اخراج المجتمع اليمني من البئر!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاربعاء ، ٠٩ فبراير ٢٠٢٢ الساعة ٠٢:٣٨ مساءً

 

لو نظرنا الى نتائج الحرب في اليمن فسوف نجد عدد من قتل في اليمن الى نهاية 2021 مايقارب من 380 الف قتيل، منهم 60 في المائة بشكل غير مباشر، الا يكفي هذا. ولو قلنا سوف تستمر الحرب 8 سنوات، ولم نعقل ونعتمد على نفس الاسقاطات الاحصائية، فالحديث سوف يكن عن مليون و300 الف منهم 75 في المائة ضحايا للحرب بشكل غير مباشر، الا يكفي ذلك.

 

اليوم نحن نستجدي 175 مليون دولار يتم اطلاقها من الوديعة السابقة وفي نفس الوقت لم ندرك اننا الى نهاية 2021 خسرنا 126 مليار دولار من الدخل القومي لليمن. ولو ظلينا نبيع الوهم ونقول مانبالي، واستمرت الحرب فقط 8 سنوات تكن اليمن قد خسرت 421 مليار دولار من دخلها القومي. الا يكفي هذا لنقول نتجه للسلام على قواعد بناء دولة توافق وطني.

 

كل 9 دقائق يموت معنا طفل يمني بسبب تأثيرات وانعكاسات الحرب، بمعنى في الوقت الذي كنتم تتابعون انقاذ الطفل المغربي ريان، وتبكون من المأساة وتتألمون لذلك، مات معنا في اليمن 800 طفل يمني بسبب الحرب، ولم ننظر اليهم او حتى تدمع عيوننا، الا يكفي نقول يكفي، وعلينا نتجه لبناء دولة على قواعد التوافق الوطني نخفف حدة الكوارث ونحمل مجتمعنا.

 

بالامس انتحر شاب يمني لانه فقد الامل، وهنا الكثير من هم فقدوا انفسهم وعقولهم في الشوارع، ونحن نقول يمكننا ان نصنع دولة لهم بالقليل الممكن لنا، الايكفي انه فقدنا 10 سنوات ونحن نتألم.

 

لدينا الان 15 مليون و 600 الف يمني ويمنية يعيشون في فقر مدقع و8 مليون و 600 الف يعانون من سوء التغذية، ولو استمرت الحرب فالحديث سوف يكن عن 22 مليون سوف يعيش في فقر مدقع، واكثر من 9 مليون سوف يعاني من سوء التغذية. الا يكفي نقول يكفي، ونبني بلدنا بشكل يحافظ عليها، وهذا لن يكن الا دولة يمنية بتوافق وطني.

 

واخيرا نحن نعيش على بيع الوهم، ونرهق مجتمعنا بامور سحبت المثقف، والمتعلم، والنخب، والساسة لنقاشها، وهي ليست ذات جدوى مهما ابدعنا في النقاش والفلسفة. والحقيقة بالمختصر مزعجة، فلايوجد شخص في المشهد اليمني يهتم بالبلد، فالكل يعمل لنفسه واهله، ولذا لم ننجح الا ببيع الوهم.

 

فلا يمكن ان نبني اقتصاد قائم على الغاز، ولا على النفط، حيث انتاج اليمن من الغاز لم يرفد خزانة الدولة الا ب 640 مليون دولار سنويا، والنفط بكل القطاعات ال 12 لو عملت بكل طاقتها فلن يرفد خزانة الدولة الا بمقدار 2 الى 3 مليار دولار سنويا، يعني لايوجد معكم غير التصالح مع انفسكم، وبناء دولة توافق وطني، والاهتمام بالانسان وتعليمه كون النهاية معروفة سوف نداخل بالمجتمع اليمني بئر برهوت، وحتى دون ان يهتم العالم بكم .

 

وقطاعات الزراعة والثروة الحيوانية، التي يعمل بها الان 2 مليون و500 الف شخص لم تصدر الا من 5 في المائة الى 7 في المائة من إنتاجها، بمعنى مش محرز بوجود دولة لاتهتم بالاقتصاد الريفي ولاتدرك اهميته برغم تواصلي معهم ، وحتى البن لم ننتج الا 22 الف طن، وهو نفس المقدار الذي كان في القرن 19 وهذا لايساوي الا 0،002 من الانتاج العالمي، يعني حتى لم يصل الى نصف واحد في المائة.

 

 ورغم الجهود الكبيرة لإنتاج الحبوب فلم يصل ذلك الا الى 500 الف طن، وهو رقم بسيط مقارنة بما نستورد من الحبوب، والذي يصل الى 3 مليون و 500 الف طن سنويا، يعني لايوجد معكم غير التصالح مع انفسكم، وبناء دولة توافق وطني، والاهتمام بالانسان وتعليمه حتى في الريف اليمني كون النهاية معروفة، اقلها سوف ينتج الريف كوارث تنموية لن نستطيع التعامل معها بسبب الاهمال له، وخير دليل اهمال الامس ولد مشكلة اليوم، اهملنا التعليم في صعدة وعمران وحجة وغيرهن فكان طوفان انهيار الدولة، وحتى دون ان يهتم العالم بكم.

 

اذاً نعيش قي وضع كارثي نستجدي فقط الخارج، والوضع اليمني كتعليم وصحة وكاقتصاد وتنمية قاتم، ولا احد يهتم باصلاحه بشكل حقيقي، والقطاع الخاص ليس على مايرام، فكيف يمكن نبني دولة بمسارات تعليمية، وصحية، واقتصادية، وتنمية داخل المجتمع اليمني، في وقت مثلا الاستيراد يكلف اليمن 9 مليار و 500 مليون دولار، ونصدر بضائع وخدمات لاتتجاوز 600 مليون دولار. كل ذلك يقول يكفي، نريد نخرج من بئر العبث ونتوقف عن الحفر اكثر كأول خطوة.

لكل الملفات يوجد هناك حل يبقى فقط ان ننظر اين نريد ان نكن بالمجتمع اليمني خلال العقد القادم، لاسيما وهناك منا من يصنع حلول قد لاتجد الضوء الا بعد ان نقتنع ان اول خطوة لننجح، اقلها ان ندرك انه لايمكن ان تزرع شجرة، والكل يحمل بيده منشار او فأس.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي