الخميس ، ١٠ أغسطس ٢٠١٧
الساعة ٠١:٤١ مساءً
تابعت كغيري كلمة الأستاذ عبد العزيز المفلحي محافظ عدن ومن قبله بفترة تصريحات اللواء الركن فرج سالمين البحسني محافظ حضرموت ومن خلال المتابعة والقراءة الأولية لهذه الكلمات يجد الانسان نفسه امام رجلي دولة يقدّرون إنسانية الناس ويحترمون عقولهم ولديهم شفافية في التعامل مع الشعب،
ونتمنى ان تتبع تلك الكلمات القوية نية صادقة للتغيير.
فمنذ سنوات طوال وخطاب أي مسؤول او قيادي جنوبي على وجه التحديد ليس الا عبارة عن تهديد ووعيد للمخالفين له وتمجيد لنفسه وتغني بمنجزات شخصية لم يراها الناس على ارض الواقع،
ومع ذلك الفشل الذريع الذي يجب ان يخجلوا منه لا يعجزون ان يجدوا اقلاما تنبري لتكتب في مدحهم وتسبح بحمدهم
مما يثير الدهشة والغضب وخاصة ان كثيرا من أولئك الملمّعين وحملة المباخر يحملون شهادات عليا والبعض منهم يعيش في بلاد الغرب ويشاهد بأم عينه مقدار التطور الذي صنع للشعب بجهود رؤساء تلك الدول وقياداتهم السياسية والفكرية والاقتصادية ،
ومع ذلك تجد الأقلام الناقدة أكثر من تلك التي قد تمدح هذا ان وجدت أصلا ... هؤلاء المادحون للفاشلين والمفسدين والذين يضحكون على البسطاء من الناس الذين يظنونهم على حق فتشكل مفاهيم الناس ان هذا المسؤول او ذاك القيادي او الزعيم له الحق ان يأخذ ما يشاء ويجبي ما يريد ويفعل ما يرغب به!!
هؤلاء الكتاب ومن يدّعون العلم ممن يحمل نفسه وزر تزيين الظلم والظالم والفساد والمفسد أظن ان اساءاتهم للناس وخيانتهم للوطن تفوق ما يفعله الفسدة والظالمون أنفسهم لان هؤلاء ضررهم أعم فهم يبررون للمخطئ ويجبرون العامة على تلقي ذلك كإنجاز من خلال الزيف والكذب والتزوير.
اعود للحديث عن كلمتين وتصريحات تاريخية لمحافظين يتصدرون قيادة محافظتين هن في حقيقة الأمر أهم المحافظات وفي هذا الوقت العصيب تحديدا، هذا التوجه الغير معهود نحو الشفافية واحترام حقوق أبناء البلد يجب ان تتبعها قرارات وافعال ومراقبة وحساب.
هناك عبث بالمال العام وإصرار على أن تسير البلاد في فوضى ودمار لحسابات شخصية وتنفيذا لأجندات لا تريد خيرا للبلد.
الشفافية التي تكلم بها المفلحي نتمنى ان تتبعها خطوات جادة للإصلاح والتنفيذ المباشر لعلاج الخلل،
سيكون العمل شاقا والضريبة التي ستدفع لاستئصال الفساد والمفسدين قد تكون مكلفة وباهظة لكن لا مناص من العلاج للبلد العليل واستئصال اورام الفساد التي استشرت في مفاصل المحافظة وغيرها من المحافظات.
لكن مقابل هذا الإصرار وتلك التضحية فالتاريخ لن ينسى ان يضع الرجال في صفحاته البيضاء ولو اشتدت أقلام السوء اليوم لتشكل وتحاول تسيير توجه الناس نحو ازدراء المصلح وتمجيد المفسد.
اللواء البحسني بدأت عهدك بتصريحات وتوجيهات شجاعة فانت وانت العسكري الهمام في مواجهة جبال الفساد التي ستقف لك.
والأستاذ المفلحي انت على راس قيادة المحافظة والعاصمة المؤقتة عدن ومواجهتك مع اقطاب التلاعب والفساد مباشرة لكنك رجل دولة وتحمل نوايا صادقة
أقول لكما استعينا بالشرفاء وسيكون الله معكما
وسيعرف المواطن من يتعمد تصعيب حياته ويصر ان تبقى مدن الجنوب كأرض خراب أصابها إعصار
الوضع صعب والمرحلة خطيرة أخلصوا النوايا واجعلوا الوطن أهم اولوياتكم وتيسير حياة الناس هدفكم.
ردوا الحقوق وأطلقوا المعتقلين المظلومين واضربوا على ايدي المفسدين والمخربين،
ولتكونا نقطة الضوء في بلد قد ادلهمت فيه الظلمات بعضها فوق بعض بفعل قوى الفساد وسيكون التوفيق حليفكما بإذن الله.
خاتمة شعرية : للشاعر عبدالله البردوني
كم كابد الشعب في اشواطه محنا
ماذا ترى؟ انضجته هذه المحنُ!
كم خادعته بزيف الوعد قادته
هيهات ان يُخدع الفهّامة الفطنُ
