في العيد.. ما يتمناه " اليمانيون" وما لا " يتمنونه وما يرجونه ...!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٢٥ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٠١:٤٧ مساءً

يقول الشاعر: ما كل يتمناه المرء يدركه..  تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.. ويقول شاعر أخر: تجري الرياح كما تجري سفينتنا.. معنا هذا الكلام: أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد..!؛  .. والتمني هو طلب حصول الشيء الذي قد يصعب حصوله، ويقال لتعلق النفس بالآمال والأحلام..و دائم المتمني وليس بالضرورة  يتحقق له كل ما يتمناه ..والرجاء هو طلب الحصول على شيء يمكن حصوله، ويكون مع بذل الجهد، وحسن التوكل، مع إمكانية حصوله بدافع الأمل؛ والأمل هو توقع حدوث شيء مفيد في المستقبل متعذر حصوله في الوقت الحاضر.. إذاً.. فلنكثر من الرجاء المعقود بالأمل، ولنحول أمانينا إلى رجاء ممكن تحقيقه بالعمل والسعي الحثيث وبذل الجهد _في حالتنا اليمنية_  على انهاء الحرب والجلوس على الطاولة وإعادة النظر في الأقاليم واشراك القوى الجديدة في العملية الانتقالية التي ثبت حضورها وفعالياتها في الفترة المنصرمة..؛ إضافة إلى ذلك سأسرد بعضا من نبض الشارع اليمني فيما يتمناه ومالا يتمناه وما هو رجاؤه.. أسأل الله أن يحقق لليمنين جميع رجاؤهم وآمالهم ...!؛وعادة ما تكثر الأمنيات في الأعياد، ولذلك سأشير إلى بعضا مما يتمنونه اليمنيون ومالا يتمنونه وعلى النحو الآتي: _ ما يتمناه أغلب  الشعب اليمني أن يغادر فيروس  كورونا وكل الأوبئة المتفشية في اليمن عن الديار اليمنية ، فوجوده بالإضافة إلى الحروب هو إبادة جماعية و كارثة إنسانية حقيقية وبخاصة كما قلنا  واليمن أصلا في حالة احتراب داخلي وتدخل خارجي؛ وما لا يتمناه الشعب أن يستغل أي كان  جائحة كورونا لتمرير مشاريع لا يرتضيه شعبنا اليمني كله؛ والمرجو طبعا أن تتوقف الحرب!، ويتوحد الجميع ولو مؤقتاً  لمكافحة كورونا وتفريعاته؛ ولعلّ في ذلك فيما لو  صدقت النوايا سيكون بداية انفراج للمشهد السياسي الملبد بالغيوم ...!؛ _   ما يتمناه معظم اليمنين ويرجون حدوثه أن ينتهي الانقلاب، وأن تعود الشرعية بكاملها إلى عدن مؤقتا، ثم الانطلاق إلى العاصمة الأبدية للدولة الاتحادية صنعاء التي نحبها كثيرا جدا، وان يتوقف نزيف الدم اليمني وان يعود النازحون ويتم إخراج المساجين، وتدفع رواتب الموظفين، وتلتئم الأسر بالعالقين أو النازحين أو المبعدين، ويتزاور الجميع ويصل اليمنيون ارحامهم.. وما لا يتمناه شعبنا الصابر المحتسب هو  أن تستمر معاناته مما ذكر سابقا، برهة أخرى من الزمن، فلم يعد يحتملها إطلاقاً؛ أما المرجو فهو بعنق التحالف العربي الذي تدخّل ولم يحسم، وصار كثير من الخبثاء أو الدهاة  يتكلم عن قرب إعلان عزيمته أو انسحابه، والسبب في رأيهم أن التحالف لم يأتي ليفزع كما تروج الشرعية وكتابها، إنما جاء للمناورة الحية، كي يدرب أفراده ويختبر ويفحص معداته  ...!؛  _ ما يتمناه اليمانيون على الأقل عند " الشرعية وأنصارها" هو أن على  التحالف العربي أن يراجع عملياته ويتناصح، ويوقف تجاوزات بعض أعضائه دولة الإمارات العربية المتحدة  "اقصدها لأنها تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وكأنها جاءت مع سبق الاصرار  لهزيمة التحالف ذاته وعلى رأسه المملكة العربية السعودية "، و لم يعد هناك مجال للغمز والإشارة إليها ، أقول طالما وهو  جاء للفزعة من أجل عودة الشرعية، وانهاء الانقلاب، وحماية الدولة اليمنية من الأنهار، والحفاظ على أمنها وأمن دول الإقليم بعد أكثر من خمس سنوات لم نرى العودة المحمود، وماتحرر من الأرض بمساعدة التحالف  سُلم لمليشيات من نوع أخر، تلتقى مع المنقلبين بالأهداف والغايات ، _ومن دون مَنْ_؛ وما لا يتمناه شعبنا المكلوم أن يكون تدخل التحالف ودوله لأطماع تتجاوز مصلحة اليمن واليمنين وأمن الإقليم ودول.. أما المرجو هو إيقاف الامارات عند حدها واتخاذ قرار شجاع بتمكين الشرعية من العودة إلى عدن و الزحف بكل السبل السياسية أو العسكرية لتحرير العاصمة فهي الهدف ولغاية..!؛  _   ما يتمناه معظم اليمانيون أن تعفى الامارات من التحالف، لا بل أن نحاسب على ما تقوم به من تخريب وتجزئة لمناطق اليمن الطبيعية؛ وما لا يتمناه شعبنا العربي الوحدوي في اليمن  أن تكون الامارات باشتراكها في التحالف هو لحساب إيران والحوثة والانفصالين؛ وما لا يُتمنى أن تكون الامارات جاءت لغرض مشبوه وغير اخلاقي يتمثل بتقسيم اليمن والسيطرة على الجزر والموانئ الساحلية.. والمرجو أن تعيد هي النظر، والتحالف ايضا عليه إعادة النظر في سياساتهم وأن لا يتورطوا أكثر، وكذا على الشرعية والمملكة العربية السعودية أن يعيدا النظر من الصمت إزاء استمرار الامارات بهذا الدور المشبوه من دون إيقافه...!؛ _ ما يتمناه أغلب اليمنين على الامارات أن تعد العدة وأن تأخذ كل من دربهم وسلختهم في اليمن من أجل تحرير جزرها الثلاث، وما لا يتمناه الشعب اليمني أن توصف دولة الامارات  العربية بأنها دولة احتلالية لبعض مناطق اليمن، في الوقت الذي جزرها هي محتلة فعليا من قبل إيران الداعم الرئيس للحوثين؛ والمرجو أن نسعى  وتحالف جميعنا لمساعدة الامارات العربية لاستعادة الجزر العربية " طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى"  والتي هي تحت السيطرة الفارسية منذ 1971، كما نرجو عليها الا تستمر بتقسيم اليمن، مع رغبتنا الأكيدة بتذكيرها بأنها توحدت من سبع دويلات فلتحافظ على الوحدة والتوحد ولا تفتح المجال لفك الارتباطات، فهو حكما ليس لمصلحتها أو لمصلحة اليمن أو دول المنطقة.. والمرجو أن تنشئ الامارات العربية تحالف لاستعادة الجزر الثلاث الإمارتية؛ كونها متواجدة في موقع استراتيجي خطير، وهو مدخل مضيق هرمز والسيطرة على هذه الجزر من الكيان الإيراني، لن يكون امن قومي اماراتي، بل امن المنطقة والعالم  بأكمله..!؛ _ ما يتمناه مؤيدو ومناصرو الشرعية في اليمن  ألا تصدر السلطات الشرعية موفقات على توقيف القتال مع الحوثين والقتال ضد أخرين، فلتتوقف مثل هذه التصريحات و الموافقة على بياض لمبادرات المبعوث، عليها أولا أن تحمي ظهرها المكشوف، حيث أن المنافقين كثر والذين يكيدون لها دخليا وخارجيا، يريدون اسقاط المكتسبات التي تحققت في السنوات الماضية بمساعدة السعودية ، عليها أن تنهي تمرد الانتقالي أولاً؛ إما بتنفيذ اتفاق الرياض أو بالقوة وإخراج الامارات من التحالف بقرار دولي إذا تطلب الأمر ذلك.. وما لا يتمناه الشعب اليمني ألا يقتتل من المفروض أنهم في خندق واحد، فنسمع عن قتل قادة عسكريين كبار في أبين، وهذ والله انه سيمكن الحوثي من السيطرة مرة أخرى على الجنوب، بعيد انتهاء اقتتال الشرعية والانتقالي .. المرجو طبعا ان ينفذ اتفاق الرياض سلميا وتوفير الدم والذهاب لتشكيل الحكومة المتفق عليه باتفاق الرياض، ثم الذهاب للحوثين والجلوس معهم كفريق واحد ومعالجة كل المشاكل العالقة بالوضع السياسي الانتقالي...!  _ ما يتمناه الشعب اليمني أن يرى الزبيدي إذا أصر على تمرده أن يذهب إلى السجن لا إلى قصور وفنادق الرياض؛ وما لا يتمناه الشعب اليمني أن يستقبل بالرياض ويسمح له بتوجيه رسالة للشعب الجنوبي في ذكرى الوحدة اليمنية، فكلماته كانت كلها انفصالية؛ أما المرجو من السعودية ألا تسمح للانتقالي بتمرير مشاريعه الانفصالية فذلك سيعرض المملكة وأمنها للخطر المحدق؛ والمرجو أن المملكة تضع النقاط على الحروف  لهذا العبث غير المحبب عند اليمنين والسعوديين على حد سوى.. اكتفي بهذ.. وكل عام وانتم بخير وأطالب المعنين بأخذ ما يمكن من المرجوات... والسلام

الحجر الصحفي في زمن الحوثي