إرهاب الحوثيين بين ترامب وبيلوسي

عبدالناصر العوذلي
الثلاثاء ، ١٢ يناير ٢٠٢١ الساعة ٠٧:٢٨ صباحاً

 

نحن اليمنيون،  أشبه بغريق، يتشبث بقشة، على أمل أن تكون تلك القشة منقذة له، وهو يعلم انها من الضعف بما لايتيح لها حمله، لكنه غريق يتخبط يمنة ويسرة في بحر لجي .

قرار المجنون ترامب في سويعاته الأخيرة يعد القشة التي نتشبث بها ونحن نعلم أن الإدارة الأمريكية لو كانت جادة في ذلك، لكانت أصدرت ذلك القرار في وقت مبكر حينما كان الجمهوريون يسيطرون على الكونجرس  ومجلس الشيوخ ، ولكن الآن بعد أن صار الكونجرس ديمقراطي وبيلوسي تتربص لإجهاض أي قرار يصدره خصمها اللدود .

 وهاهي اليوم مشرئبة العنق تتحين الفرصة لصفع المعتوه الذي ظلت على مدى سنوات وهي في مواجهة مباشرة معه ، واعتقد انها جادة لوأد كل مايصدر عن خصمها اللدود .

تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية أمر نتوق له منذ أمد بعيد وهو أمر سيضع الجماعة في دائرة الإستهداف الدولي وسيعطل على هذه الجماعة العديد من برامجها ومشاريعها وسيغلق مكاتبها في العديد من الدول التي تعاملت معها  مثل بريطانيا والمانيا وعمان والدول الأخرى التي صار للجماعة فيها مكاتب تنسيق .. 

ناهيك عن رحيل العديد من المنظمات الدولية العاملة في اليمن والتي تتخذ من صنعاء مقرا  لمكاتبها،   والمؤسسات الإيرادية مثل الإتصالات والطيران اليمنية وربما يتم اغلاق ميناء الحديدة ، وتوقيف رحلات عناصر الحوثي الى الدول الاخرى .. 

لكن لماذا اراني غير متفائل بتلك الخطوة، وهي خطوة هامة في تحجيم دور هذه المليشيا وستعجل بزوالها ؟ 

 مايجعلني غير متفائل هو أنني لاأثق في توجهات الإدارة الإمريكية هو انها تحاول ذر الرماد على العيون في اللحظات الإخيرة من عهد ترامب الغير متزن والغير سوي، ونحن نعلم أن الرجل ارعن وغير جاد لكننا غرقى ونبحث عن قشة، يالعجبي ويالدهشتي كيف تعاطينا مع الأمر وكأن ترامب قد تحول الى صلاح الدين الأيوبي سيوحدنا ، وينطلق بنا نحو الفتح العظيم ..

 وعلى قول بشار بن برد .

ليت هند انجزتنا ماتعد  وشفت أنفسنا مما تجد

واستبدت ليلة واحدة إنما العاجز من لا يستبد 

ماقرره ترامب الجمهوري تتربص به بيلوسي في الكونجرس الديمقراطي وعلينا أن نكون مستعدين للخيارات البديلة ولا نركن على أمريكا ولا على ترامب ولا بومبيو نحن نعلم أن الجماعة الحوثية جماعة إرهابية لكننا عجزنا أن نصنفها ارهابيا ونصبغ عليها هذه الصبغة و ننتظر الأخرين ان يصنفوها إرهابيا .

 أيادي شرعيتنا المرتعشة لن تحقق النصر وهي منكفأة على نفسها وخطامها في أيد أخرى تسوقها الى المهالك غير مدركة بحجم الخطر، فماذا تنتظر شرعيتنا من قرار جاء في الوقت الضايع لترامب المجنون وهذا القرار قد يعتمد او لايعتمد، لكننا جعلناه صكا" إلاهيا ووحيا سماويا ونحن نعلم  أن الإدارة الأمريكية تتعامل وفق مصالحها وما يقره الرئيس الحالي قد يلغيه  الرئيس القادم ..

نحن في إطار تحالف عربي وعلينا أن نخاطب التحالف الذي نتأطر بإطاره هل صنف الحوثيين جماعة إرهابية وهل نحن وخارجيتنا ودبلوماسيتنا صنفنا الحوثيين جماعة إرهابية وإذا نحن والتحالف لم نجرؤ على القيام بهذه الخطوة مابالنا نهلل أن ترامب قام بهذه الخطوة هل إحساسنا بالعجز لعدم القيام بذلك ، هو مايجعلنا ننتشي طربا لقرار متأرجح بين عجوز  ارعن وشمطاء متعجرفة، قد يصيب وقد يخيب . 

إنها خيبة تغلف بها قرارنا السياسي الذي لا يواكب الحدث ولا يتعاطى مع الواقع هل يعلم الساسة انه في حال تم إقرار أن الحوثيين جماعة إرهابية تسقط كل الاتفاقيات معهم وعلى رأسها اتفاق ستوكهلم،  وأن الحوار مع التنظيمات الإرهابية محرم دوليا،  وأن الخيار العسكري هو الحل الوحيد للتعامل مع التنظيمات الإرهابية بمعنى أن على الشرعية إعداد العدة لحرب شاملة على كافة الجبهات بما في ذلك الساحل الغربي وصولا الى الحديدة . 

وفي الأخير اتمنى أن تصدق إدارة ترامب في رمقها الأخير وأن يعمي الله عيون بيلوسي ويجعل الله من بين يديها سدا ومن خلفها سدا ويغشيها الله فلا تبصر ..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي