الحسين الذي نعرفه

تيسير السامعي
الجمعة ، ٢٠ أغسطس ٢٠٢١ الساعة ١٠:٢٥ مساءً

من خلال متابعتي قصة استشهاد الحسين بن علي - رضي الله عنه-  فى أصحِّ كُتب السِّير والتاريخ، وجدت أنه خرج على يزيد بن معاوية ليس طلباً للخلافة وأنه أحق بالحُكم منه، لكن دفاعاً عن الشورى ورفضاً للتوريث ومصادرة حق الأمة فى اختيار من يحكمها، وهذه قضية عادلة تستحق التضحية من أجلها، لذلك يستحق الحسين لقب أول ثائر من أجل الشورى وحق الأمة في اختيار من يحكمها. 

من يقول إن الحسين خرج من أجل حقّه في الحُكم، فهو يُسيء إليه، ويُقزِّمه، ويُظهره كشخص يُقاتل من أجل الدنيا والسلطة والحُكم، وحاشا، وكلا، أن يكون الحسين كذلك. 

الحسين -رضي الله عنه- ثار من أجل القِيم والمبادئ، ومن أجل الدِّفاع عن حق الأمة في اختيار من يحكمها، عن طريق الشورى التي أمر بها الله، وسنّها رسوله -صلى الله عليه وسلم- وسمَّى سورة في القرآن باسمها. 

من يزعمون اليوم أنهم أتباع الحسين، ويُحيُون كل عام ذكرى استشهاده، الواحب عليهم أن يكون أكثر الناس تمسكاً بالمبادئ التي اسشتهد من أجلها (الشورى، وحق الأمة في اختيار من يحكمها)، لكن الواقع يقول إنهم غير ذلك.  فمن يدَّعون اليوم اتباع  الحسين يُصادرون حق الأمّة في الشورى وحرية اختيار من يدير شؤونها عن طريق صندوق الاقتراع، ويريدون جعل الحُكم في سُلالة معيَّنة.

من يدَّعون اتباع الحسين -رضي الله عنه- يُشرعنون التوريث والحُكم الأسري واحتكار السلطة والثروة في فِئة معيّنة من دون الناس. 

إن علياً، والحسن، والحسين -رضي الله عنهم- الذين نعرفهمىوتعلمنا سيرتهم يختلفون كلياً عن علي والحسن والحسين الذين يريد السلاليون أن يستعبدوا ويصادروا حقوقنا بمبرر حبِّهم والدِّفاع عنهم. 

لقد كان عليٌ صحابياً جليلاً، من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه والسلام- وكان له دورٌ كبير في نشر الإسلام، وزواجه من فاطمة بنت محمد -رضي الله عنها- كان قضية عائلية ليس لها علاقة بجهوده في خدمة الإسلام.

الحسن والحسين كانا سبطي رسول الله، عملا على خدمة الإسلام ونشره بين الناس مع بقية الصحابة والتابعين، ولم يكنْ لهما أي مِيزة أو تمييز عن باقي المسلمين. فالإسلام دين قِيم ومبادِئ، وليس دِين قرابة وأنساب.  من يقول غير ذلك فهو يسيء للإسلام، ويهدم أهمَّ قِيمة من قِيمه، وهي "المساواة".

الحجر الصحفي في زمن الحوثي