الرئيسية > محليات > وصفت هادي بطائر حذر ومتمرس وأنه فاجأ الكثير بتحركه السريع لفرض سيطرته.. مجلة أميركية: قدرة أنصار صالح على تحدي هادي مقيدة

وصفت هادي بطائر حذر ومتمرس وأنه فاجأ الكثير بتحركه السريع لفرض سيطرته.. مجلة أميركية: قدرة أنصار صالح على تحدي هادي مقيدة

يمن فويس – متابعة :

قال تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن أنصار الرئيس السابق صالح والخاسرين المستقبليين قد ينوحون ويتصرفون كخطاطيف معيقة لكن قدرتهم على تحدي الرئيس هادي صارت مقيدة باحتمال تجدد نشاط مجلس الأمن الذي قد يؤدي إلى فرض عقوبات شخصية بسبب العصيان.

وأشارت المجلة إلى أن الرئيس اليمني المُنتخب حديثا عبد ربه منصور هادي فاجأ الكثير من المراقبين بتحركه السريع لفرض سيطرته على جيش البلاد المُنهك، وان جهوده، المدعومة بوساطة أممية حازمة بشكل غير عادي، تقدم لمحات نادرة من الأمل لبلد مُنهك جراء أكثر من عام من عدم الاستقرار والصراع السياسي.

 وعلقت بالقول: قليلون هم من يعتقدون بأن الحكومة الجديدة ستكون قادرة على إزالة القوة الراسخة لعائلة الرئيس السابق علي عبد الله صالح. لقد تحرك هادي فعليا لإزاحة اثنين من أبرز أعضاء هذه العائلة. محمد صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق لصالح وقائد القوات الجوية، تم ترقيته إلى منصب خالي الوطاف. وعُرض على طارق صالح، ابن شقيق صالح وقائد لواء قوي يطوق صنعاء، موقع جديد في محافظة حضرموت الصحراوية النائية في شرق البلاد.

 وفي حين وصفها تقرير المجلة الأميركية بأنها خطوة شجاعة، أشار إلى إن محاولات هادي لممارسة السلطة على عائلة صالح تُظهر المستوى الذي يعتمد فيه على المجتمع الدولي لفرض قراراته.

 وذكرت " فورين بوليسي " إن التدخل القوي للمبعوث الأممي السيد/ جمال بن عمر جدد الضغط على عائلة صالح للامتثال لأوامر الرئيس الجديد ونتيجة لذلك، يحاول نجل صالح، أحمد علي قائد الحرس الجمهوري ذات الموارد الجيدة، خلق انطباعاً بأنه يقبل بسلطة هادي ومع ذلك، هناك من يعتقد بأن عائلة صالح قد قبلت بانتهاء اللعبة.

 ونقلت المجلة ذاتها عن دبلوماسي غربي أثناء زيارته صنعاء قوله: "يظهر أحمد في العلن ذليلا لكنه في السر عاصيا"، منوهة إلى أن كثيراً من اليمنيين يميلون إلى الاعتقاد بأن هادي يختار معاركه بحذر وأنه يدرك، خصوصاً في الوقت الحاضر، أن موقفه يعتمد على إدارة توازن القوى. لكن الكثير من الدبلوماسيين الغربيين يقولون إنهم يعتقدون بأن هادي يريد كسر جمود النخب وتجاوز سياسات ميزان القوى حتى يستطيع أن يحكم.

 يقول أحد المسئولين الأمريكيين: "هادي طائر حذر ومتمرس. فهو برتبة مشير لسبب ما. فهو يستكشف السبل الكفيلة بتسيير العمل من دون الناس القدامى".

 وأضافت المجلة: فإذا كان الأمر كذلك، فإنه يحتاج إلى بذل مزيد من الجهد لوضع القوة الرمزية للرئاسة تحت تصرفه. لا يزال يكتب ملاحظاته الخاصة بنفسه ويسافر في أنحاء المدينة من منزله المتاخم لإقطاعية علي محسن إلى دار الرئاسة، الذي يسيطر عليه الحرس الجمهوري، لعقد الاجتماعات الرسمية.، فبعد ثلاثة عقود من الحياة في ظل حكم علي عبد الله صالح، لا يريد اليمنيون دكتاتور آخر، فهم يريدون زعيما فعالا يمكنه قيادة البلاد نحو إقامة الدولة المدنية حسب المجلة.

 الحوار الوطني، وهي عملية تشاور وطني للاتفاق على التعديلات الدستورية بموجب بنود اتفاقية انتقال السلطة، يقدم لهادي فرصة لتجاوز لاعبي النظام وإجراء تواصل مباشر مع الشعب اليمني.

 مؤخرا شكل هادي لجنة اتصال لبدء التحضير للحوار والتي يمكن أن تتخذ شكل اجتماعات المجالس البلدية حتى تبلغ ذروتها في عقد مؤتمر الحوار الوطني.

وأوضحت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن شكل وتوقيت ومعايير الاختيار لمؤتمر الحوار غير واضحة لكن الناشطين الشباب يطالبون بلعب دور بارز في المراحل التحضيرية، فضلا عن الحوار، الخيار الآخر والبالغ التكلفة لهادي ينطوي على استثمار الموارد المتاحة من المجتمع الدولي، خصوصا من الحكومة الأمريكية، لبناء سلطة جديدة للجيش، وتدريجيا تقييد سلطة أمراء الحرب.

 المجلة الأمريكية في سياق تقريرها المعنون " المناورة الرئاسية اليمنية " قالت: لقد نجح هادي بالفعل في نشر وحدة جديدة متنوعة في صنعاء مكونة من الشرطة العسكرية وقوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع، هذه الخطوة رمزية إلى حد كبير، لأن صنعاء لا تزال منقسمة إلى مناطق يسيطر عليها المتنافسون، لكنها تشكل خطوة صغيرة نحو السيطرة المركزية.

وأشارت إلى حاجة ي هادي لبناء تحالف قوي بدعم داخلي، إذا كان ينوي استبدال النظام الحالي للجيوش المتوازية بسلسلة واحدة موحدة للقيادة، لافتة إلى إنها أجندة طموحة لرئيس تصريف أعمال، فالأمر قد يستغرق عشر سنوات لبناء مؤسسات جديدة مرنة، على افتراض أن هادي، أو خلفه، قد ينجح في رؤية إنجاز هذا المشروع، وفي نفس الوقت، المخططون العسكريون الأمريكيون لديهم احتياجات عملية عاجلة على المدى القصير، وعلى رأسها توفير معلومات استخبارية موثوق فيها لبرنامجهم المتوسع بسرعة بطائرات بدون طيار والذي يستهدف القاعدة في شبه الجزيرة العربية حسب تقرير المجلة الأميركية.

 وأضافت: منذ فترة طويلة يُعتبر ابن شقيق صالح، عمار، الرجل الأول لواشنطن في جهاز الأمن القومي. والآن يٍُشار إليه بالقادم على خط العزل جنبا إلى جنب مع شقيقه يحيى الذي يقود وحدة مكافحة الإرهاب الممولة والمدربة من قبل الولايات المتحدة، لكن من الصعب أن نتصور أن هادي سيتحرك ضد عمار ويحيى من دون تشاور ضمني مع السفارة الأمريكية في صنعاء، لاسيما وأن مدربين عسكريين أمريكيين قد بدأوا في استئناف العمل في اليمن.

 وقال التقرير: يزعم المسئولون الأمريكيون بأنهم ملتزمون تجاه "مؤسسات لا أشخاص" لكن ليس هناك وضوح كبير فيما إذا كان الشركاء والوكالات الأخرى، وكالة المخابرات المركزية وقيادة العمليات الخاصة ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية، يشاركون في وجهات النظر هذه.

واختتمت المجلة تقريرها بالقول: إن الرهانات كبيرة أمام هادي شخصيا، واليمنيين والمجتمع الدولي.

ترجمة أخبار اليوم


الحجر الصحفي في زمن الحوثي