ثروة اليمن الحقيقية وشعبها المبدع ؟

برفيسور: أيوب الحمادي
الاربعاء ، ٢١ أغسطس ٢٠١٩ الساعة ٠٤:٠١ مساءً

في العادة يرتفع الناتج القومي الإجمالي في المانيا بمعدل ١٠٠ الى ١٢٠ مليار يورو سنويا عن السنة التي تسبق, اي ١٥٠ مليار دولار اي فقط الارتفاع يوازي ٤ اضعاف دخل اليمن القومي قبل الحرب . ففي ٢٠١٧ وصل الدخل القومي الى ٣٢٦٣ مليار يورو بارتفاع ١٢٠ مليار يورو عن ٢٠١٦ اي كان ٣١٤٤ مليار يورو. في ٢٠١٨ الالمان لم يحققوا ١٢٠ مليار زيادة عن السابق و انما ما يقارب ٧٥ مليار يورو اي ٩٣ مليار دولار فقط, اي وصل الدخل القومي الى ٣٣٣٨ مليار يورو تقريبا اي ٤١٧٢ مليار دولار في السنة, اي ما يوازي دخل اليمن قبل الحرب ل ١١٩ سنة , برغم ان اليمن اكبر من حيث المساحة و اغنى من حيث الموارد الطبيعية و معها ساحل بحري ممتد من ميدى في البحر الأحمر إلى المكلا على البحر العربي و بطول يبلغ ٢٥٠٠كم و ١٨٢ جزيرة موزعة على ثلاثة قطاعات رئيسية هي البحر الأحمر و خليج عدن و البحر العربي, و رغم ذلك ننتظر سلات غذاء الدول الغربية و العربية و كان يمكن ان نعيش افضل و بكرامة, بدل ثقافة المليشيات والسلاح. لم اقل نكون مثل الالمان و انما نطمح ان نسلك طرق تنمية مثل غيرنا تحفظ كرامتنا و بلدنا . نحن نخجل ان بلدنا تعاني و فقير وشعبنا مشرد ومغترب وتعيس وكل ذلك من اجل يعيش حفنة صغيرة دور زعامة كاذبة, نخجل نبيع ونمزق بلدنا وغيرنا يستقر ويكسب , نخجل ان غيرنا ينافس بالانفتاح ونحن نبني حواجز مذهبية و مناطقية .

الشعب اليمني سوف يبدع, فقط نحتاج ٧ سنوات نضعه في المسار الصحيح و سوف ينطلق مثله مثل بقية شعوب المنطقة لبناء مجتمعه وذاته, بشرط تختفي ثقافة المليشيات و الموروث المريض والعفن . عني اجد ان التجربة الالمانية للنهوض هي ما تناسب اليمن, فهم مثلنا منبوذين كانوا من قبل الجوار يتفق الكل على تمزيقهم و رغم ذلك كانوا يكسبون في النهاية مهما تكالبت عليهم الامم و السبب ايمانهم انه امة المانية يجب ان تظل قوية ولا يعتمدون على احد. نحن الى الان ننافس باقبح ما معنا تتجسد بمشاريع مريضة فاشلة تجعلنا في المحصلة مجرد شقاة و مرتزقة لاندرك الامكانيات لو عقلنا بسبب الجهل وغيرنا ينافس بافضل ما معه .

البعض سوف يقول التجربة الألمانية مرة واحدة خلينا نبدأ بالتجربة الأثيوبية كونها اقرب, وهذا طموح غير صحيح فعندما تبعث ابنك لبناء ذاته لا تبعثه للسودان او لأثيوبية وانما الغرب و بنفس سياق الفكرة اتحدث هنا, كون نسخ المنسوخ عن اصل يجعل الناتج بيدنا ممتلي بالشوائب وغير واضح و يفقد اهم مايجعله يستمر. 
و قصدي هنا فيتنام و ايران و كثير من شعوب العالم استجلبوا التجربة الالمانية في النهوض وكل بلد اخذت مايناسبها, اي استنسخت ما يفيدها وكلما كان الاستنساخ متقن كلما كان النجاح محسوم ولو بقليل من الجزئيات كون ذلك يكفينا كمرحلة, و نحن نقول التجربة الالمانية كون نتجت من معاناة واستهداف و كون الاستعانة بهم افضل من غيرهم.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي