الوعد المحتوم

محمد بالفخر
الخميس ، ٢٤ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٠١:٣٤ مساءً
    قال الله تعالى ((ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون))  
 
آية في سورة الأنبياء نمر عليها كما نمر على آيات القرآن الكريم دون التوقف عندها نفسّرها او نتدبرها ونسقطها على واقعنا وهنا استوقفني تفسير لطيف للدكتور محمد راتب النابلسي حفظه الله سأنقله هنا حرفيا ثم نربطه بواقعنا
 
بعد ان ذكر النابلسي الآية قال " وكأن هذا قانون إلهي من هم الصالحون؟
 
الدنيا لها نظامها والآخرة لها نظامها كالساعة الرقمية والساعة البيانية هل يصح ان نأخذ قطعة من هذه الساعة لتلك؟  طبعا يستحيل ذلك فلكل منهما نظامه.
 
الدنيا نظامها العباد الصالحون هم الذين استثمروا ثرواتها وحلّوا مشكلات الناس وأقاموا العدل فيها لذلك الدنيا شيء والآخرة شيء اخر الدنيا تصلح للكافر إن اقامها بعدل ولا تصلح للمسلم الظالم،
 
نحن امام ظاهرة يجب أن تفسّر الذين لا يمتلكون ذرة إيمان هم الاقوى على الارض متحكمون فيها وبكل خيراتها أمرهم نافذ وثقافتهم معممة على كل شعوب الارض كيف هذا؟
 
ولماذا المسلمين مستضعفين أذلة؟
 
وتفسير هذا هناك قوانين للأرض فالإنسان الأصلح لها يتحكم بها ويمتلكها الذي يوفر فرص عمل ويفرض القانون فوق الجميع دون تفرقة الذي يضمن للناس حاجاتهم ويصلح معاشهم له أن يرث الارض وتُقَاد له الدنيا
 
يجب أن نعلم أن من يصلح للإدارة هو الاقوى ومن يعمل أكثر يحصد أكثر من يقدم للناس الخير وينشر الرخاء لأمته هو من لهم الحق ان يكون الاقوى على الارض ومن لم يحترم هذه القوانين فلا عجب ان يبقى في ذيل الأمم.
 
انتهى الى هنا كلام النابلسي مع بعض تعديل وحذف وإضافة للاختصار
 
    هذا الموضوع مهم ويوضح السبب لمن يتساءل لماذا المسلمين أضعف الامم؟ ولماذا هم خارج معادلة التطور أو الوجود القوي على الارض برغم الآيات التي تشير الى ان الارض يرثها الصالحون او المؤمنون وهنا نقول ان الآيات لها عدة أوجه سأقتطف اجزاء بسيطة منها
 
الصلاح الذي تقوم به الارض هو صلاح تعميرها ومقدار ما تعطي فيها من حقوق لأصحابها
 
 الصلاح الذي تقوم بها الارض هو العدل الذي تحققه فيها بين الناس يستوي فيها الضعيف والقوي الغني والفقير
 
الصلاح الذي تقوم به الارض هو الإنجاز الذي يعيشه الناس ماذا أنجزت؟  وما هو عملك؟ وكم تعمل؟ وماذا قدمت للناس؟
 
أما الصلاح الديني مع الظلم والكسل والخمول فخير محفوظ لك في آخرتك اما الدنيا فلم تقم بحقها
 
فسبحان الله ما أعدله لم يهضم حتى حق الكافر من حظه ومن جهده فجعل الدنيا ميدان حصاد إنتاجه
 
السنا المسلمين أحق بالعمل وإقامة الارض خاصة وان ديننا كله دعوة للعمل ونهي عن الظلم ...اننا نعيش اختلال مفاهيم في امور حياتنا وآخرتنا نسقط فيها جهلنا وسوء إدارتنا الى الدين الذي هو أساسا الذي يدعونا ويحثنا لأن نعمل لنرث الارض ونكون فيها المؤثرين..
 
ختاما : 
 
أمس بدأت عشر ذي الحجة التي اقسم الله بها ((وليال عشر)) وكتحقيق لمبدأ الصلاح في الارض إبدا بنفسك واغمرها بالخير والعمل الصالح النافع لنفسك اعمل واجتهد ولا تقتصر على الصيام وتلاوة القرآن وكثرة النوافل بل يجب ان يتعدى هذا الخير لمن حولك أكرم ضيفك وصل أهلك وجارك وتفقد الفقراء من حولك وارسم ابتسامة على ثغر يتيم واحمل هما مع محتاج وعزز روح التكافل المجتمعي 
انشر ثقافة الحب والتسامح في المجتمع وابتعد عن ثقافة الكراهية والعنصرية التي يؤجج نارها الكثير من الفارغين الذين بالغوا في إساءة استخدام وسائل التواصل وحولوها من نعمة الى نقمة 
 
وكل عام وانتم بخير ويتجدد اللقاء معكم "كل خميس " بعد عيد الأضحى المبارك بإذن الله .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي