اذية من هم دوننا والتنكيل بمن هم اضعف منا !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الجمعة ، ٢٢ ابريل ٢٠٢٢ الساعة ٠٨:٣٠ مساءً

يوم الاحد قلت معي كم ساعة الى وقت الفطور، وطلع في رأسي استغل الوقت واقلم الاشجار والنباتات المتسلقة في اسوار حديقة البيت، لانها صارت كثيفة وكبيرة. واثناء القص طلع امامي بين الاغصان عش وبه ٤ عصافير صغار. 

ودون تردد جاءت ابنتي ومنعتني اواصل العمل، وطلبت اعيد وضع الاغصان كما كان بالقرب من العش، وهات يافلسفة منها وشرح، وانا اقارن فكرها بعمري عندما كنت طفل. تفسيرها لو جاءت الام الان ولقت الطريق للعش مفتوح سوف تنقل الاطفال والعش. وكل يوم بعدها وانا قلق من ابنتي لانها تسأل هل العصافير تمام، وامس رجعت البيت ولم اجد العصافير في العش، وكان تفسيري لها انهم استطاعوا الطيران ورحلوا، اما ابنتي ففكرتها انني احتمال لمست العصافير، وادركت الام ان جسم غريب لمس اطفالها فنقلتهم او تخلصت منهم، يعني انا متهم في عينها وتشتي مني دليل انني لم اتسبب في رحيلهم من سور البيت.

وكلما تدخل نحلة او دبور صغير البيت، هات من اوامر كيف اخرجهم من البيت دون اصابتهم باي اذى، بمعنى عليا ارسم مخارج الطوارئ للنحل والدبابير لو دخلوا البيت وافتح النوافذ. وعندما اطلب منها ورقة لكي اشرح لها شيء تعطيني قصاصة صغيرة بحكم ان كثرة الورق يساهم في تدمير الاشجار. المهم الطفل او الطفلة يتعلم كيف يتعايش مع الحيوانات والبيئة وكيف تستوطن الرحمة والمسؤولية لمن هم دونه قلبه؟ وهذا يجعلني اكثر اعجاب بالاطفال وتعليمهم هنا.

ذكرني بذلك منشور للدكتور سامح العريق طلع اممي قال به "خرجت العصر وكل ما امشي مكان احصل ناس يتضاربوا او يفارعوا او يتصايحوا او يتساببوا. الثلاثة الكلاب اللي حصلتهم بالطريق كلهم يعرجون من اعتداءات الناس عليهم وانا مروح حصلت اثنين اطفال قد مسكوا جولبه اي عصفور وجالسين يعذبوها وتنتيف ريش. زوجتي روحت من عند الجيران بالليل وحصلت بمدخل الباب عصفور ما يقدر يطير بالتأكيد نتيجة اعتداء الناس. المهم لا سلمنا من بعضنا البعض كيمنيين حرب وقتال ومضاربات وشرائع والخ ولا سلمت مننا الحيوانات. ونمكنها الإيمان يمان والحكمة يمانية وأرق قلوبا وافئده وانه الشياطين مصفدين برمضان. وفوق كل ذه نطالب بدولة ونظام وقانون ونخرج ثورات نريد نغير الوضع." انتهى كلام الدكتور هنا.

والغريبة بصراحة ان التربية لنا كاطفال كانت ولازالت غير سليمة عندما يتعلق الامر بالبيئة وحمايتها ولا نجدها بالمناهج، فاذكر احد الاصدقاء سرد حكاية انهم عندما كانوا اطفال في اليمن صبوا جاز على حمار واشعلوه وهم يضحكون من تألم الحمار. اما العصافير والكلاب والقطط حتى لو هم في الطرف الاخر من الشارع لابد ان تطير الحجرة لعندهم، ولو كانت قطة لونها اسود فنها الشيطان وهات ياحجار بعدها، وهكذا نتعامل مع كل شيء ضعيف امامنا حتى وان كان مجنون من البشر .

والان بعد هذا العمر فهمت لماذا الغرب متقدم في كل شيء، فهم لم يتركوا شيء الا وزرعوه كفكر في المنهج والتربية والقانون. حماية البيئة، والحيوانات، والزواحف.

 وقد يستغرب البعض لو قلت ان عقوبة قتل اي حيوان غير مدرج في جدول المحمية حتى وان كان نحلة او دبور قد تصل 5 الف يورو بمعنى 4 الى 5 مليون ريال، وتصل العقوبة إلى 50 الف يورو للدبور المحمي، وغرامة تصل إلى 25 الف يورو لتعذيب الكلب؛ بمعنى غرامة قد تصل الى 16 مليون ريال بصرف صنعاء. 

وقتل الفراشات المحمية العقوبات تصل الى 50 الف يورو، وقتل القنفذ المحمي تصل العقوبة مابين 50 الف الى 65 الف يورو ; والقطط وغيرها. 

يعني نتحدث هنا على غرامة تصل الى 32 مليون ريال بحساب صرف صنعاء. وحسب القانون ان أسر أو جرح أو اقتل الزواحف البرية مثل الثعابين يجعلك عرضة لعقوبة مابين 5 الف الى 65 الف يورو; يعني نتحدث هنا على غرامة تصل الى 32 مليون ريال بحساب صرف صنعاء.

والاشجار هناك اشجار تحت الحماية لايجوز لك قطعها واشجار يمكن قطعها لكن ليس في الوقت من ابريل الى اكتوبر بمعنى هنا حياة بيئة تتكون في فصل الربيع والصيف يجب حمايتها.

 وبصريح العبارة لم يتركوا شيء الا وهناك جهات وقانون تراقب وتنفذ وتم غرس ذلك في المناهج والبرامج والقانون.

ومختصر ماسبق نحن نمارس كل انواع الظلم على انفسنا وعلى كل شيء ضعيف امامنا، وماحولنا ولم نترك حتى البيئة ولا الحيوانات، ونكتفي بقولنا نحن ألين قلوبا وأرق أفئدة. وعاد بعض الاحيان يطلع امامي صور قتل النمر العربي المهدد بالانقراض ونحن نهلل، ونعتبر ذلك الفعل الشنيع والقبيح بطولة.

لذا نحتاج كأباء وامهات ومعلمين وخطباء اعادة برمجة ماحولنا لتصويب الخطأَ في السلوك العنيف، كلا فيما حوله ولو بكلمة حتى لاننتج مجتمع نستمتع في اذية من هم دوننا والتنكيل بمن هم اضعف منا ونعتبر ذلك مسلمة ونستغرب لماذا تنتشر ثقافة العنف!.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي