الرئيسية > محليات > بن عمر: العملية السياسية حققت تقدماً لكن ما زالت هناك تحديات خطيرة تواجه اليمن على رأسها إنهاء الإنقسام في الجيش

بن عمر: العملية السياسية حققت تقدماً لكن ما زالت هناك تحديات خطيرة تواجه اليمن على رأسها إنهاء الإنقسام في الجيش

يمن فويس - أكد جمال بن عمر، مبعوث الأمين العام للامم المتحدة إلى اليمن، إن اليمن لا تزال تمر بتحديات كبيرة وخطيرة، قائلاً «برغم التقدم الملحوظ في العملية السياسية، إلا أن اليمن لازالت تمر بتحديات كبيرة وخطيرة، بما فيها الملف الأمني».

ولفت إلى إن الملف اليمني ما زال مطروحاً في أجندة مجلس الأمن الدولي الذي أكد أنه سيظل دائما يراقب العملية السياسية عن قرب حتى نهايتها..في الوقت الذي دعا فيه كافة الأطراف اليمنية إلى ضرورة العمل بروح المسئولية خلال المرحلة القادمة لإنجاز بقية المتطلبات – وفق الخطة الخليجية - لإخراج البلاد من تلك المخاطر التي مازالت تعترضها حتى اليوم..

وعقد جمال بن عمر، بعد ظهر اليوم الخميس، مؤتمرا صحفيا في صنعاء، وذلك عقب حضوره مراسيم تسليم اللواء الثالث حرس جمهوري من قائده السابق، العميد طارق محمد عبد الله صالح، إلى القائد الجديد، العميد عبد الرحمن الحليلي، المعين من قبل رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي.

وبهذا يكون مبعوث الأمين العام قد نجح في إنهاء حالة التمرد العسكري التي دامت قرابة الشهر. وهي المرة الثانية التي يحقق فيها نجاحا ملموسا في إرضاخ القيادات العسكرية العائلية التابعة للرئيس السابق علي عبد الله صالح، على تنفيذ قرارات الرئيس هادي التي صدرت في 6 إبريل الماضي، حيث كان قد نجح في 42 إبريل من إقناع محمد صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس السابق، من إنهاء تمرده وتسليم قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي للقائد الجديد المعين من الرئيس هادي.

وفي المؤتمر الصحفي، اليوم، الذي أعلن فيه إنهاء تمرد طارق صالح، اكد بن عمر أن اليمن مازالت تواجه تحديات امنية وسياسية كبيرة، لكنه أعرب عن ثقته من قدرة اليمنيين على تجاوز تلك المخاطر بدعم الرئيس الجديد هادي الذي يسعى إلى إيصال اليمن إلى بر الأمن والأمان والإستقرار، مشددا على أن الأمم المتحدة ستقف مع الرئيس في إنجاح مهامه الوطنية تلك.

وقال «لقد آن لليمنيين الآن الانتقال للتركيز على متطلبات المرحلة الانتقالية الثانية، والتحضير الجيد لمؤتمر حوار وطني شامل من شأنه أن يفضي إلى إنجاز التعديلات الدستورية المطلوبة وصولا إلى إجراء الإنتخابات المقررة في العام 2014».

وفي رده على سؤال المصدر أونلاين، حول ما إذا كانت هناك شروطا معينة – كما يتردد – مقابل إنهاء عملية التمرد، لاسيما وأنها واجهت صعوبات كبيرة الأمر الذي يؤكده تأخر الرضوخ والإذعان، اكتفى بن عمر، بالقول أن «القرارات التي صدرت بالتعيينات الجديدة صدرت من فخامة الرئيس اليمني عبد ربه هادي..ونحن ندعمها بالكامل..وقد نفذت كما وردت في المرسوم الرئاسي..»، مشددا مرة اخرى «والتسليم اليوم تم وفقا لما صدر من تعليمات من الرئيس وبناء على مرسومه بهذا الشأن..»

ثمة تقدم في العملية السياسية..ولكن..!!

وإذ أكد بن عمر بالقول أن «هناك تقدم محرز في العملية السياسية»، من حيث تغير الحال إلى الأفضل مقارنة بزياراته السابقة إلى اليمن، قال مستشهدا: «في آخر زيارة لي، أتذكر ان اللغة التي كانت سائدة هنا، هي لغة البنادق والرصاص..»، مضيفا «اما الآن أصبحت اللغة، لغة الحوار.. والتحضير لبناء يمن جديد».

لكن بن عمر استدرك قائلاً «لكن وعلى الرغم من هذا التقدم في العملية السياسية، إلا أنه لازالت هناك تحديات كبيرة وخطيرة..» مركزا على التحديات الأمنية، من حيث أن «..هناك مناطق واسعة في اليمن مازالت خارج سيطرة الدولة..» في إشارة إلى سيطرة الجماعات الإرهابية المسلحة على مناطق واسعة في ابين، شبوة، البيضاء..

وأعتبر بن عمر ان «تلك التحديات الأمنية لا يمكن التغلب عليها إلا إذا تقدمت العملية السياسية إلى الأمام» مشيرا في هذا الصدد إلى مجموعة متطلبات يتوجب العمل على انجازها على رأسها كما قال «إنهاء الإنقسام في الجيش..حتى تكون مؤسسة وطنية واحدة تعمل في إطار قيادة موحدة وفقا للقانون..»، كما تحدث عن مؤتمر الحوار الوطني المزمع التحضير له باعتباره أحد تلك المتطلبات الهامة، متمنياً من الرئيس هادي أن يشرع سريعاً في الدعوة إلى الحوار.

الحوار الوطني في إطار مهمة بن عمر

وتطرق المبعوث الأممي إلى تحركاته واللقاءات التي اجراها خلال الأيام الماضية في إطار التحضير لمؤتمر الحوار الوطني. وقال «لقد تحاورنا مع مجاميع وأطراف وأطياف سياسية واسعة في الشمال والجنوب.. وقمنا بزيارات إلى المحافظات الجنوبية، وصعدة وألتقينا بقيادات من المؤتمر الشعبي العام، وأحزاب المشترك، ومختلف فعاليات المجتمع المدني..وعقدنا لقاءات مطولة مع مجموعات كبيرة في ساحة التغيير..»

ومن خلاصة تلك الإحتماعات، يؤكد بن عمر: «لقد تم الاتفاق مع الجميع على إنجاح المرحلة الثانية والحوار الوطني» مضيفا «وتحدثنا بصراحة كبيرة حول خارطة طريق مفصلة..تجنب البلاد الدخول في مواجهات وحرب أهلية».

ملف المعتقلين..ومجلس الأمن يواصل الرقابة

وفي سياق رده على أسئلة الصحفيين، جدد بن عمر تأكيداته بشأن العملية السياسية في اليمن، التي قال أنها جارية وتحرز تقدما واضحا بقيادة اليمنيين أنفسهم، وقال «فعلا تحقق بعض مما أتفق عليه..ولكن مازال ثمة الكثير مما يتوجب إنجازه..بالانتظار».

وذكر بما تضمنه البيان الأخير لمجلس الأمن بخصوص اليمن – الذي صدر قبل اسابيع قليلة – بشأن الحديث عن ضرورة التحضير الجيد لمؤتمر الحوار الوطني..وتشكيل لجنة تحضيرية جادة تشارك فيها جميع الأطراف اليمنية..

وبشأن بعض الإشتراطات الخاصة، التي طالبت بعض المكونات اليمنية، بضرورة إنجازها قبل الدخول في مؤتمر الحوار الوطني، على رأسها إطلاق سراح المعتقلين، ذكر بن عمر بما تضمنه بيان مجلس الأمن الأخير بهذا الخصوص من ضرورة «إطلاق سراح كافة المعتقلين الذين تم اعتقالهم منذ بداية الإحتجاجات» لافتا إلى تطرق البيان الأممي لمسألة إطلاق«قانون العدالة الإنتقالية».

وأضاف «لقد وصلتنا معلومات بخصوص المعتقلين..ونحن بدورنا طرحنا القضية على حكومة التوافق الوطني..وقد أصدرت الحكومة قرارا منها بهذا الصدد»، مواصلا في السياق ذاته : «كما طرحنا القضية أيضا على اللجنة العسكرية أثناء التقائنا بها..وأصدرت اللجنة أيضا قرارا منها بهذا الخصوص».

لكنه تأسف «لعدم وجود خطوات ملموسة وتقدم في هذا الملف»، وعليه ناشد بن عمر جميع المسئولين المعنيين بإنهاء هذا الملف على «ضرورة التحرك العاجل».

وفي ختام المؤتمر الصحفي، أكد جمال بن عمر أن «الملف اليمني مازال مطروحا على أجندة مجلس الأمن الدولي..وسيبقى المجلس – بشكل متواصل – يراقب العملية السياسية عن قرب حتى نهايتها».

يذكر أن بن عمر، أجل عودته إلى نيويورك، ممدا مهمته للمرة الثانية حتى السبت القادم. ومن المقرر أن يرفع تقريره بشأن نتائج الزيارة في 17 من مايو الحالي.

المصدر اونلاين


الحجر الصحفي في زمن الحوثي