عندما يجتمع العقل و النزاهة تكون النتيجة نجاح بلا نظير!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الأحد ، ١٢ يناير ٢٠٢٠ الساعة ٠٢:١٤ صباحاً

قد يكون غريب اذا قلت لكم ان اقتصاد بيع البيض و العسل و اللحوم او اقتصاد الزهور و النباتات فقط في هولندا اكبر من اقتصاد السودان كدولة عربية كبيرة اطلق عليها سلة غذاء المنطقة العربية كما تعلمنا. السودان اكبر من هولندا ليس مرة او مرتين و انما ب ٤٥ مرة من حيث المساحة و عدد سكانها اكثر من ضعف هولندا اي ٤٠ مليون, و هي ارض زراعية خصبة و فيها مياة متوفرة يصل تصديرها من كل ثرواتها النفطية و الزراعية و الحيوانية و البشرية و غيرها الى حجم ٨,٤ مليار دولار حسب بيانات السودان, و حسب المرصد الاقتصادي الدولي OEC صادرات السودان اقل مما تدعي السودان اي فقط نصف المبلغ المذكور. نحن نتحدث عن ميزان الصادرات هنا و ليس عن الدخل القومي للسودان. المضحك المبكي ميزان الصادرات لدولة ككل اقل من اقتصاد بيع الزهور و النباتات في هولندا حسب بيانات السودان و اقل من اقتصاد تصدير الخضار في هولندا حسب بيانات المرصد و لم توقف عند ذلك, و انما السودان تستورد الغذاء و تطلب و تستجدي المساعدة حتى تستمر. شعب اكثر من ٤٠ مليون نسمة كان قادر على تحقيق شعار سلة غذاء المنطقة العربية لكن على أرض الواقع لم يحصل شيء رغم مرور ٣٧ سنة من عمري عن اول مرة اسمع هذا الكلام و الاسباب كثيرة.

فهولندا على ذكرها هنا اليوم في محور الزراعة و الثروة الحيوانية تصدر النباتات و الزهور بمبلغ ٨,٨ اي تقريبا ٩ مليار دولار سنويا و تصدر من منتجات الألبان و البيض و العسل بقيمة ٥,٧ مليار دولار و تصدر من اللحوم سنويا ب ٥,٦ مليار دولار و من الخضار ب ٥ مليار دولار سنويا, و من الحليب و الحبوب تصدر ب ٣ مليار دولار. هولندا مساحتها فقط مايقارب من ٤٢ الف كم مربع يعني بحجم محافظة الجوف او محافظة شبوة عندنا في اليمن وعدد سكانها ١٧ مليون نسمة وصل الدخل القومي لها الى ٩١٥ مليار دولار اي اكبر من الدخل القومي اليمني قبل الحرب ب ٢٥ ضعف.

و مختصر الامر السودان حالها احسن من اليمن بكثير. لذلك اخذتها في المقارنة هنا و لم اخذ اليمن و اخذت اقتصاد البيض و العسل كامور سهلة حتى و لو كلفنا شخص اوروبي اشقر او شركة اوروبية يدير ذلك الى ان نتعلم و لم اعمل مقارنة مع شركات المعلومات او الصناعة, و التي تحتاج قواعد تعليمية و بحثية فتكون المقارنة غير عادلة.

نظرت الى قوة السودان و امكانيتها الزراعية و الحيوانية و اخذتها كمثل لنعرف انه عندما تكون الادارة السياسية غير مدركة لامكانيات البلد و متطلبات العصر و تركز فقط جهودها في مشروع احتكار السلطة, تكون النتيجة ان شعوبها هي من تدفع فاتورة الانتظار من لقمة عيش ابنائها و من كرمتهم و سيادتهم على ارضهم مهما تأخر الوقت. هذا مشهد مصغر لماذا غيرنا افضل. مشهد حتى نعرف ان السبب فيما نحن فيه كعرب او يمنيين هو العقلية و ليس في الامكانيات و انه عندما يجتمع العقل و النزاهة تكون النتيجة نجاح بلا نظير و إنتاج بلا حدود في اشياء بسيطة نستطيع لها, نحفظ بعدها اقلها كرامة مجتمع من السلف و الشحتة و الارتهان.!!!!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي