قيامة أردوغان و خرفان العرب!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الثلاثاء ، ٠٣ مارس ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٤٢ مساءً

امس كتبت منشور عن حالة اللاجئين في تركيا و قلت تحريكهم هو ابتزاز و يخدم أردوغان و لا يخدمهم اي هم سلعة في قاموس أردوغان , كون اوروبا لن تسمح بما حصل في ٢٠١٥, فاذا بالكثير لم يعجبهم كلامي, برغم انني اجد أردوغان يعمل من اجل بلده حسب ما يعرف بالأيديولوجية الأردوغانية لكن لا اتفق ان نكون العرب مجرد خرفان و سلعة. طبعا لا اتحدث بعاطفة و انما بمعطيات كما افهمها كدرويش عربي بسيط في الغرب, حيث انظر كما ينظر الغرب ان أردوغان اولا يريد المال, الذي التزم به الاتحاد و هو ٦ مليار, و نقطة الخلاف ان بيانات الاتحاد الأوروبي تقول ستة مليارات يورو قد تدفقت بالفعل بموجب اتفاقية اللاجئين مع أنقرة.

 

لكن هذا لا يكفي لإردوغان كون ما وصل الحكومة التركية اقل من النصف و الاموال كلها يجب ان تتدفق إلى خزانة الدولة التركية مباشرة و ليس لمساعدة المنظمات الدولية. و افهم انا منطقية أردوغان كون ميزانية الدولة في تركيا في ورطة و يحتاج اموال اكثر فاكثر لخدمة انتشار الأيديولوجية الأردوغانية, حيث إيرادات الضرائب انخفاضت نتيجة للانكماش الاقتصادي و ارتفاع النفقات بسبب أنشطة الحرب و التوسع في النفوذ. كل ذلك و غيره يثقل كاهل الميزانية لدرجة أن البنك المركزي اضطر إلى التدخل في تحويل طارئ بقيمة مليار دولار من صندوق للكوارث, و ايضا فيروس كورونا يرمي بظلاله على ارقام الاقتصاد بشكل سالب, اي سوف يكون هناك تراجع في قطاع الخدمات و السياحة و دخول العملة الأجنبية و قلة حركة المال. باختصار ياخواني أردوغان بحاجة إلى أموال جديدة و الموضوع لم يعد ٦ مليار وانما ذلك فقط فاتورة الى ٢٠١٨ بمعني يريد اكثر, تتفقوا معي او لا ليس مهم.

بعض الاخوة قالوا, ليس ذلك فقط مهم لأردوغان فهناك امور اخرى, و كلامهم صحيح لكن الامور الاخرى بميزان المهم و الاهم قيمتها لن ترتفع عن ١٠ في المائة او ٢٠ في المائة من الاهمية بجانب المال. واحد بيقول ايش هي الاشياء, التي غير مهمة مقارنة للمال و لكن من اهداف أردوغان في التصعيد بازمة اللاجئين؟ و اقول ليس سهل تخمين ما يريد أردوغان و لكن الشواهد و الأيديولوجية الأردوغانية تقول ان أردوغان يريد التخفيف من اعباء الحرب السورية كون تركيا متورطة في معارك دامية في إدلب. واحد بيقول طيب و ايش يعني ذلك و هناك دكتاتور سوري قتل شعبه و يقوم يتشنج و يورد لي كلام طويل ليس محل نقاش هنا؟ و الاجابة لي بعيد عن العاطفة تركيا عضو في حلف الناتو و أردوغان يطالب بدعم الناتو و يرى ذلك قضية تحالف بينما اوروبا لا تنظر لذلك كخطر للتدخل, حيث قانون الناتو واضح و هو ان تركيا لا تتعرض لهجوم مطلقًا. اوروبا تنظر لذلك ان أردوغان يشن حربًا عدوانية في وسط سوريا وليس شرط انها صحيحة تفسر الحشد الكامل ضد سوريا . اكيد الكلام لن يعجب احد. لكن بصريح العبارة بدأ الهجوم التركي قبل ٥ اشهر على طول ٣٠٠ كيلومتر وعلى عمق ٥٠ كيلومترًا خلف الحدود السورية, فهل هذا مقبول لنا كعرب؟

و مختصر الموضوع أردوغان شخص ذكي يعمل لمصلحة بلده و ليس شرط لمصلحة العرب و هو يكسب دائما فقد شجع انسحاب الأمريكيين من شمال سوريا أردوغان على فتح الباب أمام الغزو و التوسع كما يعرف المتابع. و ليس مستبعد انه يريد تغيير مسار الحدود كون الحالية لا تخدمه اي بمعنى لا تخدم طموحه العثماني, حيث هو بنفسه قال "لم نقبل حدودنا طواعية, حدودنا يجب أن نكون أينما كان أجدادنا" و بصوت عال و صريح منذ سنوات اي نحن العرب و الاكراد سوف ندفع لتحقيق طموح أردوغان اراضي شاسعة و ليس مستبعد انه يقصد ان شمال سوريا و شمال العراق إلى جانب حلب و الموصل, و هو يهدد إلى مراجعة معاهدة لوزان, التي انجمت الحدود الحالية لتركيا بموجب القانون الدولي, فهل ذلك يخدم العرب لنتعصب مع كل صغيرة و كبيرة ؟.

و ايضا يفهم من تصعيده ان يريد أسلمة اوروبا و احتمال هذا ما يدفع الكثير للتعاطف معه من الاصلاح و الاخوان لكن من دون زعل لو تظل اوروبا كما هي فذلك افضل لنا و اقصدها كون الامور بتنعطف بشكل اخر. و مختصر الموضوع أردوغان شخص ليس سهل سوف يتحول العرب الى خرفان و تتحول المنطقة العربية كمجال له دون معالم بوجوده, فهو ينظر لنفسه كمقاتل ثقافي ديني في السياسة الداخلية و الخارجية, ينظر لحاله كخليفة راعي للتوسع الإسلامي و هو يعمل بشكل سريع يتحرك بقوة ناعمة في المنطقة العربية و في البلقان.

و اخيرا الأيديولوجية الأردوغانية تهدف الى تبنى رأسمالية السوق و اسلمة الجمهورية التركية وفق الحداثة بمعاير تراثها الحضاري اي الخلافة العثمانية التوسعية و تؤمن إن الأمة, التي لا يمارس فيها العلم ليس لها مكان في الطريق العالي من الحضارة و أن الامة التركية مع صفاتها الحقيقية تستحق أن تصبح متحضرة و تقدمية. أردوغان يعرف طريقه مما سبق و نحن نريد ان نعرف طريقنا و تكون لنا رؤية خاصة بنا كعرب نحفرها في وجدان المجتمع و ليس بالضرورة رؤيتنا ان نكون خرفان عند أردوغان او ايران.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي