فقيد الوطن الكبير محمد الصبري نموذج فريد

محمد مقبل الحميري
السبت ، ٠٧ مارس ٢٠٢٠ الساعة ١١:١١ مساءً

لم يجمع اليمنيين بمختلف مشاربهم واتجاهاتهم على احد كما اجمعوا على نعيك والحزن على فراقك ، لم تأتي هذه المشاعر الصادقة من كل الاطراف والأطياف من فراغ ، ولكن لانك تستحق ذلك وانك متفرد في اخلاقك نبيلا في تعاملاتك راقياً في حواراتك ، مترفعا في خلافاتك ، فكل واحد من هؤلاء الناس بل والسواد الأعظم من اليمنيين المتابعين للأحداث وسلوك السياسيين شعر انه بفقدك فقد شيئاً غاليا كان يمثله ويعبر عن وجدانه وتطلعاته.

صديقي العزيز محمد الصبري اشعر اني اكثر الناس فقدا لفراقك لاني تعلمت منك الكثير في واقع حياتي وكنت ملهمًا لي ووالله ما تعلمت من ايٍ سياسي في حياتي كما تعلمت منك ، وانت المتصف بالرزانة والهدوء ووضوح الرؤية والثبات على الحق مع مرونة ولين وخفض الجناح لمن يختلف معك ، ودائماً الابتسامة على شفتيك ، جمعتني بك كثير من اللقاءات وكنت استعذب حديثك وأطرب لطرحك بل انني كنت اصغي لما تقول كما يصغي الطالب المجد لأستاذه ، وكنت احرص ان أكون مستمعًا في مقامك لا متحدثا وكم كان يضايقني ان يقاطعك احدا وانت تسترسل في الطرح لاني اشعر انه قطع حبال افكارك واحرمنا من جواهر وليس كلاما عابرا تتدفق من عقلك النير وبأباسلوبك المتفرد.

اجزم لو ان قيادات الاحزاب في بلدي وصلتْ الى ما وصلتَ اليه من وعي ووضوح رؤية وعقل حكيم وقبل ذلك وطنية صادقة جعلت الوطن همك الاًول ومشروعة برنامجك الذي لم تحد عنه ما وصلنا الى ما وصلنا اليه من خلافات وتناحر وتقاذف بالاتهامات وتكتلات ضيقة جعلت من احزابهم وطنا لا شريك له وجعلت الوطن وشعاراته خادما لأحزابهم وبالتالي تشرذم وشتات ، وانا هنا لا استثني حزبًا دون آخر صغيرا كان ام كبيرا.

لقد ميزك الله عن كل من حولك أيها الفقيد الغالي محمد بن يحي الصبري ، وما هذا الحزن من كل الاتجاهات إلاّ دليل على هذا التميز والاصطفاء الذي اصطفاك الله فيه والنَّاس شهداء الله في الارض. نم قرير العين وسلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم يبعثك الله حيّا ،  ، وانا على فراقك لمحزونون.. ولا نقول الا ما يرضي ربنا إنا لله وانا اليه راجعون ، وفرج الله كربة شبيهك وصنو روحك الاستاذ محمد قحطان فربما فيكما من الشبه مع بعضكما ما ليس في سواكما .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي