الانتقالي مرة اخرى

محمد بالفخر
الثلاثاء ، ١٥ اكتوبر ٢٠١٩ الساعة ٠٣:١١ صباحاً


يعرف الجميع ويعرف القاصي والداني  ظروف وملابسات تاسيس المجلس الانتقالي الجنوبي.

وماتلاه من احداث على الساحة الجنوبية بشكل خاص والساحة اليمنية بشكل عام ودفعت العاصمة المؤقتة عدن على وجه التحديد الضريبة الكبرى كعادتها على مدار نصف قرن من الزمان مزيدا من الشهداء مزيدا من الجرحى مزيدا من الأرامل والأيتام ومزيدا من الأمهات الثكالى ومزيدا من الانهيارات الاقتصادية وإيقافات للتنمية  وتدميرا في البنية التحتية ولا يقتصر هذا الأمر على عدن لوحدها بل ينسحب بكل تاكيد على بقية المدن والمحافظات الأخرى.

ظهر المجلس الانتقالي في العلن بعد فقدان قياداته لمناصبهم الحكومية التي حصلوا عليها بقرارات جمهورية وغادروها بقرارات جمهورية أيضا وكانت مشكلته الرئيسية او بالأصح معظلته هو اجتراره للتاريخ واي تاريخ ؟

تاريخ خلف الدماء والدمار والقتلى والجرحى والمشردين ذلك التاريخ الأسود للجبهة القومية التي ادعت وفرضت نفسها من خلال كفيل قديم انها الممثل الوحيد للشعب في الجنوب فسارت بالجنوب الى الهاوية وارتمت في أحضان كفيل آخر وتغير الاسم الى الحزب الاشتراكي اليمني فأوغلوا في تعذيب البلاد والعباد حتى تنفس الشعب شيئا من عبق الحرية بعد ربع قرن من الويل والثبور وعظائم الأمور فكانت الوحدة اليمنية على علاتها المصاحبة نافذة امل لهذا الشعب المغلوب على أمره.

ومن خلال هذا الشعب ركب المغامرون الموجة مرة اخرى بعد ان اسقطهم الشعب في اول انتخابات برلمانية فافتعلوا المشاكل هنا وهناك كي يعودوا القهقرى فلم يناصرهم سوى العدد الضئيل من أفراد حزبهم فوجدوا أنفسهم خارج اللعبة السياسية.

وعادوا مرة اخرى ليتسلقوا على ظهر ثورة الحراك الشعبي السلمي  الساعي لرفع المظالم وانتزاع الحقوق من نظام تسلطي قمعي استأثر بالشمال والجنوب على مدى ثلاثة وثلاثون عاما والذي ترنح اخيرا تحت ضربات ثورة فبراير الشبابية السلمية.

وحفظت له المبادرة الخليجية  ماء الوجه والحفاظ على نصف منظومة الحكم لكنه لم يرعى الجميل فتحالف مع أعداء الامس فكان انقلاب 21 سبتمبر. وما تلاه من احداث عاصفة عصفت باليمن أرضا وإنسانا.

واما رفاقنا كما أسلفنا استغلوا كل المتناقظات واذا بهم تحت رعاية كفيل جديد قدم لهم الدعم والمساندة الاعلامية واللوجستية طبعا( لوجه الله)   فأسسوا  مجلسهم الذي أراد ان يجعل الجنوب والجنوبيين ملك يمينه وأخذوا في توزيع صكوك الوطنية لمن أيدهم وصكوك الخيانة والعمالة لمن عارضهم وكأن الجنوب لا احد غيرهم فيه ولا يحق لمن سواهم ان يكون له وجود.

جهلوا او تعاموا ان الجنوب يعج بمكونات سياسية ومجتمعية وأحزاب متعددة. فهل كل هؤلاء لا حق لهم في جنوبهم ؟

وخلاصة الأمر هاهي التسريبات تأتي من محادثات جده وتشير الى ان الرفاق قد يقبلون بحقيبتين وزاريتين او ثلاث .

مساكين أولئك العوام الذين خدعتهم خطابات هاني بن بريك الرنانة وتصريحات عيدروس عن الجنوب وعن الدولة المنشودة للجنوب. 

اسفي على المتشنجين الذين ملئوا مواقع التواصل ضجيجا و صدّعوا روؤسنا ببث العداء بين الناس

و شقوا النسيج الاجتماعي بين أفراد المجتمع.

يا اخواننا في الجنوب صدقوني من يرسمون أنفسهم زعامات عليكم أقصى مايتمناه احدهم وزارة او حتى وظيفة عامة اما مايخدعونكم به من دولة فهذا هراء فالأذناب لا تصنع دولا و دعاة القتل لن يحققوا نهضة

لا ادري الى متى ستستمر هذه المغالطات في حق البسطاء ؟

ولا ندري كيف سيقنعون اتباعهم بالأمر الواقع حينها وانا لمنتظرون؟


الحجر الصحفي في زمن الحوثي