سفير اليمن عمار العزكي

مصطفى القطيبي
الاثنين ، ٢٧ فبراير ٢٠١٧ الساعة ١١:١٦ صباحاً

تعيش اليمن في مرحلة استثنائية ، رمت بها مليشيات العنف والإنقلاب خارج التأريخ ، صورة اليمني تعرف في الخارج باعتباره ذلك الكائن المليء بالجهل والمنكود بسلسلة الحروب. مصدر الإرهاب والإقلاق للمنطقة والعالم.

 

فجأة يظهر النجم عمار ،فيجد فيه اليمني نفسه المخبوءة ، فنه الذي هاجر إلى الخليج ومصر ، إبداعه المحبوس في قفص الأزمات التي ما برحت تفارقنا ،

فهب اليمني مشجعاً لعمار باذلاً امولاً سخية وهو في ظروف صعبة جدا

 ليقول للعالم أنه لا يزال على قيد الحياة ، يغني ويشدوا للعرب ، ويصنع لهم الألحان .

 

لقد فعلها عمار ، مثل اليمن أيما تمثيل ، لقد أعاد إلى قلوبنا نبض التوحد، وبعث رعشة الحياة في الضلوع التي هشمتها الجراح.والحرب والأقتتال.

لقد رأيت اليمانيين يطرحون خلافاتهم جانباً،  ويرفعون خلف عمار علم اليمن ، وأحلام اليمن وأشواق الجيل المكدود بحماقات الاستبداد.

 

نعم فعلتها عمار ، وجددت في الذاكرة العربية ، أصالة اليمني ، وفن اليمني ، وإبداع اليمني ، وقد شهد لك الجميع  بالاندهاش.

 

أما أدعياء الفقه والتفيقه ، ممن استفزهم شعر نانسي ، ومكياج أحلام ، 

فنطمئنهم أن الشباب اليمني  الذين شجعوا عمار

لم يكونوا يتربصون بالبرنامج ليتابعوا تفاصيل نانسي ،وإنما يهتفون لحلم جميل أطل من اليمن، لأمل انبعث وسط غابة اليأس المطبقة، لصوت جميل اخترق ضجيج الحرب، لمبدع لا يزال يحافظ على سمته وتواضعه وأصالته ، وافتخاره باليمن.

 

لقد تناسى المتفيقهون ، أن مهمة السفير أن يغشى نوادي الآخرين ، واحتفالاتهم ، دونما شروط مسبقة ، وهل كان الدعاة يغشون القبائل العارية في أدغال إفريقيا أو شوارع أوروبا المحجبة ، أو جامعات أمريكا المحتشمة ، بشروط مسبقة؟ ،

وهل سفرائنا في الأمم المتحدة يلزمون مندوبي العالم بالاحتشام؟!

صحيح أننا نرنوا إلى مسابقات أكثر حشمة ،ولكن عندما نستطيع ذلك فلنفعلها، وقد فعلها عمار في الشارقة.

 

من حقنا أن نتشبث بأي لحظة فرح ،وأن نغني للأمل ، وأن نستروح ولو قليلاً مع حداء المستقبل ،

وذلك ما فعله عمار ، ولأجل ذلك صفقت له اليمن.

 

حفظ الله اليمن وشباب اليمن  وكل مبدعيه. في شتى المجالات 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي