة الشهيد عامر والتي تعود بدايتها إلى قرار الحكومة اليمنية اجلاء الطلاب  الدارسين في  سوريا بعد تدهور الأوضاع الأمنية وازدياد الاشتباكات بين قوات النظام السوري والجيش الحرّ ، وحالات القتل العشوائي  وامتدادها للبعثات الدبلوماسية  الأجنبية والعربية كان  رصيد اليمن فيها شهيداً دبلوماسي إلا انه ليس الأخير حسب السياسات التي تنتهجها الحكومة اليمنية في معالجة المشاكل الناجمة عن  الأوضاع في سوريا .

 وبدون دراسة حقيقية لأبعاد المشكلة وتبعاتها ،  تأخرت السلطات اليمنية في قرار الإجلاء وعرضت حياة ما يزيد عن 2500 طالب يمني للخطر في ظل أوضاع صعبة وسيئة أمنياً للغاية  في معظم المدن الرئيسية في حلب وحمص ودير الزور واللاذقية ودمشق.

 مستقبل على كف عفريت

عاد الطلاب إلى اليمن بالسلامة مصطحبين معهم مرارة عام ونصف عاشوها وتعايشوا معها في سوريا غير مدركين للمعاناة الحقيقية التي تنتظرهم على أبواب وزارت التعليم العالي ومجلس الوزراء في فصل جديد لقصتهم والبحث عن المستقبل الضائع  في كف عفريت وهياكل مسئولين صمت أذانهم وغشيت أبصارهم فهم لا يعقلون.

اعتصم الطلاب واحتجوا وتظاهروا للمطالبة بحلول بديلة يستدركون بها مستقبلهم الأيل للضياع اذا استمرت الجهات الرسمية في الا مبالة بواجباتها الوطني ،والمستهترة بالسنين الدراسية التي قطعها الطلاب رغم الصعاب والمشاكل المتكررة منقطع المعونات المالية وتأخرها أحياناً إلى فوضوية السفارة اليمنية وفساد القائمين عليها وتعسفاتهم المعروفة للرأي العام طوال السنين الماضية ، إذ ان الأحداث الجارية في سوريا ليست المشكلة الوحيدة التي واجهوها في نضالهم الدراسي .

 طلاب جامعة دمشق بحت أصواتهم وتلاشت صيحاتهم وفاتهم قطار العام الدراسي إثر استئناف الجامعة لعملية الامتحانات والفحوصات بعد تأجيلها ، ليكون طلاب جامعة حلب التالين  في رصيف المتأخرين مع بعض أمل يوشك على الضياع .

 الأمل في الوزير الجديد

 نجح الطلاب في إيصال اصواتهم إلى رئاسة الوزراء حيث وجه رئيس الوزراء في مذكرة للتعليم العالي بحل مشكلة الطلاب حل جذري وفق مطالب الطلاب ورؤيتهم للحل الأمثل لمشكلتهم .

 وحسب الطلاب فإن تعامل وزارة التعليم العالي ممثلة بنائب الوزير والذي قالوا أنه  لم يتجاوب معهم بما يتناسب مع مشكلتهم ، واكتفت الوزارة بمطالبة المحتجين بتسجيل بياناتهم ومعلوماتهم في إدارة البعثات كي تجرى دراستها  وحلها .

 لم تتخذ الوزارة أي خطوات عملية بالنسبة  لتوجيه الملحقية اليمنية في سوريا لمخاطبة الجامعات ومتابعة  نتائجهم وإفادات تحديد المستوياتوالوثائق ذات العلاقة  ، ليبقى الآمل في الوزير الجديد  هشام شرف وقراراته السحرية التي تنتشل الطلاب من أرصفت الضياع على بوابة وزارة التعليم العالي .

 قد يكون مصير الطالب عامر المخطوف   على طريق العودة إلى مدينة حلب بعد رحلة 17 ساعة بين صالات مطاري صنعاء ودمشق ، غيرمهم للوزير الجديد كما هو هامشي بالنسبة لوزير الخارجية وموظفيه في سفارة اليمن بسوريا  والتي تمارس دوراً إضافي يزيد من معاناة اليمنيين الدارسين في سوريا والنازحين منها لنتصور بدورنا ما يلاقيه  الطلاب الذين قرروا البقاء بسوريا أو العودة إليها  بمشاعر الاسى  والحزن التي تجرعوها من حكومة الوفاق وتعليمها العالي.

 عامر واخرين من رفاقه الدارسون في المستويات النهائية بالجامعات السورية أو الدراسات العليا ، نحتسبهم عند الله شهداء في انتظار الحلقة الأخيرة التي قد تكون حبلى  بالكثير من المفاجآت الغير المتوقعة خصوصاً أن اللمسات الأخيرة للوزير هشام شرف تقرر مصير شهداء  ضاعوا بين ثورتين عقرت الأولى "سوريا" ناقتهم  وقيدت الثانية "اليمن" جملهم دون حول منهم ولا قوة .

رحلة العودة إلى حلب بدأت  على استعجال من الطلاب  فيسباق مع 19-9 وهو الزمن الذي حددته جامعة حلب للامتحانات التكميلية للمستويات الأخيرة والدراسات العليا – حسب الطلاب ،لكن قد تكون رحلة العودة بلا عودة والقرار بيد الأخوة في السلطة .


الحجر الصحفي في زمن الحوثي