الرئيسية > جولة الفن > بعد 45 عاما من إطلاقها.. أغنية تتحوّل إلى أيقونة الاحتجاجات الغربية الداعمة لغزة

بعد 45 عاما من إطلاقها.. أغنية تتحوّل إلى أيقونة الاحتجاجات الغربية الداعمة لغزة

" class="main-news-image img

 

راجت في الآونة الأخيرة أغنية “تحيا فلسطين” (Leve Palestina) (باللغة السويدية) لفرقة “الكوفية” السويدية بشكل واسع وسط الاحتجاجات المطالبة بإنهاء القصف الإسرائيلي لغزة حول العالم.

وأنشد المتظاهرون في العديد من الدول الغربية، منها السويد واليونان والمملكة المتحدة وحتى أمريكا الأغنية للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين ورفضا للقصف الإسرائيلي لغزة.. فما قصة الأغنية؟

الأغنية الرافضة للاحتلال والداعمة لحرية الفلسطينيين وحقّهم في الأرض والتي نسجت بكلمات سويدية، كانت إحدى الأغنيات التي قدّمها الشاعر الفلسطيني ابن مدينة الناصرة جورج توتاري قبل 45 عاما، بعدما غادر إلى السويد إبان نكسة عام 1967.

والأغنية واحدة من أعمال فرقة “كوفية” الموسيقية التي أسّسها توتاري لتعريف الغرب بالقضية الفلسطينية وأصولها، وعملت على نفقاتها الخاصة لسنوات.

وجذب توتاري الحامل لقضية وطنه وشعبه، زملاء له من الجامعة من السويديين اليساريين المؤيدين للقضية الفلسطينية، وصديقا له من مدينة القدس لتأسيس فرقته عام 1972، لتنطلق رحلتهم مع إيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى الغرب، مُنتجين بعدها ألبومات “غبننة فلسطين”، و”نار نار على الصهيونية”، و”لا للحرب”.

واليوم وبعد مرور أكثر من 4 عقود على إنتاج هذه الأغنية، تخطّت “تحيا فلسطين” بالسويدية حدود الزمان والمكان، وأصبحت حديث مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وأحد أبرز المقاطع الموسيقية التي يتمّ إرفاقها بالمحتوى الداعم لفلسطين في منصتيْ “تيك توك” و”إنستغرام”.

وحظي أحد مقاطع تلك الأغنية في منصة “تيك توك”، رغم الحجر، بمليونيْ مشاهدة خلال أسبوع واحد فقط، وأُرفق هذا المقطع بترجمة عربية للأغنية الأصلية، وفق موقع القدس العربي.

ووصفت بعض وسائل الإعلام والمنصات، الأغنية بأنها “أيقونة” الاحتجاجات الغربية الداعمة لفلسطين، و”نشيد أممي” جديد ضدّ الصهيونية.

وحسب تقرير لموقع “الجزيرة نت” فقد أشعلت الأغنية الشهيرة بكلماتها الحماسية ولحنها العسكري المثير، نفوس الغربيين ووحدّت تضامنهم في مسيرات حاشدة جابت شوارع لندن، وستوكهولم، ونيويورك خلال الأيام الماضية، رفضا للحرب الإسرائيلية الدائرة منذ شهر على قطاع غزة.

وقام البعض باستخدامها على صور ولقطات لأفراد الشعب الفلسطيني من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي، ومنها لقطات وجودهم في أرضهم وابتسامة بريئة كأنهم تحرّروا، رغم هدم الأرض بأكملها، من قبل الاحتلال.

وتقول كلمات الأغنية: “تحيا تحيا تحيا فلسطين.. تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية.. نحن زرعنا الأرض.. ونحن حصدنا القمح.. ونحن قطفنا الليمون.. وعصرنا الزيتون.. وكل العالم يعرف أرضنا، تحيا تحيا تحيا فلسطين”.

وتضيف: “تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية.. ونحن رمينا الحجارة على الجنود والشرطة.. ونحن أطلقنا الصواريخ على أعدائنا.. وكل العالم يعرف عن كفاحنا”.

وتتابع: “تحيا تحيا تحيا فلسطين، تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية.. سوف نحرر أرضنا من الإمبريالية .. وسوف نعمر بلادنا نحو الاشتراكية.. العالم بأجمعه سيشهد ذلك”.

ورغم اتهام الأغنية بمعاداتها السامية، لكونها تتضمّن عبارة “لتسقط الصهيونية” لدرجة أنّ البرلمان السويدي عقد جلسة لمناقشة مضمون الأغنية، نفى توتاري أن تكون أغنيته معاداة للسامية، مُشدّدا على أنّ الأغنية تدعو إلى حثّ العالم على “التخلّص من نظام فرض السيطرة على الآخرين بقوة السلاح”، مشيرا إلى أنّه من خلال كلمات أغنيته أراد إيصال رسالة إلى العالم مفادها أنّ “للفلسطيني الحقّ في وطنه.. إذا كان اليهود يعيشون هناك أيضا، يمكننا العيش معا بمساواة، ليس كما هو الحال الآن”.

كما أكّد توتري، في وقت سابق، أنّ الظروف التي كتبت فيها الأغنية، كانت تلبّي الحاجة إلى التعريف بالفلسطينيين وبقضيتهم، وكانت السويد مثلها مثل بقية العالم لا تعرف إلّا القليل جدا عن وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي