لم يتنبأ احد بذلك- جائزة نوبل للسلام!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الجمعة ، ١١ اكتوبر ٢٠١٩ الساعة ٠٧:٠٩ مساءً

رئيس وزراء اثيوبيا آبي أحمد يفوز بجائزة نوبل للسلام . كم اسعدني هذا الامر كوني اجده شخصية رائعة و ذكية استطاع انجاز الكثير في ١٠٠ يوم, و التي يعرفها الصغير و الكبير مثل ألغى حالة الطوارئ و رفع الحظر عن مجموعات عرقية مسلحة و بدء في عمليات تفاوض من أجل إحلال السلم الاجتماعي في اثيوبيا و وضع حد لحرب طويلة مع اريتريا بإعلان السلام بين البلدين و افرج عن السجناء السياسيين وعاد آلاف من المنفى الى بلادهم بعد فرار لسنوات. و لم يكتفى بهذه الملفات في ١٠٠ يوم الاولى و انما بدأ خطط لإصلاح اقتصاد بلاده بطرح شركات كبرى حكومية للقطاع الخاص, لكن بشرط امتلاك الحكومة النسبة الأكبر من الأسهم.

و قضى على الخوف المنتشر بين الإثيوبيين حينما يتعرض الأمر بانتقاد سياسات الحكومة و كانت كلماته و ظهوره ميزان ثقة و مهم جدا و ليس مستبعد انها كانت شخصيته و ظهوره المستمر امام الشعب و كلماته المتزنة اهم الاسباب في شعور المواطنين بالثقة بالدولة و القيادة لاسيما حينما اعتذر على الانتهاكات السابقة و وعد بإنهاء الاعتداءات حتى يقول بعض المراقبون "في اللحظات, التي قال فيها تلك الكلمات تغيرت طريقة تعامل أجهزة الأمن مع المواطنين" .

و من انجازته ايضا تشكيل لجنة لدعم المصالحة الوطنية و تعيين حكومة متوازنة بين الجنسين و صارت اثيوبيا تعيد تشكيل القرن الأفريقي و تكسر حاجزها الوطني للعب دور اقليمي متزن و حكيم كما حصل في السودان , و قد كان في طريقته اكثر ذكاء من اول يوم, فقد قام في شهر واحد بجولات مكوكية في كل المدن والمناطق الاثيوبية مبلور نهج يوصف بالاعتدال و ذلك في محاولة لامتصاص الاحتقان و لمعرفة الأوضاع عن كثب, و طرح قانون وافق البرلمان عليه سريعا يقضي برفع أسماء حركات معارضة مسلحة وهي جبهة تحرير أرومو الديمقراطية وجبهة تحرير أوغادين والجبهة الوطنية الإثيوبية من قائمة المجموعات الإرهابية, اي المختصر ان القائد يولد من اول يوم يصل الى مكانه و كل ذلك في ١٠٠ يوم. الان جائزة نوبل سوف تزيد من ثقة المجتمع الدولي به للعب دور اقليمي و دولي رائع و سوف ينعكس ذلك على الاقتصاد و التنمية.

و ارجع و اقول حال اليمن كان افضل من اثيوبيا ذات العرقيات و الديانات و التيارات السياسية المختلفة و المتنافرة و الثروة الفقيرة والجوار الملتهب بفارق ان عندهم ظهرت قيادة عاقلة همها اثيوبيا فجرت قدرات الشعب و طاقته وحشدتهم في اتجاه الاستقرار و التنمية, بينما حكومات اليمن منذ النظام السابق أضاعت على البلد فرصاً تاريخية وسياسية و تنموية للنهوض مما أطال أمد النزف و الخسائر من أجل مصادرة السلطة لفيئة معينة بعيد عن العودة الى الإذعان لمبدأ ديموقراطي أساسي و هو ضرورة التعايش بين احزاب و جماعات متباعدة تحت خيمة القانون و المصلحة الوطنية. و حتى كان قل الضرر في المجتمع اليمني لو ان حكومة بحاح او بن دغر او معين تبنت استراتجية وطنية مغايرة لاغلاق الحرب و صرف المرتبات و اتخاذ طريق جديد اكثر جرأة غير متوقعة كالتعاونية و التشاركية و المصالحة, اقلها انهم اخرجوا اليمن من العك وكان احدهم هو حامل نوبل و علقنا على وجدنا الشعب اليمني معلقات توصفهم .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي