بعد عشر سنوات من الحلم

تيسير السامعي
الاربعاء ، ١١ أغسطس ٢٠٢١ الساعة ٠٩:٢١ صباحاً

قبل عشر سنوات كنت أحلم بوطن آمن ومستقر، ودولة قوية عادلة تحقق الشراكة والمواطنة المتساوية والتعايش.

كنت أظنّ أن تحقيق هذا الحكم سهل المنال، ولا يحتاح منا إلا قليلا من الجهد والنّضال والتضحية، فالشعب على درجة عالية من الوعي، وصار مهيأً لممارسة الشورى والديمقراطية الحقيقية، والمشكلة تكمن فقط في النظام الحاكم، ومراكز النفوذ، التي بمجرد إسقاطها ستكون الطريق سالكاً نحو بناء الدولة الحديثة التي نحلم بها. هكذا كنت أظن وأعتقد، وكان مثلي يعتقد الآلاف من الشباب الحالمين. 

بعد عشر سنوات، اكتشفت أن ظنّي كان خائباً، واعتقادي غير صائبٍ، فالمشكلة لم تكن في الحاكم إنّما في الشعب. ففي بلادي هناك من لا يزال -للأسف الشديد- يرفض المواطنة المتساوية، ويؤمن بالخرافة ونظرية الاصطفاء والتقسيم الطبقي للناس، وياليته كان يُؤمن فقط، لكن يقاتل ويسفك الدِّماء، ويفرض ما يؤمن به ويعتقده بقوة السلاح. وفي بلادى من لايزال يرفض الشراكة الحقيقية، ويسعى إلى الهيمنة والإقصاء ومصادرة حقوق الآخرين في إدارة مناطقهم، ويرى نفسه أهلاً للحُكم والبقية مجرد موظفين أو رعيّة، ويقاتل من أجل ذلك.

في بلاد من يقدّس الأفراد والأحزاب، ويرى أن بقاءهم وبقاء مصالحهم أهم من مصالح الشعب والبلاد، يقاتل من أجل ذلك.

فبالرغم من إسقاط الحاكم، وإزالة مراكز النفوذ قبل عشر سنوات، إلا أن الحلم لم يتحقق، بل عُدنا إلى الوراء عقوداً من الزمن، وصار الآن حُلمي هو العودة إلى بيتي، والعيش فيه آمنا مستقرا، ولم يعد يهمنِّي مشروع الدّولة العادلة، لأنه لا يزال بيننا وبينه عقود طويلة. فالمشكلة تكمن في عقلية الإنسان التي يجب أن تتغيّر، وتغييرها ليس بالأمر السهل.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي