الرئيسية > منوعات > الثراء السريع.. كيف خدعت منصات التواصل الاجتماعي الشباب؟

الثراء السريع.. كيف خدعت منصات التواصل الاجتماعي الشباب؟

" class="main-news-image img

خلقت منصات التواصل الاجتماعي، نوعاً من الرفض لدى الكثير من الشباب والشابات لفكرة إكمال التعليم، إذ أوهمتهم أنها تمثل المصدر الأسهل لحصد المال وتحقيق الشهرة، حتى باتت فكرة التعليم والوظيفة غير مجدية لمتطلبات الجيل الحالي.

 

إحدى هذه التجارب التي سنعرضها في هذا التقرير، لشاب يدعى حبيب اتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي طريقاً لكسب المال وتخلى عن تعليمه الجامعي.

 

وتسرد أم حبيب تجربة ولدها الذي أنهى الثانوية العامة مؤخراً لـ 24 قائلة: "اجتاز ابني حبيب اختبارات الثانوية العامة قبل عدة أشهر، وإذ به يخبرني ووالده أنه لا يود إكمال دراسته الجامعية، وطموحه أن يصبح تيكتوكر".

 

الخضوع لعلاج

وتعتبر حالة حبيب واحدة الحالات كثيرة لتوجه جديد انتشر بين الشباب لترك التعليم الجامعي واختيار السوشال مصدراً للدخل

واللافت في حديث أم حبيب أنها لم تستسلم لرغباته، بل توجهت لمختص نفسي لمعرفة السبب الكامن وراء طلبه غير المألوف، ووصفت حالة ابنها موضحة: "لاحظت لاحقاً أن حبيب يفسر مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها اليوتيوب والتيك توك وغيرهم، الطريق الأسهل للثراء في وقت قصير وبلا مجهود".

 

وتفسر المستشارة التربوية بشرى عربيات لـ24 اختلاف التوجهات لدى جيل الجديد عن الأجيال السابقة بقولها: "ابتعدت التنشئة الأسرية اليوم عن أبسط مفاهيم التربية، والأطفال أنفسهم متأثرين بشكل كبير بالسوشال ميديا".

 

التيك توكرز" نجوم المرحلة

وتعتقد عربيات أن المشكلة الحالية تنبع من الوالدين والأطفال معاً، وترجع الأسباب إلى أنه "الأهل نسوا واجبهم كأسرة"، وتقصد عربيات منع الأطفال من استخدام الأجهزة اللوحية مثل "اللابتوب والكمبيوتر والتابلت"، حيث يتعرض الطفل من خلال هذه المصادر "لمشاكل سلبية تؤثر على دراسته وسلوكه".

 

ووفقاً لعربيات "تراجع دور المؤسسات التربوية مؤخراً بشكل كبير، مما يجعل الطالب يفكر إذ كان المعلم مُقصراً بدوره؟"، وتتساءل عربيات قائلة:" كيف سيتعلم الطفل أن يستغني عن هذه الأجهزة إذا كان مصدر المعرفة يستخدمها؟".

 

 

واختلاف التوجهات لدى الجيل الحالي أفقدهم الإيمان بالقضايا والمبادئ، إذ بات لا يهم "طريقة جني المال"، على حسب تعبير عربيات.

 

وتلفت عربيات لقضية أخرى هي أن "طرق تعبير الجيل الجديد وخطهم الكتابي أصبح سيئاً، وحتى لغتهم العربية أصبحت رديئة".

 

المراهقة ولادة جديدة

 

وفي وصف أساطير الجيل الحالي وخيالاتهم الواسعة في تحقيق المال بشتى الطرق، أثنى الاستشاري النفسي والتربوي موسى مطارنة على عربيات في أن هذه المرحلة من حياة الفرد تحتاج لـ "نموذج جيد للاقتداء به".

 

ويوضح مطارنة المراهقة في حياة الأفراد قائلاً: "تعد مرحلة ولادة جديدة، واستقلال بالذات، والبناء الذاتي، والميل لتكوين صداقات عديدة، وبالتالي هم بحاجة لنماذج مختلفة من الأشخاص".

 

وبحسب مطارنة علينا الاهتمام بفكرة أن "المراهق بحاجة لنموذج قدوة في الوقت الحاضر، وبكون السوشال ميديا هي المسؤولة عن تكوين وعي الأفراد، تشكلت لديهم القدوة من مشاهير هذه المنصات، مما يوضح خطر هذه المواقع، ويشير لخلل في التربية الاجتماعية".

ويشرح مطارنة لـ 24 أن الجيل الحالي لا يهتم بالمنافسة والتحدي لتحقيق ما يريد، لذلك يبحث عن النموذج السهل لحصد المال من غير تعب "مثل تيك توك".

ويؤكد مطارنة أن قدرات المراهقين الفكرية المحدودة في هذا العمر، تجعلهم يبحثون عن قدوة سهلة، بسبب "فقدان النموذج الحقيقي الذي يجب الاقتداء به خلال سنوات التنشئة الاجتماعية الأولى".

 

نماذج نضالية

ومن هنا يوضح مطارنة أهمية "إعطاء الطفل نماذج وطنية أو مهنية، أو على الأقل أن يكون الأهل هم النموذج الحي للأطفال".

 

وعلى الأهل بحسب الاستشاري النفسي والتربوي "تحديد وجود السوشال ميديا في حياة أبنائهم اليومية".

 

وبالإشارة إلى تميّع مفهوم القدوة في زمن التواصل الاجتماعي، يرى مطارنة أن على الأهل مراعاة جسور المعرفة لدى الأطفال، ويوصي بـ "اصطحاب الأهل لأطفالهم معهم إلى العمل، وإقناعهم بممارسة الهوايات دون التخلي عن المهنة الحقيقية".

 

كيف خدعت منصات التواصل الاجتماعي الشباب بأفكار الثراء السريع؟


الحجر الصحفي في زمن الحوثي