في ذكراها الـ«57» .. سبتمبر ثورة تتجدد..!!

نسيم البعيثي
الاربعاء ، ٢٥ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ٠٤:٥٨ مساءً

سبتمبر المجيد 2019م .. نحتفي اليوم بذكراك الـ«٥٧» التي أزاحت كابوس الطغيان والقهر والظلام والعبودية والتجهيل، واسقطت عروش الإمامة وكهنوتها تحت أقدام الشعب .. وفتحت افاقا جديدة للشعب اليمني ومكنته من الانطلاق نحو الحرية والتعليم والتنمية واللحاق بركب الحضارة.

لا أريد أن أبدو مبالغا في حديثي عن فصول العذاب الذي تجرعها اليمنييون في عهد الإمامة البائد .. لكن ما سمعته من روايات الاباء والاجداد من بشاعات وقبح يجبرني على التذكير ببعض تلك المآسي حتى يتعض الاخرون .. خصوصا من جيلنا نحن شباب اليوم.

وتشير جميع الروايات وكل ما دونه المؤرخون ان نظام الإمامة ظل خريصا على امتداد تاىيخه على تجهيل الشعب وعزله عن العالم الخارجي .. وذلك بهدف استمرار استعبادة واذلاله وقهره .. وتفاديا لعدم استنارة بعض افراده وقيامهم بمواجهته لذلك عمل على الغاء مسالة التعليم وتغييب العقل الجمعي للشعب .. بالاضافة الى حرصة على تجويعه وافقاره وجعله يسعى ليلا ونهارا وراء توفير لقمة عيشه وحفاظه على بقائه .. وهذا يعد اسوأ وابشع انتهاك عرفه التاريخ.

ويؤكد جميع ما عاصروا ذلك العهد أن اليمنيين ظلوا معزولين بشكل كلي عن العالم الخارجي وكان السواد الاعظم منهم لا يعلمون ان هناك امم وشعوب اخرى تعيش على هذه الارض .. مبينين ان الوحشية التي مورست بحق العامة بلغت حدودا يصعب تصويرها ووصفها، وبسببها كان يموت الملايين سنويا.

ونتيجة لكل ذلك القهر والاستبداد برز ثلة من الاحرار الميتنيرين الذين رأوا انه آن الأوان لوضع حد لذلك الطاغوت .. فثأروا عليه وسعوا جاهدين على توعية الامة بحقيقة الظلم الواقع عليهم ليتمكنوا في صبيحة ال٢٦ من سبتمبر من اسقاط الكهنوت، ووأد تلك الحقبة المظلمة من تأريخ الأمة واعلان ميلاد النظام الجمهوري الذي كان بمثابة ميلاد جديد للملايين من المغيبين والمقهورين والمعذبين.

وبإعلان الجمهورية تحرر الشعبةمن عبوديته واتجه ابنائه نحو عملية البناء والتعمير والتطوير لتشهد اليمن وخلال سنوات وجيزة من تاريخ الجمهورية نقلة نوعية كان ينظر اليها الاباء ويصنفونها بالمعجزات رغم انها لا تساوي شيء بما وصلت اليه الأمم .. لكن تلك النهظة استمرت تباعا ليتمكن اليمن واليمنيون من اللحاق بركب العالم المتقدم من حولهم ويواكبون جميع تطوراته.

وان احتفالنا اليوم بهذه المناسبة العظيمة والتاريخية المجيدة يمثل اعترافا ووفاءا لكل اولئك الابطال والاحرار الميامين الذين وهبوا ارواحهم في سبيل اسقاط كهوت الامامة وتحريرنا من كابوس الطغيان الذي ظل قرابة الالف عام جاثما على صدورنا .. كما اننا بذلك نؤكد صراحة لكل اولئك المغفلون والواهمون والحمقى من الاماميون الجدد ان النظام الجمهوري بات بالنسبة لنا شيء مقدس، وان الانتصار للدولة وللحرية والشرعية ثار هدفنا وغاينا الاسمى .. وحتما سيتحقق وسيسقط حلم الكهنوت مجددا طال الزمن او قصر.

الرحمة والمغفرة والخلود لكل الابطال من شهداء ثورة الـ٢٦ سبتمبر المجيدة .. والخزي والعار لكل الواهمين والساعين لاعادة عجلة الزمن الى الوراء.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي